مثل الأستاذ محمد الفائز مدير معهد التربية الرياضية المملكة في حضور الدورة الأكاديمية الأولمبية هذا العام ضمن الوفد المشكل لذلك، وقد طلبنا من الأستاذ الفائز أن يكتب لنا عن الأكاديمية الأولمبية الدولية فوافانا بالمقال التالي ننشره مقدرين للأستاذ تجاوبه.
تقوم الأكاديمية بعقد دورات أولمبية كل سنة لمدة خمسة عشر يوما في مقرها الثابت في مدينة أولمبيا باليونان.
لقد تم عقد الدورة لهذا العام من 16 يوليو إلى 2 أغسطس 1971م، واشترك فيها مائة وسبعون عضوا يمثلون سبعا وعشرين دولة، كما اشترك فيها أربعة وعشرون محاضرا ما بين طبيب، ومدرس وإداري، ومدرب من ذوي الخبرات الواسعة في الحقل الرياضي والذين وفدوا من جميع أنحاء العالم لإلقاء المحاضرات التي لها صلة في الأولمبية والرياضة عامة.
لقد تم إنشاء الأكاديمية الأولمبية الدولية عام 1961م بواسطة اثنين من المهتمين بتطوير الألعاب الأولمبية والروح الأولمبية وهما (جون كيتسيز) عضو اللجنة الأولمبية الدولية ومندوب اليونان لدى اللجنة (وكارل ديم) مؤسس أول مدرسة ثانوية رياضية بكولونيا- بألمانيا.
وعندما تم إنشاء هذه الأكاديمية عام 1961م كانوا يستخدمون الخيام للإسكان وقاعات للمحاضرات. وبعد مرور سنوات قليلة واقتناع الدول الأعضاء المشتركة في اللجنة الأولمبية الدولية تم إنشاء المباني الحديثة الخاصة بالسكن وقاعات المحاضرات وقاعات للطعام وقاعات لعرض الأفلام وملاعب رياضية وحمام سباحة.
وتقوم اللجنة الأولمبية اليونانية بإعداد وتجهيز السكن والإعاشة والتنقلات أثناء انعقاد الدورة، ويدفع المشترك في هذه الدورة رسوما رمزية مقابل هذه التجهيزات.
وتستمد الأكاديمية تشجيعها المالي من ملك اليونان عضو اللجنة الأولمبية ورئيس الشرف للأكاديمية الأولمبية الدولية.
ويعتبر ملك اليونان من حاملي الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية مما جعله يهتم بتشجيع الألعاب الأولمبية والروح الأولمبية.
وتقوم اللجنة الأولمبية الدولية بالإشراف الفني على الأكاديمية الأولمبية الدولية وتزويدها بالمستشارين والخبراء ويشرف على الأكاديمية مجلس منتخب بواسطة اللجنة الأولمبية اليونانية كل أربع سنوات تبدأ من السنة التي تعقب انعقاد الألعاب الأولمبية.
مسؤولية الأكاديمية الأولمبية الدولية
أن مسؤولية الأكاديمية هي حماية الروح الأولمبية ونشرها بين أعضاء اللجان الأولمبية الأهلية وبين الأفراد المشتركين في الألعاب الأولمبية. ومن مسؤولياتها أيضاً توضيح وترجمة القوانين والقواعد الخاصة باللجنة الأولمبية الدولية، وتقوم كذلك بدراسة المشاكل التي تصادفها اللجان الأولمبية الأهلية والمشاكل التي تحدث أثناء إقامة الألعاب الأولمبية وإيجاد الحلول المناسبة لهذه المشاكل لضمان بقاء الروح الأولمبية والألعاب الأولمبية نقية ومحافظة على أهدافها السامية.
وتقوم الأكاديمية بتقديم الدعوات إلى بعض الشخصيات البارزة في المجال الرياضي والمجال العلمي من جميع دول العالم لحضور الدورة وإلقاء المحاضرات، كما تقوم أيضاً بتقديم الدعوة سنويا للبلدان المشتركة في اللجنة الأولمبية الدولية بحضور الدورة الأكاديمية للاستفادة من خبرات المختصين في هذه المجالات لنشرها بين أفراد شعبهم الرياضي.
ومن أهم المواضيع التي درست ونوقشت أثناء انعقاد الدورة الأخيرة في هذا العام:
1- تاريخ الألعاب الأولمبية القديمة والحديثة.
2- حياة وثقافة الشعوب القديمة وصلتها بالألعاب الرياضية.
3- علم وظائف الأعضاء وعلم النفس.
4- الطب الرياضي.
5- فنون الألعاب الحديثة.
6- الفن الرفيع - ويشمل: الرسم، النحت، والموسيقى.
7- الرياضة في المجتمع الحديث.
8- أسباب انقراض الألعاب الأولمبية القديمة.
9- التجارب الخاصة بالاعداد والاشتراك في الألعاب الأولمبية.
ومن ضمن برنامج الدورة أيضا: زيارة المتاحف الأثرية، الرحلات البحرية، تنظيم دوري داخل الأكاديمية للأعضاء المشتركين في كرة السلة، كرة الطائرة السباحة وألعاب القوى.
وفي حفل اختتام الدورة يقوم رئيس الأكاديمية بتوزيع الجوائز على المتفوقين في المسابقات الرياضية تقديرا لهم.
ويقوم أيضاً الرئيس بتوزيع الشهادات على المشتركين في الدورة إثباتا لحضورهم واشتراكهم الفعلي في المحاضرات والمناقشات. كما يقوم بعض الأعضاء المشتركين بتقديم الهدايا التذكارية لرئيس الأكاديمية وبعض الأعضاء العاملين معه.
ولاشك أن الأكاديمية الأولمبية تعتبر الحارس الأمين على التقاليد الأولمبية والتراث الأولمبي، وهو موضوع يحتاج إلى ضوء جديد يلقى عليه في حديث لاحق إن شاء الله.
|