في مثل هذا اليوم 15 مايو من عام 1941م، حلقت الطائرة النفاثة (جلوستر ويتل) بنجاح فوق كرانويل بانجلترا وذلك في أول اختبار لطائرة تابعة لقوات التحالف باستخدام الدفع النّفثي.
ويرجع اختراع المحرك النفاث التربيني إلى فرانك ويتل، مهندس الطيران والطيار الإنجليزي الذي يُعتبر أبو المحرك النفاث.. ولد ويتل في كوفيتنري في 1907، وكان والده يعمل ميكانيكياً.. وفي سن السادسة عشر، التحق ويتل بالقوات الجوية الملكية كمتدرب على الطيران.. وفي 1926 اجتاز الاختبارات الطبية ليصبح طياراً، وقد اكتسب سمعة كطيار جرئ مغامر.
وفي 1928 كتب أطروحة بعنوان التطورات المستقبلية في تصميم الطائرات، والذي ناقش فيها احتمالات الدفع الصاروخي.. وبعد تخرجه من كلية القوات الجوية الملكية، وفي أوقات فراغه كان يعمل على ابتكار المحرك النفاث التربيني.
وانبهر أحد أساتذته بأفكاره فقام بتقديمه إلي وزارة الطيران والمصنع الهندسي التربيني، بيد أن الاثنين اعتبرا أفكاره غير عملية.. وفي 1930، قام ويتل بتسجيل براءة اختراع فكرة المحرك النفاث.. وفي 1936 أنشأ شركة باور جيتس المحدودة لتصميم الاختراع وتجربته، وفي 1937 اختبر ويتل أول محرك نفاث على الأرض، رُغم عدم تلقيه دعماً كبيراً، وفي 1939 تمكن الألماني هانز جوشيم من تصميم (هينكل هي 178) أول نفاثة تطير في التاريخ.
وبعد أسبوع من طيران هي 178، اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوروبا ومُنح مشروع ويتل فرصة جديدة للحياة.
وقامت وزارة الطيران بمنح براءة الاختراع للمحرك النفاثي من شركة باور جيتس، وطلبت من شركة جلوستر للطائرات أن تقوم بتصميم الطائرة التجريبية..
وفي 15 مايو - أيار 1941، حلقت طائرة جلوستر ويتل بالدفع النفثي في السماء.
وفي أول اختبار لها، قام الطيار جيلي ساير بقيادتها بسرعة 370 متراً في الساعة على ارتفاع 25 ألف قدم، أي أسرع من أي مكينة دفع تقليدية أخرى. وفي 1944، تولت الحكومة البريطانية إدارة شركة باور جيتس.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت الطائرة النفاثة جلوسبر ضمن أسطول القوات الجوية الملكية.. وتقاعد ويتل عن العمل في 1948 وهو برتبة عميد.
وفي ذلك العام، منحت اللجنة الملكية الخاصة لمنح الجوائز للمخترعين ويتل جائزة لاختراعه، كما منُح لقب فارس.. وفي 1977 أصبح ويتل أستاذاً للأبحاث في الأكاديمية البحرية في أنابوليس بولاية ميريلاند في الولايات المتحدة.. وتوفي ويتل في كولومبيا بولاية ميريلاند عام 1996 .
|