الحقيقة.. الصورة التي تؤسس لمفاهيم صحيحة

لأننا نواجه عملاً إرهابياً منظماً موجهاً من الخارج من قبل قوى احترافية، ينفذ بأدوات سعودية ،غيبت عقولها وأصبحت الآن طيّعة بيد أعداء الشعب السعودي لتدميردولتهم، وكيانهم الكبير، ومجتمعهم بكل المكتسبات التي تحققت لأبناء المملكة منذ أكثر من عشرة عقود.
ولأننا نواجه جماعات احترافية في التخطيط، وعصابات مهووسة بالتنفيذ بعد أن تمت السيطرة على عقول أفرادها، فإن المنطق والعقل والحكمة والتصرف الحاذق أن يتم مواجهة هؤلاء المحترفين الأشرار وأدواتهم بتخطيط وعمل أكثر احترافية تتفوق فيه الأفكار والأعمال على ما يقوم به المجرمون، ومواجهة الأعمال الإرهابية لا تقتصر على التصدي لأعمالهم التخريبية والإرهابية وتفكيك خلاياهم المجرمة وإفشال أعمالهم قبل تنفيذها وهي الأعمال التي نجحت فيها الأجهزة الأمنية وبدرجة عالية جداً تؤكد أن الوقت بات قريباً للتخلص من هذه الجماعات المنحرفة.
إلا أن النجاح الأكثر، والقضاء الأكيد على هؤلاء الإرهابيين الأشرار يجب أن يستند على اجتثاث فكرهم والنهج السلوكي والتربوي للعناصر التي باعت نفسها للشيطان وقبلت أن تكون أداة طيعة بيد الأجنبي لتخريب بلادهم ووطنهم، وهذا لن يتأتى إلا بأعمال فكرية ومبادرات إبداعية يستثمر فيها كل أدوات التأثير والبناء التربوي والسلوك لكافة أفراد المجتمع. ولهذا فقد كان العمل الإبداعي الذي عرضه تلفزيون المملكة (القناة الأولى) تحت عنوان (الحقيقة) يعد توجهاً موفقاً وناجحاً يحقق كل ما يصبو إليه المتلقي السعودي.. ونقول (السعودي) لأن المستهدف هنا هو المجتمع السعودي المتهم بأنه يعيش أجواء ومناخات ساعدت على تفريخ الإرهابيين نتيجة سلوكيات تربوية وتعليمية.
هذه التهم التي روجت لها وسائل الإعلام الغربية بالذات والتي وجدت صدى حتى في الإعلام العربي الذي يتلقف كل ما يسيء للمملكة وأهل المملكة، كان من الواجب الرد عليهم بنفس أسلوبهم بل وأكثر احترافية ومهنية منهم، وهو ما حاول برنامج (الحقيقة) القيام به.
وإذا كان لابد من الإشارة إلى عناصر التميز في هذا البرنامج، فلابد من التنبيه لما قدمته الكاميرا من لقطات للإرهابي الذي يداعب ويلاعب أبناءه بالأسلحة الخطرة من رشاش ومسدس وقنبلة.
هذه اللقطات التي جعلت كل المواطنين يتحدثون عنها مستهجنين ومستغربين أن يقدم أب في قلبه ذرة رحمة لأبنائه على هذا الفعل الذي لا يمكن أن يصدر عن إنسان عاقل، فحتى وان كان المسدس والرشاش فارغين من الذخيرة، فما هو الموقف من قنبلة لا يحتاج تفجيرها سوى سحب مكبس قد يسحب أو يفلت حين تسقط القنبلة من يد الطفل..!!
استهجان واشمئزاز المجتمع السعودي وتحدثهم عن هذه اللقطات بأحاديث الرفض والتوبيخ للإرهاب (الأب) يظهر كم هو المجتمع السعودي رافضاً لينابيع الإرهاب وأفعالهم المنبوذة.. وتؤكد كم يصبح العمل مؤثراً ومؤدياً للرسالة الإعلامية التربوية، إذا أحسن إعداده بأسلوب احترافي ومهني.