هكذا إرادة الله سبحانه وتعالى الحتمية أن يعيش الإنسان في هذه الحياة ثم يرحل إلى عالم البرزخ، إنها الذكرى الطيبة للمسلم ولا غير ذلك، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(اذكروا محاسن موتاكم)، شيخنا الجليل محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز الجميح الذي تجاوز التسعين عاماً قضاها في الجد والاجتهاد والالتزام بطاعة الله عرفته منذ أكثر من ثلاثين عاماً وهو يتجدد رجولة وإنسانية ولطفاً وأدباً وتواضعاً، لقد كان عفيف اللسان لم أسمع منه يوماً من الأيام كلمة نابية، كان يقول الخير ولا يقول غير ذلك.
ما أعظم الإنسان حين يتجرد من ذاته ويرتبط بربه إنه الإيمان الصادق بالله الذي يرفع منزلته عند الله، لقد حباه الله كل الصفات المطلوبة في الرجل المسلم، هكذا أعرفه وهكذا اشهد به يوم أن ألقى الله، رحمك الله يا أبا عبدالله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جنته وجعلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، ويرحم الله كل مسلم نطق بالشهادتين من قلب مخلص.
لقد كنتَ رمزاً من رموز الخير والعطاء والإنسانية ولك أعمال جليلة تسري تحت جنح الظلام لا تريد رياءً ولا سمعة.
لقد كان الفقيد يقود أسرة كريمة تميزت بالأدب الجم والمروءة والكرم وضربت المثل الأعلى في كل المعاني المطلوبة في الأسرة المسلمة، طبت يا أبا عبدالله حياً وميتاً وعظم الله أجر أسرتك كبيراً وصغيراً وعلى رأسهم رفاقك في الطريق محمد وعبدالرحمن وحمد أبناء شقيقك عبدالعزيز - رحمه الله - وأنجالك عبدالله وإبراهيم وعبدالعزيز وعبدالرحمن وحمد ومنصور وشقيقاتهم.
لقد سبقتنا الى قدر محتوم لكل إنسان في هذه الحياة، وستظل في الذاكرة يا أبا عبدالله ما حيينا، لقد اشتغل الفكر وسكت اللسان عن الكلام إنها مشاعر وأحاسيس تختلج في النفس ويعبر عنها القلم بما يستطيع وليس لدينا ما نقوله في هذه اللحظات العصيبة إلا ما قاله الصابرون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} رافعين أكف الضراعة إلى الله عز وجل أن يقبل الحسنات ويتجاوز عن السيئات إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة جزاء ما قدمت لدينك ووطنك وأن يصلح في عقبك وأن يلم شملهم وأن يسيروا على ما سرت عليه إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|