أحدثت الأعمال الإجرامية الأخيرة ردود أفعال وغضب وسخط جماهيري لما قامت به فئة ضالة، أبى عليها إلا أن تجعل أرض الديانات ومهبط الوحي أرض الحرمين الشريفين قبلة لتجسيد فكرها المشوه والشاذ الغريب على مجتمعنا المسلم، إن ما قاموا به من تفجيرات مروعة وقتل وإزهاق لأرواح بريئة لم تشهده هذه الأرض الطيبة منذ نشأتها حتى في زمن الجاهلية.
وبعد أن أتى الإسلام ونشر رسالة الحب والتسامح والسلام، والبعد عن الكره والبغض، فإذا بهؤلاء المارقين يحدثون ألماً في النفوس، وخرابا في الممتلكات العامة والخاصة، وتعديا على حرمة الآمنين بالقتل والهدم والدمار، ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار والرجوع الى الحياة الهمجية وشريعة الغاب، إن ما يصبون إليه من أماني مريضة لن يتحقق، فنحن جميعاً لهم بالمرصاد حتى نجتث هذا الوباء الذي يحاول كل مارق زرعه، ونقول لهم لا مكان للإرهاب هنا، بوقوفنا صفاً واحداً أمام من يسيئون لديننا وعقيدتنا وحرمة وطننا فالصمت عن تلك الأعمال أكثر جرماً ممن يرتكبها، لأن محاربة الارهاب مسؤولية أخلاقية ودينية اجتماعية، يجب أن يشارك فيها المواطن والمقيم على حد سواء للتصدي لهذه الزمرة المنحرفة، فالحفاظ على الأمن ليس مقتصراً على رجال الأمن فقط، إنها مسؤولية الجميع، فمن منا يقبل أن يخدش جبين أمنه، ويعبث باستقرار وطنه من قبل إرهابيين شُوهت أفكارهم عبر شبكات ومؤسسات قوى خارجية اعتقاداً منها الاستطاعة من خلالهم الإساءة إلى دينهم وعقيدتهم ووطنهم، والعبث بالأمن والاستقرار فيه.
إنها قوى تستطيع أن تغير لونها وجلدها، فعندما تريد استهداف مجتمع تحاول اختراقه بأيدي السذج من أبناء جلدته، ولقد أثبتت الأحداث الإجرامية الأخيرة في الرياض وينبع استهدافنا، فبلادنا بلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين مستهدفة لمكانتها الدينية، ولما تنعم به من أمن واستقرار ونهضة اقتصادية وتنموية، ولمواقفها المشرفة تجاه الأمة العربية والإسلامية..دامت بلادنا واحة للأمن والسلام والاستقرار، وحفظ الله ديننا وقيادتنا ووطننا من كل مكروه.
|