بيننا وبين المطر علاقة قديمة وحميمة، يتربع على تراثنا الشعري والأدبي حاضراً بقوة في حياتنا، تنتهي به نشرات الأخبار تمتد اللقطات التلفزيونية لتصور تدفقه الجميل عبر أنهار تتشكل على عجل في شوارعنا! تلك اللقطات من جانب آخر كانت تفضح سوء تعاملنا معه!
المطر في هذه السنوات الأخيرة عندما يحل ضيفاً يصبح ضيفاً ثقيلاً لأنه أصبح وعلى مرأى منا يستوطن شوارعنا بعد أن وجد فيها حفراً مغرية! ونعجز نحن والأجهزة المعنية عن إخراجه منها! يصر على البقاء متحدياً أن تشربه (الوايتات) وبطونها الطويلة الفارغه! بعد عدة أيام يتحول لون المطر وتتغير رائحته ويكثر زواره من البعوض والحشرات، يسد الشوارع ويدخل البيوت ويدمرها، ويسكن الطوابق الأرضية ويحيل سياراتنا إلى لعب أطفال! يتحول إلى كارثة بيئية فبعد كل (مطرة) تتحول الشوارع إلى معارض للسيارات المهشمة! في كثير من الدول المطر لا يفعل ما يفعله بنا فهو يعرف طريقه إلى باطن الأرض بيسر وسهولة، دقائق معدودة ويختفي عبر مسارات أرضية وتصريف سيول حقيقي وليس خزانات ووايتات نحن أول من ابتكرها، لا أدري من هو مخترع ان الوايتات يمكن أن تقوم بتصريف السيول، لكنه بالتأكيد يستحق براءة اختراع ودرعاً تذكارياً حديدياً من الحجم الكبير يلقى على رأسه!
| 
