ما أن أذيع نبأ الرحلة الملكية الميمونة التي بدأها جلالة الفيصل يوم أمس إلى لبنان حتى بادرت الأوساط السياسية في لبنان والعالم العربي وصحافتهما إلى الترحيب بهذه الزيارة وعقد كبير الآمال عليها واستجلاء البشائر من نتائجها على العالم العربي خاصة والإسلامي عموما ، وذلك لأنها أول زيارة يقوم بها جلالة الفيصل إلى لبنان منذ توليه عرش المملكة.
كتبت جريدة (نداء الوطن) البيروتية تقول:
زيارة الملك فيصل للبنان لا يمكن اعتبارها زيارة بروتوكولية أو سياسية أو رسمية عادية بل انها أعلى وأقوى وأبعد من ذلك كله، لا لأن الروابط بين لبنان وأي بلد عربي آخر تختلف عن الروابط القائمة بين لبنان والمملكة العربية السعودية فحسب ولا لأن العلائق السياسية أو الاقتصادية هي امتن مما هو عليه الآن مع الآخرين فقط ، بل لأن الملك فيصل شخصيا له رصيد سياسي ضخم جعله الزعيم العربي الأول الذي يجمع بين زعامة العروبة والإسلام والذي أضحى لكل كلمة يقولها على الصعيد الدولي وزن كبير وأثر بارز.
ومضت الجريدة قائلة: وحين يأتي جلالة الملك فيصل لزيارة لبنان تلبية لدعوة فخامة الرئيس سليمان فرنجية رئيس الجمهورية اللبنانية فإن هذه الزيارة يكون لها معناها البعيد على الصعيدين العربي والدولي بوجه عام.. وعلى الصعيدين اللبناني والسعودي بوجه خاص.
وقالت الجريدة: ان هذا في رأينا ما يحمل الشعب اللبناني كله على اختلاف فئاته من المبادرة إلى الإعراب عن فرحة قدوم الضيف الكبير والترحيب الحار بزيارته.
كما نشرت جريدة الجريدة اللبنانية أيضا تحقيقا صحفيا عن التطور الحالي في المملكة العربية السعودية وسياسة جلالة الملك فيصل الهادفة إلى تحقيق مقومات بناء الدولة الحديثة. وأشارت الجريدة إلى اهتمام الدولة بالتعليم والشؤون الزراعية والاجتماعية والمواصلات والبترول والمعادن وما يتبع من مشاريع حيوية تجعل من المملكة بلداً ناهضاً متطورا وتحقيق المزيد من الأمن والرخاء والاستقرار.
وتحدثت جريدة الحياة عن توزيع الأراضي البور في المملكة وتوسيع الرقعة الزراعية فيها وتحسين الطاقة الإنتاجية، ووصفت ذلك بقولها ان هذه تجربة فذة ورائدة.
وفي معرض ترحيبه بالزيارة الفيصلية للبنان قال سماحة الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية اللبنانية في حديثه للإذاعة السعودية.
إننا كنا نتأمل أن تتم الزيارة قبل أمد بعيد وأن الاستعدادات التي تجرى لاستقبال خادم الحرمين في لبنان تعود لأسباب كثيرة أولها أن جلالته ملك عربي مسلم تربطنا به روابط العروبة والإسلام وصلة الأخوة والدين.. وصلة الآمال الكبيرة التي يعلقها كل مسلم على جلالته.
وأضاف سماحته قوله ان جلالة الفيصل يقوم بمسؤولية كبرى ودور حكيم باعتباره في مقدمة زعمائنا المسلمين الذين يتحملون مسؤولية الدفاع عن قضية المسلمين وآمالهم، ويسعى لاسترجاع فلسطين والمقدسات التي اغتصبتها الصهيونية العالمية ممثلة في إسرائيل.
أما وزير الإعلام اللبناني الأستاذ هنري طربية فقد وصف زيارة جلالة الملك فيصل بقوله: إنها تمثل شرفاً ومناسبة كبرى للشعب اللبناني بأن يستقبل رجل العرب الذي يزور أرضاً شقيقة نعلم أنه يشعر نحوها بمثل ما يشعر نحو المملكة العربية السعودية، وأضاف يقول:
إننا نأمل أن يكون هذا الاستقبال على مستوى المكانة التي يتمتع بها جلالته في العالم العربي والعالم اجمع، ومما قاله السيد ملحم كرم نقيب محرري الصحافة اللبنانية: ان الأحداث اليوم تضع المملكة العربية السعودية وجلالة الملك فيصل في واجهة الأماني والتطلعات مما يحتم علينا جميعا أن نعجل بكل جهد في سبيل الخير باعتبار أن جلالة الملك فيصل هو الرائد والعاهل الذي عقدت عليه الآمال.
وفي تعليقه على رحلة جلالته قال سماحة الشيخ موسى الصدر في لبنان: نحن في اشد الحاجة لذلك كعرب ومسلمين ولكن شخص جلالة الملك له من الميزات ما يجعل هذه الزيارة أكثر فائدة وأكثر نتيجة.
وأضاف: أن جلالة الملك فيصل له مواقف عربية وإسلامية في محن وصعوبات لا يمكن لنا أن ننساها ومن جهة أخرى قالت مجلة (صوت الخليج) الكويتية ان الأوساط السياسية تعلق أهمية على زيارة الملك فيصل للبنان.. ويقولون ان هذه الزيارة ستسفر عن نتائج بعيدة الأثر على تقويم السياسية العربية وتصحيح بعض الأوضاع التي طال عليها الأمد وآن الأوان لرأبها.
وتضيف المجلة قولها: يتوقع المراقبون أن تجرى محادثات بين جلالة الملك فيصل والشيخ صباح السالم أمير البلاد الذي ما زال في بيروت تتطرق إلى الوضع في الخليج العربي. ولا يستبعد المراقبون أن يعقد مؤتمر ذروة بين الفيصل وصباح وفرنجية لدراسة الأوضاع العربية الراهنة ومرحلة العمل القادمة بالنسبة لقضية الشرق الأوسط.
وختمت المجلة تعقيبها على الزيارة بالقول ان بعض المراقبين يربط بين الزيارة وبين ما تردد أخيراً عن احتمال لقاء الملك حسين بالسيد ياسر عرفات لوضع اللمسات النهائية على ورقة المصالحة إذا ما نجح مؤتمر جدة في التوصل إلى نقاط الاتفاق.. وإذا لم يتم التوصل لذلك فإنه من المتوقع أن يبذل الملك فيصل آخر مساعيه لحل هذه الأزمة بنفسه خلال وجوده في بيروت.
|