* نيودلهي - من تيري فريل - رويترز:
انتخب حزب المؤتمر الهندي امس السبت سونيا غاندي الإيطالية المولد زعيمة لنواب الحزب في البرلمان مما يعني فعلياً انها ستتولى رئاسة الحكومة في الهند التي تعد اضخم ديمقراطية في العالم.
واخذ نواب حزب المؤتمر ممن انتخبوا حديثاً يدقون الطاولات في القاعة المركزية بالبرلمان عند اعلان انتخاب غاندي بالإجماع زعيمة للكتلة البرلمانية للحزب، ولم تحضر غاندي الجلسة.
وجاء ذلك في الوقت الذي يحشد الشيوعيون صفوفهم لبحث ما اذا كانوا سينضمون للحكومة الجديدة.
وستحتاج الأحزاب اليسارية التي تحتفظ بأكثر من 60 مقعداً من اجمالي مقاعد البرلمان المؤلف من 454 مقعداً والتي تدعم تولي سونيا غاندي رئاسة الحكومة الى ثلاثة ايام لتقرير ما اذا كانت ستنضم الى الحكومة الجديدة او انها ستدعمها من خارج الائتلاف الرسمي.
وستقوم تلك الاحزاب ايضاً بوضع التفاصيل النهائية للسياسات الاقتصادية التي تود ان تتبناها الحكومة الجديدة.
واقصت غاندي القوميين الهندوس قبل ايام بعدما انزلت بهم هزيمة مذهلة فاجأت الجميع بما في ذلك حزب المؤتمر نفسه الا انها لم تتمكن من تحقيق اغلبية كبيرة تجعلها في غنى عن الاستعانة بشركاء جدد لحكم البلاد.
واثارت حصة الأحزاب اليسارية التي يقودها الحزب الشيوعي الهندي التي تزيد عن 30 مقعداً قلق الأسواق بشان مستقبل سياسات الخصخصة والإصلاحات الاقتصادية الأخرى في ثالث اضخم اقتصاد آسيوي.
وتراجعت اسعار الأسهم وقيمة الروبية الى ادنى مستوى خلال اشهر يوم الجمعة بعد يوم من تصريحات مثيرة للقلق ادلى بها الزعماء الشيوعيون.
الا ان غاندي تعهدت بمواصلة الإصلاحات التي بدأتها قبل اكثر من عقد عندما خرجت بالهند من نطاق السياسات الاقتصادية الاشتراكية التي كان الائتلاف الحاكم بقيادة بهاراتيا جاناتا واصل العمل بها.
وقال منموهان سينغ الزعيم في حزب المؤتمر الذي شغل منصب وزير المالية عند اطلاق الإصلاحات في اوائل التسعينات والذي يسعى لاستعادة المنصب: (نعد المستثمرين بأن الحكومة المركزية الجديدة ستواصل العمل بالسياسات من اجل تهيئة اجواء مواتية لنمو المدخرات والاستثمارات من اجل نمو سريع في الإنتاج).
ورغم الالتزام بالإصلاحات الا ان محللين يتوقعون ان يعمل المؤتمر على تطوير صيغ الإصلاحات بعدما تخلى مئات الملايين من الهنود الفقراء عن حزب بهاراتيا جاناتا لفشله في توسيع نطاق الدائرة التي استفادت من ثمار الطفرة الاقتصادية.
ويقول المحللون انهم سيعيدون تخطيط الإصلاحات بحيث تستفيد المناطق الريفية ايضاً من هذه الثمار بدلاً من ان تظل محصورة في نطاق الطبقات العليا بالمناطق الحضرية.
|