Sunday 16th May,200411553العددالأحد 27 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مفتتحاً منتدى الغاز بمشاركة شركات عالمية من 50 دولة مفتتحاً منتدى الغاز بمشاركة شركات عالمية من 50 دولة
أمير الشرقية يؤكد على حكمة المملكة في التعامل مع الأزمات النفطية

* الدمام - حسين بالحارث:
رعى أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد مساء أمس السبت انطلاق فعاليات منتدى الغاز السعودي الأول بحضور وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي وحضور كبير لرجال الأعمال والمستثمرين المحليين والعالميين.
وفي كلمة له أمام الحفل قال الأمير محمد بن فهد: إن العقود الأخيرة شهدت توجهاً عالمياً نحو الاستثمار في مشروعات الغاز استكشافاً واستخراجاً وإمداداً وتصنيعاً وتسويقاً، ويشبه هذا الاهتمام العالمي بالغاز بالاهتمام بالنفط في بدايات القرن الماضي، وهذا يعني أن الغاز بات محركاً رئيسياً في الصناعة الحديثة.
وذكر سموه ان المملكة سوف تأخذ مكانة تليق بإمكاناتها وخبراتها البارزة في صناعة الغاز خاصة وهي تضم احتياطيات ضخمة من هذه المادة وضعتها في المرتبة الرابعة عالمياً.
وأكد سموه على حسن تصرف المملكة وحكمتها في التعامل مع الأزمات النفطية التي ألمت بأسواق العالم، مبيناً اهتمام المملكة بالغاز كونه مادة واعدة و تحتل مكانة مهمة في إنتاج النفط الذي استمرت أهميته في خدمة الصناعة العالمية، وقال إننا نفخر بأن بلادنا تتمتع بسمعة المنتج المسؤول الذي يلجأ إلى الحكمة والعقل في مواجهة الأزمات والظروف الاستثنائية.
والقى سموه الضوء على خوض القطاع الخاص تجربة مميزة وفريدة في صناعة الغاز والنفط بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية، مكنته من اكتساب خبرات بالتعاون على الشراكة الخلاقة بين القطاع العام ممثلاً بأرامكو السعودية وقطاع الأعمال ممثلاً بالشركات العديدة التي تسخر قدراتها الآن وطاقاتها الإبداعية الوطنية في جعل هذه الشراكة مثالية وقابلة للاستمرار.
وذكر سموه أن المملكة إذا كانت قد مرت ببعض الأحداث المؤسفة التي ارتكبتها أيد آثمة، وعقول ضالة مضلة، فإنها تتصبر بعزاءين، الأول أن الآثمين فئة معزولة، لا تتمتع بأي تأييد، وشدد على أن المواطنين يجمعون على رفض مثل هذه الأعمال التي تنافي كل القيم الجميلة في ديننا الإسلامي العظيم، والعزاء الثاني أن ذلك هو اختبار لإرادة هذه الأمة، واضاف: مرت المملكة في السابق، باختبارات أقسى وأشد، وواجهتها بقوة الحق الحازمة فانتصرت وخاب الساعون بالفتن وهزموا.
كما أن مثل هذه الفرقة المعزولة الضالة قد ظهرت في كثير من البلدان والحضارات والأمم في مختلف العصور والأزمان والأمكنة، فانقعشت الغمامات السوداء، وهُزم دعاة العزلة والظلام، وانتصر الحق.. وشكر سموه غرفة الشرقية على الجهد الكبير نحو إقامة منتدى بهذا الحجم وهذه المشاركة والتنظيم.
من جانبه قال معالي وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي أن اتفاقيات الغاز الموقعة أخيراً تحقق الهدف الذي تسعى إليه حكومة المملكة وهو زيادة احتياطيات الغاز وزيادة إنتاجه بما يحقق متطلبات التنمية وتنويع مصادر الدخل من خلال توفير الغاز ومنتجاته للصناعات المختلفة.
وكذلك إيجاد فرص عمل للمواطنين، وتشجيع وتنمية أعمال المقاولين والموردين الوطنيين.
وأعرب معاليه عن أمله أن تؤدي استثمارات هذه الشركات إلى تحقيق زيادة في إنتاج الغاز، تسخر لتعزيز شبكة الغاز الرئيسة ولمواجهة الطلب على هذه المادة، الذي يتوقع أن يصل متوسطه في عام 2025م إلى حوالي 12 بليون قدم مكعبة في اليوم.
مبيناً أنه لو تحققت النتائج المرجوة، وتوفرت كمياتٌ من الغاز الطبيعي تفيض عن حاجة السوق الوطنية فإن المملكة قد لا تقتصر على استغلال الغاز الطبيعي وطنياً فقط، بل ستصدره إلى أسواق العالم، وبهذا تزداد مساهمة المملكة، وأهمية دورها، في سوق الطاقة العالمية، كما سيزداد دخلها.
واكد النعيمي أن المجال الآن رحب أمام رجال الأعمال للمبادرة والاستثمار والإضافة والابتكار في سلسلة أعمال الغاز والصناعات المتكاملة معها أو المساندة لها. وتوقع أن يكون هناك توسع في النشاط الاقتصادي في هذه القطاعات.
وذكر أن المستقبل سيحمل في طياته الكثير من نتائج نجاح استراتيجية المملكة في مجال استثمارات الغاز التي ستؤدي بدورها إلى المزيد من الاستثمارات الموازية والمساندة، والمزيد من إتاحة الفرص الوظيفية للشباب من أبناء المملكة.. مؤكدا على أن صناعة الغاز في المملكة العربية السعودية حققت الكثير خلال العقود الماضية وهي الآن تنفتح على العالم من خلال خلق شراكات جديدة لاستكشاف الغاز وإنتاجه، في الوقت الذي تمكنت فيه المملكة عبر مختلف مراحل تطور صناعة الغاز من إيصاله إلى العديد من المشروعات الصناعية العملاقة ومرافق إنتاج الطاقة، الأمر الذي يعني توفير طاقة نظيفة وإيجاد ودعم ودعم استثماراتٍ ببلايين الريالات، وإتاحة وظائف جديدة للآلاف من الشباب الباحث عن فرص عمل.
وبين النعيمي أن استراتيجية الغاز بالمملكة إرتكزت على مجموعة مبادئ أهمها أولاً- التنقيب بكثافة في المناطق التي لم يتم التنقيب فيها سابقا بشكل كاف، لاكتشاف موارد إضافية من الغاز غير المرافق وذلك لتلبية النمو المتوقع في الطلب المحلي على الغاز.
وثانياً- تحقيق الفائدة القصوى من استغلال واستخدام الغاز الطبيعي محلياً، بما يحقق أفضل الفوائد الاقتصادية للمملكة، ومن أبرز هذه الفوائد توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين، وتنويع القاعدة الصناعية السعودية..
وثالثاً- تعزيز دور القطاع الخاص بدعوة المستثمرين للمشاركة في جميع مراحل أعمال الغاز على أسس تنافسية، وتيسير ذلك من خلال تطوير بيئة استثمارية تتميز بتشريعات وأنظمة مرنة ومتوازنة.
وبيّن معاليه بأن الإستراتيجية تركز على تعزيز ما تحقق من دور لقطاع الغاز في الاقتصاد الوطني حيث تزيد حصة الغاز من الطاقة المستهلكة في المملكة عن كثير من مثيلاتها في العالم، فقد زادت هذه النسبة من 35 في المائة في عام 1990م، لتبلغ أكثر من 40 في المائة العام المنصرم. ويُتوقع أن تزيد لتبلغ 51 في المائة في عام 2008م.
وتعكس هذه الزيادة التوسع في الأنشطة الاقتصادية التي تعتمد على الغاز، كما انعكس النمو المتزايد في إنتاج الغاز في المملكة على ارتفاع معدل استهلاك الفرد من الغاز، الذي وصل إلى المرتبة الثانية على مستوى العالم، حيث بلغ 251 قدما مكعبة في اليوم في عام 2002م، وهو أعلى من نظيره في بعض دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا واليابان.
وقال النعيمي أن المرحلة الثانية لاستراتيجية الغاز تمثلت في مضاعفة الطاقة الإنتاجية لشبكة الغاز الرئيسة، من حوالي ثلاثة بلايين قدم مكعبة إلى سبعة بلايين قدم مكعبة يومياً.
وكذلك مضاعفة احتياطيات الغاز غير المرافق خلال أقل من عقد من الزمان حيث وصل مجموع الاحتياطيات الثابتة إلى 235 تريليون قدم مكعبة، لتتبوأ المملكة بذلك المرتبة الرابعة عالمياً من حيث احتياطيات الغاز.
ولفت النعيمي إلى مبادرة المملكة في استحداث واعتماد العديد من الأنظمة الكفيلة بتهيئة مناخ استثماري يتميز بأنظمة واضحة ويتيح للعاملين في مجال الغاز بيئة عمل مناسبة.
فقد تم إصدار الأطر التنظيمية والمالية الفعالة، واستحداث لوائح وأنظمة تختص بأعمال التنقيب عن الغاز غير المرافق وإنتاجه، وأعمال التجميع والتشغيل والنقل في شبكة الغاز الرئيسة، والسماح لأطراف أخرى باستخدام المرافق المشتركة، والترخيص لشبكات التوزيع الوطنية المستقلة من جانبه قال رئيس غرفة تجارة وصناعة المنطقة الشرقية عبد الرحمن الراشد في كلمة له أمام الحفل أن الغرفة استمرت بمتابعة التطورات في مجال الغاز حتى تبلورت جهود المملكة بالتوقيع على تفاقيات التنقيب عن الغاز في 16 محرم المنصرم، موضحاً أن الغرفة قامت بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة ارامكو السعودية بالإعداد لهذا المنتدى بهدف تسليط الضوء من خلال جلساته المتعددة على الفرص الكبيرة التي ستتاح للقطاع الخاص في مجال الخدمات المساندة وقطاع البتروكيماويات والتحلية والكهرباء والتمويل..
ولتعريف الشركات العالمية بامكانات القطاع الخاص في المملكة وتعريف رجال الأعمال بالفرص المتاحة..
مشدداً على أن توقيع اتفاقيات الغاز يأتي مواصلة لجهود المملكة لزيادة القيمة المضافة لمواردها الطبيعية ولفتح الباب أمام مرحلة جديدة وواعدة لنمو اقتصادي كبير حيث يعتبر الغاز احد المحركات المهمة في اقتصاديات الدول مما يجعل من المنتدى للمساهمة في هذه المنظومة التطويرية لتعزيز الاستثمار وتسليط الضوء على الفرص والاماكانات المتاحة.
وشهد الحفل حضوراً مكثفا ً لكبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال من داخل المملكة وخارجها وقدرت عدد الحضور بـ 500 مشارك فيما كرّم أمير المنطقة الشرقية في نهاية الحفل الرعاة وداعمي المنتدى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved