* الرياض - خاص:
أكد معالي الشيخ عبدالله النعيم رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية بأن المكتبة تمثل حالة استثنائية خاصة ليس في المملكة فحسب، بل في العالم أجمع، وعلل ذلك بقوله: عندما يحتفي أهل بلد ما بحكامهم وولي أمرهم فإنهم يقيمون له معلماً تذكارياً وكما هو معروف عندما بويع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -حفظه الله- ملكاً لهذه البلاد أراد أهالي الرياض التعبير عن سعادتهم وفرحتهم بهذه المناسبة الخالدة العزيزة على نفس كل مواطن سعودي على ذلك شكل الأهالي لجنة تأسيسية لجمع التبرعات حيث وصلت إلى (14) مليون ريال، وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتحقيق رغبة خادم الحرمين الشريفين لعدم انفاق هذه الأشياء بأمور مظهرية، وكنت حينها أميناً لمدينة الرياض فلم نجد لدراسة نوعية المعلم التذكاري أفضل من أن يكون مكتبة تعكس العلاقة بين خادم الحرمين الشريفين والعلم فهد أول وزير للمعارف في المملكة وعلاقته بالثقافة وثيقة من خلال دعمه لقضاياها المختلفة فكانت مكتبة الملك فهد.
جاء ذلك في محاضرته التي استمع إليها رواد خميسية حمد الجاسر الثقافية الخميس الماضي بعنوان (مكتبة الملك فهد الوطنية النشأة: الواقع والآمال) والتي أدارها الاستاذ عبدالله بن محمد المنيف مدير إدارة المخطوطات والنوادر لمكتبة الملك فهد الوطنية.
بدأ النعيم بحديث عن إقامة الحفل الذي نظمه أهالي مدينة الرياض في 27-1-1403هـ حيث أعلنت عن مشروع المعلم التذكاري الذي يمثل احتفاء وتكريماً لخادم الحرمين الشريفين وصورة واضحة للعلاقة المثلى بين القيادة والشعب، علاقة التلاحم والحب والولاء حيث تم تشكيل لجنة من الأهالي تتولى مشروع المكتبة التي تتكون من: الشيخ عبدالعزيز الحقباني رئيساً وعضوية كل من الشيخ: محمد بن صالح بن سلطان، والشيخ محمد بن علي آل الشيخ، والشيخ سليمان بن عبدالرحمن الصالح، والشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز الطوق، والشيخ عبدالله بن محمد بن خميس.
وصف المحاضر الخطوات الأولية في تنفيذ هذا المشروع الوطني العملاق بأن أمانة مدينة هي التي تتولى التنسيق وجمع التبرعات لإقامة مبنى المكتبة، حيث شرع في تنفيذ المشروع عام 1406هـ على أرض مساحتها (28) ألف متر مربع وفرتها الأمانة في أحسن موقع بالعاصمة بعد أن قام مكتب الرشيد للهندسة مشكوراً بإعداد التصاميم المعمارية والمواصفات الفنية مجاناً لتقوم بعد ذلك مؤسسة سعد المعمارية مشكورة ايضاً بتنفيذ المشروع حيث بدأ البناء معتمداً على إسهامات الاهالي التي بلغت (40) مليون ريال وأمانة مدينة الرياض باختيارها الموقع وإشرافها على البناء وتبرع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي بلغ (40) مليون ريال.
أما بخصوص إدارة المشروع العملاق، فقد تحدث المحاضر عن موافقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على تشكيل لجنة استشارية تقوم بوضع النظام الأساسي للمكتبة تتكون من: الأستاذ عبدالله النعيم رئيساً، وعضوية كل من: المهندس محمد بن علي آل الشيخ، والدكتور عبدالله الناصر الوهيبي والدكتور عباس صالح طاشكندي، والأستاذ عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، والدكتور محمد آل زلفة، والدكتور علي النملة، والأستاذ مصطفى بن محمد السدحان، والأستاذ علي بن سليمان الصوينع، والدكتور يحيى محمد بن جنيد الساعاتي أمين اللجنة ثم تحدث المحاضر عن الخطوة الرئيسية التي اتخذت في سبيل تحويل مشروع المكتبة إلى مكتبة وطنية للمملكة العربية السعودية، فكما هو معروف أن مشروع المكتبة الوطنية كان موكلاً إلى وزارة المعارف، ولكن عندما بحث النعيم موضوع تحويل مكتبة الملك فهد الوطنية إلى مكتبة وطنية مع معالي وزير المعارف (آنذاك) معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر الذي رحب بالفكرة بحيث تتحول على هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية مع تخصيص ميزانية مستقلة لها ومن ثم تغيير، بعد ذلك اجتمعت اللجنة الاستشارية لمشروع مكتبة الملك فهد الوطنية أول اجتماع لها برئاسة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، رئيس اللجنة الاستشارية ثم ذكر النعيم أن أمانة مدينة الرياض أشرفت على مشروع المكتبة منذ بداية التفكير فيه، وساندته إدارياً وفنياً ووفرت له كل متطلباته حتى تحول إلى مكتبة وطنية وصدر نظامها الأساسي وهيكلها الإداري، بحيث ترتبط إدارياً بديوان رئاسة مجلس الوزراء ويكون مقرها الرياض، ويجوز إنشاء فروع لها داخل المملكة.
بعد ذلك تحدث المحاضر عن أهداف المكتبة ومن أهمها اقتناء الإنتاج الفكري وتنظيمه وتوثيقه والتعريف به ونشره وذكر للحضور أعضاء مجلس أمناء المكتبة الذي ضم الأستاذ عبدالله النعيم رئيسا وعضوية كل من: المهندس محمد بن علي آل الشيخ، والدكتور عباس صالح طاشكندي، والدكتور حمود البدرو، والدكتور عبدالله الشبل، والدكتور علي الدفاع، وأمين المكتبة، حيث صدر الأمر السامي بتكليف الدكتور يحيى محمود بن جنيد أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية.
المحاضر أخذ حضور الخميسية في جولة سريعة في مبنى المكتبة الحالي الذي قد لا يستوعب طموحات المكتبة وتفعيلها الحقيقي بوصفها مكتبة وطنية على المدى المنظور، وفي البداية اشار المحاضر أنه وقع الاختيار على الأرض التابعة لوزارة المعارف الواقعة على طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولكن لم يحبذ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز المشرف على المكتبة فكرة الانتقال حيث اوضح سموه بأن مبنى المكتبة الحالي سيبقى للأبد لأنه رمز لذكرى تولي الملك فهد -حفظه الله- الحكم وهدية أهالي مدينة الرياض، لذا تمت الموافقة على الاستفادة من جزء من حديقة المكتبة للتوسعة وتمت الموافقة على ذلك من قبل الأمير سلمان ورفع ذلك للهيئة العليا لتطوير الرياض التي بدأت بمتابعة المشروع والحمد لله لقد تم اعتماد مبلغ (260) مليون ريال في ميزانية المكتبة لهذا العام لتغطية التصميم، الإشراف والتنفيذ وقد تم توقيع العقد مع مكتب الخدمات الاستشارية السعودي ومكتب جرير المهندس الألماني وبدأ العمل فعلياً لتنفيذ المشروع منذ أشهر ومن المعروف أن المساحة الإجمالية للمبنى (2100م2) وعند اكتمال مشروع المبنى المقترح ستصبح المساحة (87000م2) حيث تستوعب المكتبة قرابة ثلاثة ملايين وخمسمائة الف كتاب.
وقبل أن يختم المحاضر محاضرته قدم بعض الاحصائيات عن أوعية المعلومات وخدمات المستفيدين بالمكتبة حيث بلغ عدد الكتب وفقاً لآخر إحصائية (مليون وأربعة وثمانين وخمسمائة وأربعة وعشرين كتاباً) وعدد مقتنيات الإيداع السعودي من كتب ودوريات وصحف أكثر من (300000) مادة وعدد العناوين السعودية أكثر من (65000) عنوان ومعدلات التزويد السنوي بين (30 - 50) ألف كتاب ويودع سنوياً قرابة الخمسمائة ألف كتاب، وعدد الرسائل الجامعية (21000) رسالة ماجستير ودكتوراه ويوجد أكثر من أربعة آلاف مخطوطة.
بعد ذلك توالت المداخلات التي بدأها الأستاذ حمد القاضي، عضو مجلس الشورى، رئيس تحرير المجلة العربية، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي، والدكتور محمد البقاعي، والدكتور إبراهيم العيسى.
|