* الرياض - الجزيرة:
أطلقت أكاديمية الجزيرة العالمية مؤخرا حملة مكثفة لمكافحة التدخين تحت شعار: (إن لم يكن الآن.. فمتى؟!) التي تأتي امتثالاً لقوله تعالى: {ْوَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَىِ}(2) سورة المائدة. وقد قاد الحملة الدارسون في الأكاديمية من خلال توزيع بعض المطويات والمقالات والفتاوى حول مضار التدخين،بالاضافة الى وضع لوحات في الأكاديمية تضم صورا كاريكاتورية تتناول هذه الآفة السيئة.
وأوضح المهندس عبدالعزيز بن محمد العواد -المدير العام لأكاديمية الجزيرة العالمية- أن هذه الحملة تأتي في إطار تفاعل الأكاديمية مع قضايا ومشكلات المجتمع ومنها قضية التدخين، التي أخذت تنتشر في المجتمع السعودي بشكل كبير خاصة بين صغار السن؛ إذ تشير دراسة أعدتها وزارة التربية والتعليم عام 1422هـ على تلاميذ المدارس، وشملت 752 تلميذا من المرحلتين المتوسطة والثانوية بالمدارس الحكومية في مدينة الدمام،الى أن 30% منهم مدخنون، وان 90% من هؤلاء قد بدؤوا التدخين من مرحلة مبكرة. كما بينت الدراسة أن 55% من طلبة السنة النهائية بالمرحلة الثانوية لا يقدرون احتمال إصابتهم بالإدمان، وأكدت الدراسة أن 66% من المدخنين تتراوح أعمارهم بين 12-17 عاماً. وفي احصائية أخرى لمستشفى الملك خالد الجامعي تبين أن 35% من طالبات الثانوية مدخنات، و27% من طالبات المتوسطة مدخنات،و50% من المدرسات مدخنات!! فيما تشير تقارير منظمة الصحة العالمية الى أن هناك 6 ملايين مدخن في المملكة، ومن المتوقع أن يصل عددهم الى 10 ملايين مدخن عام 2020م إن لم نتدارك الأمر.. ونسأل الله العافية. بينما كشف كتاب (آفة التدخين بين الطب والدين) -الذي أعده الأستاذ سلمان بن محمد العُمري- أن المملكة تحتل المرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد المدخنين بها من المواطنين والمقيمين، يحرقون ما يزيد على 12 مليار ريال كل عام على الدخان، مشيراً الى أن أكثر من 30% من تلاميذ المدارس الحكومية في المرحلتين المتوسطة والثانوية من المدخنين، وما يقرب من 35 الى 50% من الطالبات والمعلمات في براثن هذه الآفة.
وذكر المهندس العواد: إن الأرقام والاحصاءات مخيفة خاصة بين الشباب والفتيات الذين سيقودون هذا المجتمع في المستقبل بإذن الله، فضلا عن الأمراض المزمنة التي قد تنتشر فيما بينهم بسبب التدخين. ودعا المهندس العواد كافة المدارس والجامعات والأكاديميات والمدارس بقيادة حملات لتوعية الشباب ومكافحة آفة التدخين بجميع صورها وأشكالها، من أجل حماية جيل المستقبل من أية أمراض قد تصيبه بسبب التدخين، وامتثالاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:(كُلُّكُم رَاعٍ وكُلُّكم مَسْؤولٌ عَنْ رَعيَّتِه). وقال المهندس العواد: إن هناك 12 مليار ريال تنفق على التدخين سنويا بخلاف مصروفات العلاج والأدوية التي تنفق على مرض التدخين والمقدرة بالمليارات أيضا.. أعتقد أن هذا المبلغ نستطيع أن نقيم به أكثر من 5 آلاف مشروع صغير سنويا خاصة في القرى والمدن الصغيرة بواقع 240 الف ريال للمشروع الواحد، وأن هذه المشروعات ستساهم في القضاء على البطالة ورفع المستوى المعيشي لهذه القرى، وزيادة معدلات التنمية الاقتصادية في البلاد.
|