* طهران - كريستيان أوليفر وأمير بايوار - رويترز:
عندما أوقفت ايران صناعة صيد اللالئ في عام 1997 كانت تعلم أن مياه الخليج الضحلة تخفي تحتها امكانيات تصديرية هائلة تتمثل في الروبيان (الجمبري) وأكبر مكمن للغاز الطبيعي في العالم.
سجلت صادرات الروبيان نموا كبيرا لكن شحنات الغاز من الجمهورية الاسلامية صاحبة ثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا مازالت في حالة ركود. وقال مسؤول من الشركة الوطنية الايرانية لتصدير الغاز طلب عدم نشر اسمه (مازال أمامنا شوط طويل). وأضاف (نحن نملك 18 في المائة من الاحتياطيات العالمية لكن حصتنا من الانتاج ثلاثة في المائة فقط).
وتبني ايران آمالها على استغلال حقل جنوب فارس العملاق في الخليج لتصدير الغاز الطبيعي المسال عن طريق ناقلات خاصة. ويطلق على الغاز الطبيعي المسال وقود المستقبل باعتباره بديلا أنظف للنفط.
وسألت رويترز (ركن الدين جوادي) العضو المنتدب للشركة عن توقيت وصول الغاز الايراني المسال إلى الاسواق فقال إنه لن يصدر قبل مرور خمس سنوات أخرى. وأضاف (أتوقع ان يكون ذلك في أوائل 2009).
وعلى النقيض فإن قطر التي يشترك حقلها (الشمال) في مكمن واحد في باطن الارض مع حقل جنوب فارس الايراني تصدر الان 15 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال.
وقال جوادي إن جمود العلاقات مع الولايات المتحدة أخر مشروعات الغاز الطبيعي المسال.
وأضاف (الحقيقة أننا محرومون من تكنولوجيات معينة. الكثير منها أمريكي لا يمكننا الاستفادة منه). كذلك تخشى شركات النفط الاجنبية الكبرى من الاستثمار في بلد ليست متأكدة من عمق المعرفة التكنولوجية فيه.
وقال جوادي (علينا أن نثبت قدراتنا الفنية في معالجة المشروعات. فالعالم لا يعتقد حتى الان ان لدينا القدرة). ولم توقع ايران سوى مشروعا واحدا من أربعة مشاريع مع شركات أجنبية لانتاج الغاز الطبيعي المسال.
وقال وزير النفط بيجن زنغنه إنه سيتم ربط مشروعات الغاز المسال بتطوير مراحل حقل جنوب فارس.
وهذا يعني أنه لن يبدأ العمل في المراحل من 11 إلى 13 من حقل جنوب فارس إلى أن تضمن الشركات الاجنبية مشروعات في مجال إسالة الغاز.
ووقعت شركتا توتال الفرنسية وبتروناس الماليزية اتفاقا في فبراير شباط لتكوين شركة فارس للغاز الطبيعي المسال بالمشاركة مع شركة النفط الوطنية.
وهذا المشروع يرتبط بتطوير المرحلة رقم 11 من الحقل التي يتوقع ان تفوز بها توتال قريبا.
وتتطلع شركتا شل وريبسول لتأسيس الشركة الفارسية للغاز الطبيعي المسال لاستغلال المرحلة 13 من حقل جنوب فارس.
وتبحث شركتا بي.جي وبي.بي البريطانيتان عن دور لهما في مشروعات أخرى. وتستمر المفاوضات الشاقة.
وقالت مصادر بشركات اوروبية إن عام 2009 يمثل توقيتا واقعيا لبدء تصدير الغاز مادامت ايران تتحرك بسرعة لبناء أسطول من ناقلات الغاز المتخصصة وشراء الصهاريج اللازمة لتخزين الغاز.
وذكر مسؤولون ايرانيون إن الغاز الطبيعي المسال لن يلبي الطلب المزدهر فحسب في الصين والهند بل في الولايات المتحدة التي ستؤدي حاجتها لموارد الطاقة الى تقارب دبلوماسي بين الطرفين.
وقالت احدى شركات تجارة النفط التابعة للدولة في الصين في شهر مارس اذار انها وقعت مذكرة تفاهم مع ايران لاستيراد أكثر من 110 ملايين طن من الغاز المسال على مدى 25 عاما بقيمة 20 مليار دولار. وتعمل ايران أيضا على تصدير الغاز الطبيعي المسال الى الدول المجاورة. الا أنها لم تبرم سوى صفقات محدودة كما أن تركيا التي وقعت اتفاقا لاستيراد الغاز من ايران تهدد باللجوء الى محكمة دولية متهمة ايران بتقاضي ثمن مرتفع للغاية للغاز. ومن المتوقع ان يبرم زنغنه اتفاقا لتصدير الغاز الى أرمينيا قريبا في خطوة ذات أهمية سياسية وتجارية في ان واحد. وتتطلع ايران لتأكيد مصالحها في قطاع الطاقة بمنطقة القوقاز حيث تسعى الولايات المتحدة لفرض نفوذها من خلال خط أنابيب تبلغ استثماراته ثلاثة مليارات دولار من باكو الى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط. وقال مسؤولون كبار إن ايران ابرمت عقودا لتوريد أكثر من 11 مليون متر مكعب من الغاز يوميا الى الامارات. وقال مسؤولون آخرون إن ايران مازال أمامها أشهر قبل ابرام اتفاق مع الكويت لتصدير الغاز اليها. وسيستغرق بناء خطوط أنابيب لتوريد الغاز للدول المجاورة نحو عامين.
|