Saturday 15th May,200411552العددالسبت 26 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أتحدَّى أن تكون هناك امرأة تؤيد (التعدُّد) أتحدَّى أن تكون هناك امرأة تؤيد (التعدُّد)

قرأتُ ما كتبته الأخت العنود بنت عبدالله في يوم الخميس 10-3- 1425هـ في عدد 11526 تحت عنوان (من أجل زواجه هانت مصيبتها في والدها). وهو في الأساس تعقيب على موضوع طرحه الأخ عبدالله الكثيري في زاويته (شاطئ)، وأعجبني كلامها، لكن عندي بعض النقاط أود أن أوردها:
أولاً: قالت الأخت: إنها تؤيد كلام الأخ عبدالعزيز الدباسي في أنها إذا لم تستجب لكلام زوجها ونصحه فآخر العلاج الكي، وهو الزواج. وأنا أتساءل: هل من كتب هذا الكلام فعلاً امرأة؟ إذ إنه لا توجد امرأة في هذا الوجود تؤيد التعدد، ثم هل الحل برأي الأخت هو الزواج وما يفعله البعض من الرجال من قيامه بالزواج من ثانية؛ ليؤدب زوجته، وعندما تتأدب ويحصل على ما يريد يقوم بتطليق الثانية، هل هذا حل؟
ثانياً: قال الأخ الدباسي: إنها إذا كانت متعبة نفسياً فيتم علاجها، ولم تؤيد الأخت هذا الكلام؛ لأنها لم تسمع عن مرض إدمان القنوات الفضائية، بينما الأخ الدباسي لم يطلب علاجها من إدمان القنوات الفضائية، بل طلب علاج حالتها النفسية إذا كانت متعبة.
ثم لماذا لم نتساءل عن سبب ما تفعله هذه الزوجة؟ فربما أنها تعاني من مشاكل مع زوجها، وهي تبحث عما يسليها ويخرجها من محنتها، أو أن العلة بالزوج نفسه وليست بالزوجة، لماذا دائماً نصب جام غضبنا على المرأة ولا نبحث عن الأسباب والحلول؟!
وأنا هنا لا أؤيد أن تبحث الزوجة عما يسليها بالقنوات الفضائية، ولكن أريد أن نبحث عن الأسباب؛ لأن الزوج في الأصل قام بإخراج الطبق الفضائي من المنزل، لكن الزوجة ظلت تسهر، إذن العلة ليست في القنوات الفضائية.
ثالثاً: ثم قالت الأخت الفاضلة: إنها ترى عجباً عجاباً من نساء هذا الزمن إلا مَن رحم ربي من السهر إلى ما بعد صلاة الفجر، وتساءلت: هل هذا السهر في طاعة الله من قيام وتهجد وتلاوة قرآن؟
أقول للأخت الفاضلة: لماذا خصَّت النساء بهذا الكلام؟ لماذا لم تقل: الناس في هذا الزمن إلا مَن رحم ربي يسهرون إلى ما بعد صلاة الفجر؟ لماذا خصَّت النساء بالنصيحة ولم تعمها على الجنسين كما عممها ربنا -جل وعلا- في كتابه الكريم {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ......} حتى نهاية الآية؟
رابعاً: ثم قالت: إن النساء تسهر إلى ما بعد صلاة الفجر، وتهمل منزلها وأولادها واهتمامها بزوجها، وإن الخادمة هي مَن تدير المنزل وتربي الأولاد، وقالت: لو عقد الزوج على الخادمة لكان أفضل، ثم قالت: وحق لها الإدمان؛ فقد وجدت مَن يقوم بخدمتها وبشؤون المنزل، وزوجاً غافلاً، وأصبحت متفرغة تماماً.
سؤالي: ماذا تقصد الأخت بزوج غافل؟ هل تقصد أنه يسهر بالاستراحات حتى بزوغ الفجر ويشاهد القنوات الفضائية ويهمل أولاده للزوجة وحدها؟ إذن لماذا لم تقدم النصح والإرشاد للزوج كما قدمته للزوجة؟!
ثم لماذا لا نقول: إنها أحضرت خادمة للتفرغ لخدمة زوجها والعناية به؟ لماذا الظن السيئ؟!
خامساً: تصورت كيف يأتي الزوج من الدوام وهي ما تزال تغط في نوم عميق، وأنها تقابل زوجها بشكل مخجل مزْرٍ، أما عند الخروج من المنزل فإنها تخرج إنسانه ثانية.
سؤالي: هل هذا الكلام على جميع النساء من ربات بيوت وعاملات؟ وهل ما تقوم به النساء الصالحات من خدمة لزوجها وعناية بأولادها ذهب هباءً منثوراً؟ ثم لماذا خصَّت المرأة التي تجلس بالمنزل بهذا الكلام؟ لماذا لم يشمل كلامها ربات البيوت والعاملات؟ لماذا لم تتحدث عن العاملات التي تخرج من الصباح وتهمل بيتها وأولادها للخادمة وتخرج في نفس موعد خروج زوجها فهي تقابل زوجها بشكل مخجل مزْرٍ؟
(وأنا هنا لست بصدد الحديث عن العاملات)، لا بل هناك نساء عاملات أحسن بكثير من بعض ربات البيوت، ولكن لأنني تعجبت من كلام الأخت، وليس ما تقوم به القلة من النساء من إهمال في مظهرها وعدم اهتمام بزوجها يعمم على كل النساء.
سادساً: قالت الأخت: كان الله في عونكم أيها الأزواج. سؤال: هل الشخص عندما يقدم النصح يزيد المشكلة ويشعبها أم يخفف منها؟ إذ إن هذا الكلام سيزيد المشكلة، ويجد الأزواج أنهم فعلاً يعانون من زوجاتهم، وربما يكون العكس هو الصحيح في بعض الأحيان.

الجوهرة محمد الشمري


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved