لقد قامت هذه البلاد حرسها الله على ضوء المبادئ المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وسار مؤسسها رحمه الله في توحيدها واستطاع أن يحقق ملحمة التوحيد والمنجزات في جميع الميادين فهذه الوحدة المتينة وهذا البناء القوي وتلك المبادئ الراسخة هي هدف المغرضين الذين يبحثون عن الأعمال والأفكار التي تقوضها.
وهذه الوحدة تجسيد لمرحلة من مراحل التاريخ وحقبة من الزمن متصلة من الماضي العريق والحاضر المجيد الذي يزخر بمواطن القوة في تاريخه وبمرتكزات الدفع والنهوض في حاضره وإن الإرهاب الذي يستهدف أمن واستقرار الوطن لن يزيد هذا البلد إلا تلاحما والتفافا وإن كل مواطن هو سند وعون لرجال الأمن والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بمقدراته وأمنه وإن الأحداث الإرهابية التي تمر ببلادنا تستهدف الجميع ولذا يجب أن تكون نظرتنا دقيقة ومنطلقة من جذور تاريخية لهذه البلاد حيث كانت بالأمس ميدانا للسلب والنهب وتعدد الإمارات والمناطق والتأخر في الميادين الحضارية وليس في التاريخ كله حضارة صنعتها الحروب والإرهاب ولذا نحمد الله على هذه الوحدة الوطنية الصلبة التي قامت على اساس العدل ومبادئ الدين ومنطلقة في شتى أنواع التقدم الحضاري، لقد أسهم في بناء هذه الوحدة والتماسك القوي هم أبناء هذا الوطن حيث قامت على أهداف قوية سامية رعاها الآباء والأجداد الذين شاركوا في ألوية الجهاد وحملات التوحيد والبناء ملتفين حول قيادة واحدة واعية راشدة.
إن هذه الوحدة وهذا البناء هو هدف المغرضين الذين يسعون إلى تقويضها وما عرفوا أن تاريخ هذه الوحدة تاريخ عريق توحدت فيه القلوب والآمال وتحققت فيه آمال هذه البلاد في كيان حقيقي صلب قام على وحدة القلوب والمشاعر بكل ما تحمله من قيم ومعاني فإذا كانت يد الإرهاب تحاول تدمير تلك المنجزات والأعمال والصروح الحضارية والمنشآت الاقتصادية وقتل الناس الآمنين فتلك خسارة مضاعفة للوطن وأبنائه ومن المعلوم أن الاستثمار هو مفتاح رئيسي للتنمية الاقتصادية في بلادنا اليوم في الجبيل وينبع وهي ثمرة جهود ولبنة في البناء الاقتصادي ولذا فقد ذهل الجميع حين يأتي من يحاول تدميرها وقتل العاملين فيها هذه الصروح والقلاع الصناعية التي أقامتها بلادنا يجب الحفاظ عليها وهي تجسد قصة نجاح مذهلة وتوفر فرصا وظيفية لأبنائنا وشبابنا السعودي وتنويع مصادر الدخل.
وفي هذا السياق علينا أن نحسن تربية وتحصين أولادنا وتثبيت أقدامهم أمام التيارات الجارفة حيث قفزت تلك التيارات الجارفة ببعضهم إلى مستنقع الإرهاب ومهما يكن فإن هذه المحاولات اليائسة مصيرها الفشل بإذن الله لأنها ضد واقع الحياة ويأباها الجميع.
ونحن إذ نترحم على كل أولئك الشهداء الذين سقطوا وهم يؤدون واجباتهم نؤكد أن هذه الأعمال أظهرت تماما حقد هؤلاء المتمثل بالرغبة في زرع الشر والدمار في كل مكان مما يتنافى مع ديننا وأخلاقنا ومثلنا وسلوكنا المستقيم في هذه البلاد المباركة مهبط الوحي ومهوى قلوب المسلمين ومنبع الإسلام ونسأل الله أن يديم على بلادنا عزتها وأمنها ورخاءها حتى تتمكن من مواصلة العطاء وبذل الجهد المخلص لإسعاد أبنائها وزيادة رخائهم وازدهار وتقدم بلادهم وأن تظل بلادنا واحة للخير والمحبة والتواد والازدهار ويزيدها خيرا وتوفيقا وأن يديم على بلادنا الغالية نعمه التي لا تحصى وأن يبارك لنا فيها ويوزعنا شكرها إنه أكرم مسؤول.
|