(قراءة حول محاضرة الشيخ هاشم النعمي في دارة الملك عبدالعزيز بتاريخ 1-3-1425هـ في ليلة من ليالي نجد الدافئة، كنا على موعد مع محاضرة نظمتها دارة الملك عبدالعزيز بقصر المربع، ذلك الموقع التاريخي الجميل والذي تذكرنا من خلاله شيئاً من عبق الماضي ومن تراث نجد الأصيل، حيث عادت بنا الذاكرة إلى عصر الموحد في محاولة لاسترجاع شيء من ذكراه العطرة.
كل شيء هنا يذكرك بالماضي حتى المحاضر الثمانيني الذي تجشم عناء السفر ومشقته آتٍ من عسير، عاد يطوف بنا مع ذكرى الموحد - طيب الله ثراه - تارة، وعن ماضي مدينة جرش وتاريخها تارة أخرى، غير أن ذلك كان على حساب محاضرته المعنون لها ب(مصادر تاريخ عسير) والتي دفع عنوانها المهتمين بتاريخنا المحلي للحضور علهم يجدون ما يرضي نهمهم، إلا أن استفاضة المحاضر الكريم الشيخ هاشم بن سعيد النعمي في الحديث عن مراحل توحيد المملكة ثم عن جرش وتاريخها، مع إلماحة بسيطة لأهم مصادر عسير والتي اختزلها في عدة محاور هي:
أ- التاريخ الشفوي والتي ركز عليها كثيرا.
ب - المخطوطات والوثائق.
ج - كتب التراث دون الدخول في تفاصيل ذلك، وهو العالم العارف المالك لكثير من مصادر تاريخ عسير على وجه الخصوص، مما جعل التساؤلات ترتسم على وجوه الحضور وبدأت عيونهم تنطق بشيء من الحيرة والدهشة، وكوني أحدهم أقول وبصدق: إن ذلك هو ما دفعني لطرح بعض تلك التساؤلات التي دارت بخاطري ومنها:
1 - هل أعد الشيخ هاشم لمحاضرته بالشكل المطلوب؟
2 - هل تعمد الشيخ هاشم - وأنا لا اعتقد ذلك - إطالة الحديث في بداية المحاضرة حتى لا يكشف جميع أوراقه عن مصادر تاريخ عسير أمام المهتمين؟.
وإذا كان كذلك فلماذا وافق على العنوان إذن؟!!
3 - أم هل اكتفى بما ذكره عن أهم المصادر بالإشارات التي أوردها كالمقابلات والمخطوطات والوثائق وكتب التراث - وهي معروفة للجميع وكأنه يقول يكفي من القلادة ما أحاط، فيما كان المتوقع أن يتحدث عن أسماء الأشخاص الذين استقى منهم معلوماته عن تاريخ عسير أو بعضهم. وعن أهم المخطوطات والوثائق التي اعتمد عليها أيضاً، مصادرها، وأماكن حفظها، ثم المصادر المطبوعة والمراجع المهمة التي تتناول تاريخ عسير السياسي والحضاري.
وأنا أعتقد أن ذلك هو ما دفع الكثير للحضور، بدليل أن معظم التساؤلات التي طرحت بعد انتهاء المحاضرة كانت منبثقة من تلك المحاور، لا سيما ما يتعلق بالمخطوطات والوثائق.. وأهمها وأماكن حفظها.. وهل بالإمكان الاطلاع عليها..!!
ومع ذلك فقد كانت المحاضرة جيدة في عمومها سلطت الضوء على عدد من المحاور، وأجاب خلالها المحاضر عن عدد من التساؤلات والمداخلات التي أثرت المحاضرة.
على هامش المحاضرة
1- بدا التعب واضحاً على الشيخ هاشم أطال الله عمره وأمده بالصحة والعافية.
2 - كعادته دائماً تألق الأديب محمد بن عبدالله الحميد في إدارة الحوار وفي اخراج المحاضرة بالشكل اللائق، كما كان تنظيم المحاضرة أكثر من رائع.
3 - مداخلات واسئلة الحضور كانت هادفة، ومن الواضح أن معظم التساؤلات كانت معدة سابقاً.. أخيراً لا يسعني وأنا أحد الباحثين في تاريخ المملكة العربية السعودية؛ إلا أن أشد على يد ذلك الرجل المتألق دائماً الدكتور فهد السماري الذي يعمل بكل جد وإخلاص حتى أصبحت الدارة منارة من منارات العلم والفكر وقبلة الباحثين من داخل المملكة وخارجها. أقول هذه الكلمات احقاقاً للحق بعيداً عن الرياء، فالدكتور لا يعرف كاتب هذه السطور على الرغم مما قدمه ويقدمه لي ولغيري من الباحثين في مجالاتهم البحثية المختلفة.
كما لا يفوتني أن أشكر جميع العاملين في اقسام الدارة المختلفة على ما يقدمونه من خدمات مرجعية ووثائقية، متمنياً لهم المزيد من التوفيق في خدمة الباحثين والمهتمين بتاريخ وتراث هذا الوطن المعطاء.
والله ولي التوفيق
أحمد يحيى أحمد آل فائع
دكتوراه قسم التاريخ
جامعة الملك سعود |