Saturday 15th May,200411552العددالسبت 26 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حتى تكتمل الصورة.. ولا يتأثر المشهد حتى تكتمل الصورة.. ولا يتأثر المشهد
صورة المملكة في عيون ضيوف المناسبات الوطنية
د. علي بن شويل القرني(**)

عندما أطالع أي صحيفة عربية أو دولية، أنظر دائماً في صفحات الشؤون المحلية وتحديداً في اتجاهات النشاطات التي تدور في تلك المدينة او ذلك المجتمع، لمعرفة ما يدور من حركة اجتماعية وانسانية وما تعكسه هذه الصحف من نشاط فكري وثقافي وعلمي.. هكذا أحكم على تلك المدينة أو ذلك المجتمع، وكلما انخفضت مثل هذه الحركة من النشاطات يعني ذلك ان وتيرة العمل ضعيفة وايقاع النشاط متدنٍ إلى اقصى حد.. عندما أكون في مدينة مثل دبي أو القاهرة أو بيروت أو حتى الكويت والبحرين وعمان أو أقرأ صحفها واتابع نشاطاتها أشعر بغبطة عالية، فهذه المدن تحتضن فعاليات عديدة في وقت واحد، وبصفة منتظمة، وفي كل الفصول والأوقات.. وهذه الحركة تعكس مستوى عالياً من الحضارة العلمية والمعرفة المتخصصة، وتعطي صورة إيجابية دائمة عن تلك المدينة أو تلك الدولة.
ونحن في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في مدينة الرياض نعيش حركة من النشاطات المتمثلة في مؤتمرات وندوات وورش عمل ولقاءات واجتماعات.. وهذا يعكس بشكل خاص رغبة الناس والمؤسسات في تطوير الأداء وتنمية المعرفة العلمية وتحسين مجالات التخصص المختلفة.. وعلى الرغم من هذا الحضور والحركة المتنامية من النشاطات العلمية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية، إلا ان من الممكن أن نصل إلى مستوى أعلى من النشاط، ودرجة عالية من الحضور، وايقاع أسرع من الأحداث والفعاليات.. وهذا ما نتمناه لبلادنا ومؤسساتنا ومجتمعنا.. نريد أن تتواصل حركة النمو وتزدهر مشروعات التنمية وتتوسع دوائر العمل والمسؤولية لتشمل كل المجالات وتتجه إلى كل المناطق والمدن والمؤسسات.
ولكن من منطلق فكر الشفافية الذي تعوّدناه في بلادنا، وعبر صفحات إعلامنا، نريد أن نهمس في أذن المسؤولين، ونرفع لولي الأمر بعقبات تعترض هذا التوجه الإنمائي في حركة العمل الاجتماعي، والمتمثلة في تأخر إصدار تأشيرات ضيوف المناسبات العلمية والثقافية والتجارية والاجتماعية، مما ينعكس سلباً على خروج شخصيات دولية مهمة من الحضور والمشاركة في مثل هذه المناسبات الوطنية.. أو يؤثر في بعض الأحيان على انعقاد مثل هذه الفعاليات نتيجة غياب اساسي لضيوف خارجيين يفترض وجودهم معنا للدعم والإضافة النوعية لهذه المؤتمرات والندوات واللقاءات.
ونحن نعرف أن المشكلة لا تقع في فكرة المنع أو التردد، بل تقع في آليات التعامل مع مثل هذه الحالات، وهذه المشكلة تعاني منها الجامعات في المملكة وما يقع تحت مظلتها من كليات ومعاهد وأقسام وجمعيات علمية، وتعاني منها مؤسسات القطاع الخاص في مجتمعنا، ولهذا فينبغي أن يكون هناك تحرك نوعي لحل هذه المشكلة.. وهذه المشكلة لا توجد في دول مجاورة لنا، حيث إن أمور التأشيرات تصدر سريعاً جداً، واحيانا من مطارات مدنها وعواصمها، مما يسهل حضور النخب العلمية ورجال الأعمال وضيوف الجامعات والجمعيات والمؤسسات الحكومية والقطاعات الخاصة.
لقد كانت إحدى الجامعات قبل سنوات تعطي تأشيرات ضيوفها من مطارات المدن السعودية عند حضور ضيوف هذه الجامعة، دون حاجة حتى إلى إرسال هذه التأشيرات إلى سفارات المملكة في الخارج.. ولكن تغيّرت الأمور.. وربما ما نحتاجه اليوم وفي ظل المرحلة التي نحن نعيشها ونتطلع اليها في توسيع دائرة المشاركة السعودية في الداخل والخارج، هو تذليل عقبات الموافقات وإجراءات حضور هذه الشخصيات إلى المملكة في الأوقات المحددة، وينبغي أن تُشكَّل لجان من جهات ذات علاقة تضع آليات وترسم خطة عمل لإنجاز واختصار اجراءات الموافقة بالشكل المناسب.
ومن خلال قراءة بعض الأحداث خلال الشهور الماضية على سبيل المثال نجد أن بعض هذه المناسبات أُلغيت أو تأجلت او عُقدت بدون حضور ومشاركات دولية، ونعلم كذلك أن بعض رجال الأعمال يتجهون الآن إلى تنظيم لقاءاتهم واجتماعاتهم مع شركائهم ليس في المملكة، بل في دول مجاورة تجنباً لتعقيدات الحضور والتأشيرات التي تحول دون انتظام الحضور في الوقت المناسب وانعقاد الفعاليات بالحضور المطلوب.
وينبغي أن نؤكد هنا أن مثل هذه الامور يمكن حلها بسرعة قصوى وبقرارات إدارية عليا.. وللتذكير فقد كانت الجامعات تعاني من تأخر موافقة حضور اعضاء هيئة التدريس للمؤتمرات والندوات الخارجية، ولكن بعد تدخل وزارة التعليم العالي وشخصيات قيادية عليا، انحلت هذه المشكلة والحمد لله، حيث يمكن الآن ان تتم هذه الموافقات خلال ايام معدودة.. ولهذا فنحن متفائلون بإمكانية تذليل مثل هذه العقبات التي تعترض حضور اساتذة وضيوف للجامعات ومؤسسات حكومية ومؤسسات خاصة بالسرعة الفائقة التي تحل دون عرقلة مثل هذه المناسبات.
ونعود إلى نقطة البداية، في كون الدول تسعى إلى بناء صورة مشرقة لها من خلال ما تعكسه من نشاطات وفعاليات، وما تترجمه على أرض الواقع من برامج ومشروعات.. وبناء الصورة عن تلك الدول تتطور وتتحسن دائماً من خلال حضور مميز لمؤسسات ومواطني تلك الدولة في المحافل الداخلية والخارجية.. ولاشك أن كثرة المناسبات والفعاليات داخل الدولة بشكل خاص تعطي توهجاً إعلامياً وزخماً سياسياً وقوة اقتصادية وعطاءً فكرياً وعلمياً، بما يتم داخل هذه المؤتمرات والندوات واللقاءات والاجتماعات من تداول في الأفكار ومناقشات في التخصصات وتبادل في الخبرات بيننا نحن السعوديين وبين ضيوف هذه المناسبات من عرب ومسلمين وأصدقاء أجانب.. وإذا نظرنا إلى بعض دول الجوار، نجد انها قد خطت خطوات متقدمة في مثل هذا المجال، مما انعكس عليها على شكل صورة ذهنية تميّزت بها دون غيرها من الدول العربية والإسلامية.. ونأمل أن نكون في مقدمة هذه الدول التي تسعى إلى بناء متواصل وتحسين مستمر لصورتنا في الداخل والخارج.

(**) رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال- أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved