* حائل - عبدالعزيز العيادة:
كشف لـ(الجزيرة) الموظف الشجاع الذي تعامل بهدوء وحنكة مع أحد المطلوبين أمنيا الذي قبضت عليه شرطة منطقة حائل مؤخراً بعد تطويقها للمجمع الحكومي كافة تفاصيل لقائه بالمطلوب أمنيا وكيف استطاع بهدوء احتواءه وتسهيل مهمة رجال الأمن في القاء القبض عليه حيث خص الجزيرة الموظف سعود السويدا الذي يعمل في استقبال الحاسب الآلي بادارة الأحوال المدنية بهذا الحوار لتوضيح كافة التفاصيل:
* أنت أول من قابل المطلوب أمنيا؟
- نعم وشعرت للوهلة الأولى باستعجاله ونظراته الغريبة وتصنعه الهدوء حيث قال لي: أرجوك أريد أن تنهي اجراءات المعاملة بسرعة أنا مستعجل أنا من الرياض ولست من حائل أنا ضيف عليكم.
* وماذا قلت له؟
- قلت نحن في حائل نفرح بالضيوف ولكننا الآن في إدارة حكومية وهناك تعليمات تنظم العمل لابد من احترامها.
* وماذا بعد؟
- قلت له أعطني صورة من دفتر العائلة لوالد الزوجة وصورة من بطاقة الزوج وصورة من عقد الزواج لأنه قال لي: اريد أن أضيف الزوجة وأحد أطفالي فدققت فوجدت أن شهادة الميلاد انتهت عام 1424هـ فأردت أن أعمل له استيفاء غرامة فرفض وقال: أرجوك أنا سوف أعطيك المبلغ!! وأنا والله مستعجل أريد قبل الساعة الحادية عشرة صباحاً أن تنهي المعاملة أنا من الرياض كررها مرة أخرى وبالفعل مصدر البطاقة من الرياض.
* وكيف قابلت عرضه لمنحك المال سواء لتسديد الغرامة أو غيرها؟
- رفضت رفضا قاطعاً أية محاولة في ذلك وقلت:إن النظام هو أن تقوم بنفسك بتسليم مبلغ الغرامة وقدره خمسون ريالاً لأمين الصندوق بالادارة فهو المختص عندها شعر بأنه أمام موظف متقيد بالنظام فذهب الى الصندوق ليسدد ولكنه هناك عمل مشادة كلامية مع الموظف الذي بجوار مكتب أمين الصندوق وبعد ذلك سدد ثم رجع إلي مرة أخرى وقال: أريد أن تعمل المستحيل لانهاء اجراءات المعاملة قبل الحادية عشرة.
* وبماذا شعرت من هيئته وطريقته؟
- شعرت من نظرات عينيه بأن الشخص أكيد فيه شيء!!
* وما هي أوصافه؟
- متوسط القامة ،عريض الكتفين، أسمر اللون ،واسع العينين ،يتمتع بنوع من الهدوء في تعامله معي وكأنه ليس مطلوباً.
* وماذا تم بعد عودته إليك من الصندوق؟
- طلب مني أن نذهب الى شباك بعيد عن المراجعين بمفردنا وبصوت خافت قال: أرجوك أن تنهي المعاملة قبل الساعة الحادية عشرة بأية طريقة كانت فقلت السرعة بالعمل تربك ولا تنجز العمل بالشكل الجيد لك ولغيرك أرجو أن تستريح في الصالة وأنا أعدك بأن أولي معاملتك جل اهتمامي.
* وهل تقيد بكلامك؟
- نعم ولكنه فاجأني بطلب غريب بعد أن جلس بالصالة قليلا!
* وما هو الطلب؟
- قال إنني أحببتك في الله وأريد لو سمحت سيارتك قليلاً وسوف أذهب بها لمشوار ثم أعود اليك ولكنني اعتذرت منه بلباقة وقلت: إنني لا أملك سيارة لأنني أوجست منه خيفة!
* وهل عاد لمقعده في الصالة؟
- لا أبداً ذهب ولا أدري أين ذهب وأنا أعطيت المعاملة الخاصة به وكافة المعاملات الأخرى الخاصة بالمراجعين لزميلي لانهاء الاجراء المتبع ففوجئت بزميلي ماجد السعدون يقف على رأسي ووجه مسود ومشدود لآخر درجة وقال: أين صاحب هذه المعاملة فقلت له: انه مستعجل ، فقال: أين هو الآن فقلت: بالصالة ربما فقال لي: ناده ، فناديته عدت مرات ولم يجب ولم يكن موجوداً ثم سألت زميلي لماذا تصر على هذا المراجع فقال:إن هذا المراجع مطلوب أمنيا، ولم نكن نعلم لماذا هو مطلوب وأول ما تبادر الى الذهن أنه ارهابي.
* وماذا كانت ردة فعلك؟
- رميت المعاملات على الأرض لا إرادياً وقمت على مهل لكي أعالج الموقف بهدوء وخرجت أبحث عنه في الصالة والطرق المؤدية اليها ولم أجده ورجعت لزميلي واتفقنا على التبليغ للجهات المختصة ومعنا أحد رجال الأمن الذين يعملون بنفس الادارة واسمه سالم الرشيدي فاتصل على غرفة العمليات بشرطة المنطقة حيث تجاوبوا بسرعة فائقة وكافة الادارات الأمنية وتواجدوا بشكل مكثف ومنظم وشجاع.
* وماذا عن رجال الأمن الذين يعملون بنفس الإدارة؟
- الحقيقة كثفوا تواجدهم بالصالة وبالحاسب الآلي وخفت أن يشعر المشتبه به فيهرب فقلت لهم حاولوا أن تنتشروا في أماكن بالإدارة دون أن يشعر بها فقالوا لي: ولكن ربما تكون معه متفجرات وتذهب ضحيته لذلك وننصحك بألا تعرض نفسك للتهلكة فقلت لهم: إن هذه الساعة انتظرها بشغف وحماس لأنني أشعر بطمأنينة وأنا أموت فداء للوطن وأحقق أمنيتي بأن أموت شهيداً على تراب هذه الأرض الطيبة التي تحكم بشريعة الله، وأما أبنائي فسيفخرون بي إذا استشهدت.
* ولكن ألم تتذكر أبناءك وعائلتك؟ وهل ذهب الخوف وأنت تضع نفسك أمام احتمالات مجهولة؟ ولماذا لم تحاول الاستئذان والهروب من الموقع؟
- صدقني لم أفكر إلا بالكيفية التي استطيع فيها المساعدة بالقبض على هذا المطلوب أمنيا وشعرت بأنني أكثر الجميع قدرة على احتوائه خصوصاً وقد شعر معي بالأمان واستحسن معاملتي رغم التحذيرات التي سمعتها من الجميع بأنه من الممكن أن تكون معه متفجرات مخفية!! ومع هذا عزمت على تقديم روحي فداء للوطن وأما قضية الاستئذان فلم تتبادر الى ذهني وأبناء هذا الوطن دوما شجعان ولا يهربون في مثل هذه المواقف الحاسمة.
* وكيف تم القبض عليه؟
- عندما عاد لمحته من شباك القسم وهو داخل من المواقف التي بمبنى الادارة عندها تجهزت له حتى إذا جاء أكون في مقابلته بشكل هادئ ولكن فوجئت بزميلي السعدون بشجاعة ينتظره في الخارج فقال له: أنت الذي لديك المعاملة التي عند الأخ سعود السويدا فقال نعم وقال له: أريد اثباتك فقال: لماذا؟ فقال له: معاملتك منتهية فأعطاه البطاقة الشخصية وأبلغ رجال الأمن فتم القبض عليه بشكل مفاجئ من قبل رجال الأمن الذين كانوا قد كثفوا تواجدهم في كافة أرجاء المجمع وفي هذا المقام أشكر وافخر برجال الأمن البواسل من مختلف الجهات الأمنية على سرعة حضورهم وشجاعتهم وتعاملهم الموفق وسرعة انهاء الأمور بشكل مناسب وأشكر زملائي الشجعان.
|