بعد أدائي لصلاة الجمعة تقدم إليَّ شاب لم يبلغ العشرين من عمره بعد. وبعد السلام قال: ألم تعرفني؟ فقلت: لا.. فقال: أنا فلان ابن فلان، فإذا هو ابن صديق عربي يقيم في هذه البلاد الطاهرة منذ ما يزيد على العشرين سنة، فسألته عن والده فقال: من أجل والدي جئت إليك (والده أكن له مودة خاصة لما يتمتع به من خلق رفيع) والدي منذ أكثر من شهر وهو يعاني من آلام أقعدته عن العمل وأدخل إحدى المستشفيات الخاصة وقرروا عليه عملية ولكن الظروف المادية تحول بيننا وبين ذلك وجئتك مستنجداً. طلبت التقرير الطبي وعلى الفور كتبت برقية خطية لصاحب القلب الكبير.. شافاه الله وعافاه - سلطان العرب - سلطان بن عبدالعزيز وتولى أمر إيصالها أخي وصديقي الوفي الساعي إلى الخير دائماً الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود وما هي إلا أيام وإذا الأمر يصدر لمستشفى الملك فيصل بعلاج هذا المواطن العربي على حساب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز فكان أن كُتِبَ لهذا الأخ الشفاء بل إن أمره ما زال سارياً لمتابعة حالته الصحية دائماً.
أسوق هذه الحالة وأنا متأكد أنها لا تساوي إلا نقطة في بحر جود هذا الأمير الأجل الذي سمع بمواقفه الجميلة القاصي والداني.
إن من نعم الله على هذا الأمير الجليل نعمة انبساط الوجه فلا تراه إلا مبتسماً حتى وفي حال المرض وهذه الخصلة من نعم الله التي يهبها من يشاء فكما ورد في الحديث أن من الصدقة أن تلقى أخاك بوجه طَلِق.
عن نخوة سلطان لا تسألوا أبناء وطنه، فهذا أمر مفروغ منه ولكن اسألوا إن شئتم أدغال إفريقيا.. اسألوا تلك العجوز التي تتبع النمل وتجمع ما يجمعه ليكون زاداً لها.. اسألوا يوم رأى سلطان ذلك المشهد ماذا كانت ردة فعله؟ ألم يكون لجنة إفريقيا؟! اسألوا اللجان المنتشرة داخل الوطن وخارجه ما هي رسالة سلطان.. اسألوا الجمعيات.. اسألوا.. واسألوا.. لا أريد أن أطيل... فأنى لي أن أحيط بهذا المحيط.. محيط الجود والإحسان. شفاء نرجوه منك يا عزيز لهذا الجواد وأنت يا أجود الأجودين لك ملك يقول: اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً وأعطِ منفقاً خلفاً.. فنسألك شفاءً لهذا المعطي المعترف بفضلك وجودك وإحسانك عليه فأدم عليه إحسانك وأنزل عليه رحمةً من عندك ترفع بها درجاته وتكشف بها ضره وتلبسه بها ثوب صحة يكون عوناً له على طاعتك يا إله الأولين والآخرين.
(*) فاكس: 4080796
|