* زيوريخ (سويسرا) - أ.ف.ب:
سيلتقط العالم الكروي أنفاسه اليوم السبت في زيوريخ عندما يعلن رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزف بلاتر اسم الدولة التي ستنال شرف تنظيم كأس العالم عام 2010
وسيكتب اعضاء اللجنة التنفيذية وعددهم 24 عضوا من مختلف قارات العالم تاريخا جديدا في عالم كرة القدم لانهم سيقترعون على اسم الدولة الافريقية التي ستنال شرف استضافة هذا الحدث الذي يقام في القارة السمراء للمرة الاولى وذلك بعد ان اقر الاتحاد الدولي مبدأ المداورة بين القارات في اجتماعه في لوس انجليس وتحديدا في 7 تموز-يوليو عام 2001.
وسيتحقق بالتالي حلم احد خمس دول اعلنت ترشيحها لاستضافة هذا الحدث العالمي الذي يتابعه بلايين المتفرجين حول العالم وهي جنوب افريقيا والمغرب ومصر وتونس وليبيا.
وكان التقليد في السابق يقضي بمبدأ المداورة بين قارتي اميركا الجنوبية واوروبا، فاستضافت الاولى نهائيات 1930 (الاوروغواي) و1950 (البرازيل) و1962 (تشيلي) و1970 (المكسيك) و1978 (الارجنتين) و1986 (المكسيك مجددا)، في حين استضافت القارة العجوز النهائيات اعوام 1934 (ايطاليا) و1938 (فرنسا) و1954 (سويسرا) و1958 (السويد) و1966 (انكلترا) و1974 (المانيا الغربية) و1982 (اسبانيا) و1990 (ايطاليا).
وكسر هذا التقليد للمرة الاولى عندما احتضنت الولايات المتحدة المنافسات عام 1994 ، في حين نظمت اسيا كأس العالم للمرة الاولى ايضا في النسخة الاخيرة عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
وكانت الدول تقدمت بترشيحها رسميا في 30 ايلول-سبتمبر الماضي ثم قامت لجنة التفتيش التابعة للفيفا بزيارة الدول الخمس تباعا للوقوف عن كثب على استعداداتها والاطلاع على سير العمل في المنشآت الرياضية المرشحة لاستضافة المباريات قبل ان تضع تقريرها الفني.
وزارت اللجنة بقيادة البلجيكي يان بيترز وعضوية الفنلندي بيرتي الايا والفرنسي جاك بويون والبلجيكي الاخر ميشال سابلون والتشيلي هارولد ماين نيكولس الدول الخمس المرشحة لمدة تتراوح بين خمسة وسبعة ايام، فقصدت المغرب في تشرين الاول-اكتوبر، وجنوب افريقيا في تشرين الثاني- نوفمبر، وتونس في كانون الاول- ديسمبر، ومصر وليبيا في كانون الثاني-يناير.
وتبدو المنافسة على اشدها بين جنوب افريقيا والمغرب وتشير اوساط مراقبة بان حظوظ الاخيرة ارتفعت كثيرا في الايام الاخيرة.
وتوقعت هذه الاوساط ان يتكرر سيناريو نسخة مونديال عام 2006 عندما تفوقت المانيا على جنوب افريقيا بفارق صوت واحد، حتى انها لم تستبعد ان يضطر رئيس الفيفا السويسري جوزف بلاتر الى حسم الامر في حال تعادل اصوات الدولتين.
ويتوقع مصدر موثوق في حديث لوكالة (فرانس برس) بان تكون الاصوات متعادلة بين المغرب وجنوب افريقيا في الدور الاول (9 مقابل 9 او 10 مقابل 10) مشيرا الى ان معظم الاصوات الاخرى ستصب في مصلحة المغرب في الدور الثاني مما قد يعطيه الافضلية لحسم السباق في مصلحته.
واكد المصدر بان (مصر ستنال 3 أصوات علىأبعد تقدير مقابل صوت واحد لكل من ليبيا وتونس اذا استمرت الاخيرتان في الترشيح حتى النهاية).
ويؤكد هذا المصدر (تحاول جنوب افريقيا حسم الامر في الدور الاول لكن الامر سيكون صعبا جدا).
ويتابع (هناك 20 عضوا في اللجنة التنفيذية اخذوا قرارهم بشكل اكيد في التصويت وتبقى اربعة اصوات متأرجحة قد تذهب في اتجاه جنوب افريقيا او المغرب ما يزيد من الغموض والاثارة).
وتحاول جنوب افريقيا والمغرب اقناع البلجيكي ميشال دهوغ والتونغي اهونغالو فوسيمالوهي والتايلاندي ووراوي ماكودي والتركي سينيش ارزيك في التصويت لها، وسيكون نجاح احدى الدولتين في اقناع ثلاثة من اصل هؤلاء الاربعة طريقه نحو الفوز بحسب هذا المصدر.
وتبدو جنوب افريقيا ضامنة الحصول على خمسة اصوات من اوروبا واصوات امريكا الجنوبية الثلاثة بالاضافة الى صوت او صوتين من آسيا، اما المغرب فيعول على ثلاثة اصوات من الكونكاكاف ومثلها من افريقيا وصوتين او ثلاثة من اسيا، ومثلها من اوروبا.
ويناقش اعضاء اللجنة التنفيذية للمرة الاخيرة الملفات الخمسة صباح اليوم السبت قبل ان يقترعوا على هوية الدولة التي ستنال شرف الاستضافة.
وكانت اللجنة الفنية نشرت تقريرها الرسمي علنا قبل 11 يوما خلافا للتقليد السابق الذي كان يقضي باطلاع اعضاء اللجنة التنفيذية عليه فقط.
ومنح التقرير جنوب افريقيا الافضلية على سائر الدول الاخرى واعتبر بانها تستطيع ان تنظم كأس عالم ممتازة، في حين رأى بان بامكان المغرب ومصر تنظيم كأس عالم جيدة جدا.
وقلل كثيرون من اهمية التقرير الفني، كما اعتبر المسؤولون في الملفين المغربي والمصري بانه اغفل العديد من النقاط الايجابية في ملفيهما ولم يشر اليها على الرغم من اهميتها، وتسنى لهؤلاء فرصة اخيرة لاقناع اعضاء اللجنة التنفيذية الـ24 لاختيار دولتهم خلال العرض الاخير المخصص امس الجمعة والذي شهد دخول المغرب اولا ثم تونس وجنوب افريقيا فليبيا واخيرا مصر.
وسبق للمغرب وجنوب افريقيا فقط ان اعلنا ترشيحهما في السابق، فحاول المغرب أعوام 1994 و1998 و2006 من دون ان يوفق، في حين كانت جنوب افريقيا قاب قوسين او ادنى من النجاح في المرة الاخيرة لكنها خسرت بفارق صوت واحد امام المانيا التي ستنظم كأس العالم عام 2006
طريقة التصويت
تحتاج اي دولة الى الاكثرية المطلقة في الدور الاول لتنال شرف استضافة نهائيات كأس العالم 2010 في الاقتراع المقرر اليوم السبت في زيوريخ.
واذا لم تحصل اي من الدول على هذه الاكثرية (13 صوتا) من اصل اصوات اعضاء اللجنة التنفيذية الـ24 في الدور الاول، تخرج الدول صاحبة العدد الاقل من النقاط من المنافسة.
ويتم هذا الاجراء حتى الدور الاخير حيث تنحصر المنافسة بين دولتين، وفي حال التعادل بينهما فان صوت رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر هو الذي يرجح كفة الدولة المضيفة.
آسيا وأفريقيا لن تصوتا كتلة واحدة
أكد كل من رئيسي الاتحاد الاسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام والاتحاد الافريقي الكاميروني عيسى حياتو بان قارتيهما لن تصوتا كتلة واحدة في الاقتراع المقرر اليوم السبت على غرار ما حصل في عملية الاقتراع الاخيرة قبل اربع سنوات.
وكانت آسيا منحت اصواتها الاربعة لألمانيا في الدور الثاني على حساب جنوب افريقيا في التصويت لاختيار الدولة التي ستنظم مونديال 2006، في حين فعلت افريقيا بالمثل لكن في مصلحة جنوب افريقيا قبل اربعة اعوام، وتفوقت المانيا على منافستها بفارق صوت واحد.
وقال بن همام: (لقد اتخذنا قرارا في كانون الثاني-يناير الماضي باننا لن نصوت كتلة واحدة ذلك لان الامر محصور هذه المرة بقارة واحدة وليس بعدة قارات كما في السابق).
واضاف (سيتخذ كل من الاعضاء الاربعة قراره بحسب ما يمليه عليه ضميره).
واعتبر ابن همام بأن لا خطر لحصول اعمال ارهابية في شمال افريقيا، ولا نسبة الجريمة العالية في جنوب افريقيا ستكون عوامل مؤثرة لدى الاقتراع على الدولة المضيفة غدا وقال (للاسف فان المكان الاكثر امنا في العالم اليوم قد يصبح خطيرا غدا).
ورأى بان اتخاذ اجراءات امنية مشددة يعتبر أمرا هاما عندما يتعلق الامر بتنظيم تظاهرات رياضية ضخمة والامر لا يختلف في نهائيات كأس العالم واوضح (ندرك تماما بانه بغض النظر عن الدولة التي ستنال شرف تنظيم كأس العالم فانها ستعطي مسألة الامن اهمية كبيرة).
والاعضاء الآسيويون في اللجنة التنفيذية للفيفا هم بالاضافة الى ابن همام، التايلاندي ووراوي ماكودي والياباني جونجي اوغورا والكوري الجنوبي تشونغ مونغ جوون.
من جهته، ناشد حياتو جميع الاعضاء الافارقة في اللجنة التنفيذية (بالتصويت بحسب قناعاتهم وتقويمهم لمختلف الملفات).
|