تأتي زيارة العاهل المفدى فيصل بن عبدالعزيز للقطر اللبناني الشقيق التي بدأت يوم أمس الاثنين تلبية لدعوة الرئيس سليمان فرنجية.. حلقة بارزة في سلسلة الزيارات الملكية الهادفة التي اعتزم فيها جلالته تنفيذ البرنامج السامي الذي اختطه في ميدان السياسة الدولية والإسلامية والعروبية التي تمرس فيها جلالته منذ حداثة سنه وصارت خفاياها وخيوطها ومهامها الكبيرة منقادة له كزعيم عربي محنك ورائد اسلامي موجه ورجل سياسة دولي من الطراز الأول.
فقد آلى حفظه الله على نفسه أن يجعل من خبرته الطويلة وتجاربه العريضة وسيلة لجلب موارد الخير والنفع لشعوب العالم الإسلامي أجمع ومن قيادته الحكيمة لبلده العربي النامي محطاً لانظار العالم العربي المتطلع واملاً يرتجى في الملمات والشدائد، ومن شخصيته النفاذة وصفاته العالية وتقديره للامور علماً من أعلام السياسة الدولية يلتف حوله الأشقاء والابعدون.
وقد أثبت صحة هذه المزايا والمواقف جميع الزيارات التي قام بها جلالته في العامين الاخيرين بالأخص الى الدول الإسلامية والعربية والصديقة شرقاً وغرباً والمحافل الدولية والمؤتمرات الاسلامية التي حضرها جلالته وشارك فيها وكانت له مع احداثها ووقائعها ومنطلقاتها ونتائجها جولات ومواقف أثرية بالغة غيرت اتجاه التاريخ العربي والإسلامي الراكد فترة طويلة وخلقت في أجوائه روح التطلع والاندفاع والامل والتطور.
ولعمري كم كانت الأمة الاسلامية والعربية بحاجة ملحة طيلة السنوات العجاف التي خلت إلى قيادة مخلصة ورجة شاملة تعيد اليها الثقة بالنفس والشعور بعظم المسؤوليات والاحساس بالواجب والافاقة من السبات العميق وما ان انجلت الغشاوة عن أعين الغيارى من حملة لواء العروبة والإسلام في شتى الاصقاع حتى لمعت طلعة الفيصل في سمائها من حيث كادت اغلبية الشعوب الإسلامية والعربية توشك أن تقطع كل أمل لها في النهوض واستعادة المنزل الرفيع.
وإلى هذا الرصيد الكبير الذي هيأه الله تعالى لجلالة فيصل السعود يعود الحب الكبير الذي أولاه اياه شعبه الوفي في الداخل وشعوب العالم الإسلامي وزعماؤه ورجاله في الخارج.. وصارت الخطوة الفيصلية خطوة مباركة بناءة أينما سارت وغدت الكلمة الفيصلية دستوراً موجها حينما انطلقت.. ومن أجل هذا كان فيصل العرب موئلاً لكل العرب ومن أجل هذا كان فيصل الاسلام مرجعاً لكل المسلمين.
(عربي) |