Saturday 15th May,200411552العددالسبت 26 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
العمالة..وتوجهات وزير العمل! «3-5»
عبدالفتاح أبومدين

إن الكثرة الكاثرة من هذه العمالة السائبة في الشوارع والأسواق، يحدث منها الفساد والأذى، ونحن صامتون، لأن هناك فئات مستفيدة من تلك الملايين، تدر عليها دخولاً ليست حلالا، أما ما ينجم عنها- أي العمالة- فلا شأن للمستفيدين منها، لأنهم تجار في كل شيء، وهذه العمالة بأوضارها تشبه تجارة الرقيق إن صح هذا التعبير، لذلك فإن توجه وزارة العمل لتصحيح أوضاعها بتسفيرهم، وقطع دابر المتاجرة فيها أمر ينبغي أن يبت فيه بشجاعة وجدية وقرارات حازمة، بجانب الشطر الأول الذي تحدثت عنه في الحلقة (2) من هذه الزاوية، وهي تلك المحلات التجارية والورش وما إليها من المرافق القائمة، التي تحرم مواطنين حقهم في العمل والحياة، ويعيش عليها غيرهم بلا وجه حق، وإنما عبر سبل استغلالية، لا يهم أصحابها سوى أن يملأوا جيوبهم من حلال أو حرام - لا يهم - ! ولعلي أردد اليوم مقولة: لا يصح إلا الصحيح.!
* السعودي، وكيف نهيئه ليملأ مكان غيره، ولكي نقضي على البطالة المصطنعة أو الحقيقية.. ينبغي أن نعد السعودي الإعداد الكامل المتقن، فهو على حاله الحاضرة لا يسطيع أن يملأ مكان المستقدم، وأنا أعني السواد الأعظم، ومشكلة المواطن لا تخفى على الرجل النابه الدكتور غازي القصيبي وزير العمل، ولعلي ألخص الإشكالية في النقاط التالية:
1 - التعليم العام في مدارسنا دون المستوى المطلوب ، فخريج الثانوية العامة اليوم لا يستطيع أن يشغل أو يملأ أيسر الوظائف سواء في دواوين الحكومة أو القطاع الخاص، لأن التعليم أصبح اليوم عندنا وفي بلاد أخرى من الوطن العربي- أعني التعليم العام- أصبح لا يمثل أية نتائج إيجابية، وأصبح الاعتماد على الدروس الخصوصية، والعلل كثيرة، في :المنهج الدراسي ، وكثرته وزحمته، المدرس، كيانات التعليم بعامة، تراص الصفوف، حيث يبلغ الأربعين في الفصل الواحد، التعليم أصبح اليوم (سلق بيض) كما يتراءى لي، لأن المدارس تريد أن تفرغ الصفوف من محتواها بنجاح جزافي، وقد أصبح عندنا اليوم في التعليم العام والجامعي نحو خمسة ملايين، هذا الكم الكبير لم يكن في الحسبان, ولم يكن له إعداد في الخطط الخمسية المتلاحقة.!
* الطالب والطالبة ينتقلان من التعليم العام إلى التعليم الجامعي، وهي حال مختلفة، وما دام أن المستوى دون ما نتمناه، وأنا أستثني النوابغ -وهم أقلية جداً- فإن الآلاف المؤلفة التي تنتقل من الثانوية إلى الجامعة وهي مفلسة أو خالية الوفاض، لا تستطيع الجامعة أن تصلح ما أفسد الدهر، وبالتالي يتخرج الطالب في الجامعة لا يدرك شيئا كحاله في الثانوية، وأنا لصيق للتعليم منذ نصف قرن، أعي المستوى والنتائج، وقد قرأت وعلقت على ما قرأت عن طلبة قالوا إنهم تخرجوا في الكليات بالمستوى نفسه الذي دخلوا به مختلف الكليات.. والحال: الحضارة مكانك قف، رغم الكتابات المتواصلة الناقدة، فلا جديد ولا تجديد، ولا أدري هل وزارة التربية والتعليم تنتظر معجزة من السماء؟، وعهد المعجزات قد انتهى وانقضى.!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved