عندما يسيطر العقل وتتغلب الحكمة ينتصر الحق ويزول المحذور!
وبمساعدة القادة والمصلحين يتحقق الأمل والطموح!!
كل هذه الخطوات الرتيبة والمحاولات الجادة اقترنت بالجهود التي عاصرت مطالبة البحرين بالاستقلال.
فقد ناشدت البحرين بحكمة وروية أطراف النزاع من أجل الحصول على استقلالها وأشركت أقرب الدول إلى عروبتها في معالجة مطلبها وفاوضت -في مناقشة هادئة- أعتى الخصوم، وأصلبهم عريكة.. وحاججت بريطانيا في عدالة المطلب فأدركت ما تصوره الغير مستحيلا وبذل الأقربون لها من الأشقاء العرب أقصى ما أمكنهم من طاقات لإزالة المكائد التي كانت تبيت لعرقلة استقلالها.. فلم يتنكب قادة البحرين أسلوب الإرجاف الكلامي ولا التغني بالأصالة القومية ولا التهديد بالحركة الثورية ولا التعريض بفتح البلاد لدول شيوعية..
لم يستعمل قادة البحرين البلد الشقيق -من أجل الاستقلال- معزوفات التهريج ولا الوعيد!! الأسلوب الذي يعرقل - عادة- الإصلاح والاستقرار بعد تحقق الاستقلال..
فالبحرين الدولة جديرة بهذا الاستقلال من حيث الوعي الحضاري والحجم السكاني والموقع الاستراتيجي.. فهي لؤلؤة الخليج بحق وملتقى دولي تاريخي هام ومبعث نماء ومصدر رخاء.
إن دولة البحرين الشقيقة المستقلة تقف الآن في مصاف الدول متساوية معها لها مثل ما عليها من الحقوق والالتزامات الدولية وتتمتع بحق السيادة على إقليمها.. وسوف يكون لها دور عالمي إيجابي وصدى في الأحداث والقرارات الدولية، فقد توفرت لها المؤهلات لتكون عضوا في المنظمة الإقليمية العربية وعضوا كذلك في منظمة الأمم المتحدة الدولية وهي في نفس الوقت كسب للعالم الثالث.
وبالتالي سيكون لها إسهام فعال في أمن الخليج العربي ودعم لاتحاد إماراته.
ولا يفوت المجتلي لهذه المناسبة المباركة التي نحتفل فيها باستقبال البحرين الدولة إلا أن يشيد بما قدمه العاهلان العظيمان فيصل بن عبدالعزيز وشاه إيران من أعمال ومساع مخلصة بل وبدافع من رابط العقيدة الإسلامية السمحة ساهمت في تحقيق الأمل في الاستقلال والاستقرار لشعب البحرين وقيام دولته العتيدة..
فهنيئا من الأعماق لصاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها وللشعب العريق بتحقق النصر والمجد.
صالح السالم |