رجل علم، رجل عمل، رجل هدف سام رسمه ليصل به إلى المكانة العالية، المكانة العظيمة، لرفعه إلى المقام ذي الكرامة له ولأمته.
فصدق وحق أن ذلك الرجل الذي ترك لأمته مبدأ منه انطلقوا فتحقق لهم ما أراد، ذلك المربي الأول، عمل حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
كرس جهده واستغل وقته وطاقته العظيمة فترك ذاك التراث الكثير. تركه وهو يعلم أنه أحسن بأمته، وفتح لها باباً واسعاً منه انطلقت ومنه سارت. أستاذ جيل وجيل وثالث.. وتراثه يتجدد وأفكاره تبحث ويدعى له بالخير.
فأجدادنا الأفاضل تركوا التراث وأرادوا منا القراءة والتطبيق، ألفوا ودونوا.. لم يدعوا أي عذر نعتذر به، ولا حجة نحتج بها..
لا شيء إلا وقد بحثوه.. بل لقد كانت النهضة الصناعية ولعل مبدؤها هم تنبه لها من تنبه فأخذ بها وجدد وطور حتى وصل إلى ما هو عليه مما يدهش.
إذن علينا القراءة والتطبيق لما نقرأ، ثم علينا البر بأمتنا نحيي تراثها بقراءة الكتب والتجديد وإيضاح أفكارنا وتدوينها، لإثبات نصيب وافر تشارك به.
صالح بن عبد الله الجريش
|