مصاحبة الأخيار
أخي الشاب، عليك بمجالسة الأخيار ومنادمتهم، واجتناب الأرذال وقرناء السوء، جالس أهل العلم تكن مثلهم قال الشاعر:
وإذا الأديب مع الأديب تحدثا
كانا من الآداب في بستان
جالس الصلحاء، واترك الطلحاء، لتنال من علمهم وأدبهم الحظ الكثير، قال بزر جمهر لابنه: يا بني، كن مع الكريم على حذر ان أهنته ومن اللئيم ان أكرمته، ومن الفاجر ان عاشرته، يا أخي، إياك وقرين السوء، فإنما صلاح أخلاق المرء بمقارنة الكرام، وفسادها بمحادثة اللئام، إنما يعرف المرء بقرينه وحديثه قال الشاعر:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
قال صاحب المثل: من خالط الأراذل حقر، ومن خالط العلماء وقر.
أخي كن عن اللئام بمعزل، فهم قرناء الذل والخيبة، قال عبد الله بن مسعود:
(المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة ومؤانستهم سعادة) وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إذا صحبت القوم فاصحب خيارهم ولا تصحب الأرداء فتردى مع الردى. وكما قال ولا تصحب أخا الجهل:
فكم من جاهل أردى
حليما حين أخاه
يقاس المرء بالمرء
إذا ما المرء ماشاه
وللشيء على الشيء
مقاييس وأشباه
عبدالكريم الصالح البراهيم الطويان-بريدة |