Friday 14th May,200411551العددالجمعة 25 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
أعباء من نوع آخر!!
محمد الشهري

تتحول المميزات في بعض الأحيان إلى أعباء إضافية من نوع آخر على كاهل هذا الطرف الرياضي أو ذاك(؟!).
* كيف: من المعلوم ان الأندية وبكامل منظوماتها وطاقاتها تعمل كل ما في وسعها من أجل تحقيق الانجازات التي تكفل لها المكانة التي تتمناها عشاقها.. كل بحسب امكاناته وقدراته ومقدراته.. وعندما تتحقق تلك الطموحات أو أكثرها لمن يحالفه التوفيق تحدث بعض المتغيرات أو التطورات التي تحيلها إلى حمل ثقيل(؟!).
* هاكم الهلال مثلاً: الذي يتميز برقمه القياسي من الالقاب والبطولات والصولات والجولات.. بمعنى التغريد خارج كل الأسراب وحيداً في قمته، وبفارق رقمي شاسع.. ومع ذلك انعكست كل تلك المميزات والايجابيات وتحولت في الآونة الأخيرة إلى سلبيات.. وتحديداً حول منصب الرئاسة.. والذي أضحى يمثل دوامة موسمية سواء على مستوى أنصار النادي أو على مستوى الاسماء والشخصيات المؤهلة والمرشحة لذلك المنصب كلما استقال الرئيس.. والشواهد كثيرة.. هذا عدا جملة من الأعباء المادية والمعنوية الأخرى التي فرضتها التميزات والمتغيرات.
مثال آخر: ظل الفريق الاتحادي المرصع بالاسماء محافظاً على سجله من الخسائر طوال الموسم إلى ما قبل لقاء سباهان الايراني والذي تعرض على يديه لأول خسارة.. وبما ان ميزة عدم الخسارة كانت تسير جنباً إلى جنب مع البحث عن البطولات من حيث الأهمية.. ولأن ثمة قناعات ترسخت في أذهان انصاره منها (أنه الفريق الذي لا يهزم) لذلك كانت ردة الفعل شديدة.. وان كانت قد اقتصرت على تقريع الذات على اعتبار انها خسارة على يد فريق أجنبي.. ولأن خسارة عن خسارة تفرق، فقد جاءت الخسارة من الجار بمثابة الكارثة التي شاهدنا آثارها وتبعاتها(؟!).
* مثال ثالث: توريطة النصر بتهمة العالمية... ألم تكن وبالا عليه.. لأن الكلام ورش الألقاب شيء والأفعال ومقوماتها شيء آخر(؟!).
* أخيراً: ياسر القحطاني.. ماذا حقق من وراء الهالة الاعلامية المفرطة(؟!!).
* الخلاصة: مافيه أحسن من الركادة والموضوعية والتواضع.
الفرق بين الإخفاق والسقوط
* قد يخسر التاجر.. وقد يخفق الطالب المجد.. ولا غرابة في ان يتعرض الفريق، أي فريق، لخسارة مباراة هنا، أو مباراة هناك.. وربما يتعرض للاخفاق في تحقيق البطولات لموسم أو لعدة مواسم.. وهذه بديهيات لا خلاف حولها.
* إنما السقوط.. بل والعيب أن تبلغ الجرأة بالبعض إلى تبرير الانفلاتات والفتونة في الملاعب.. والذود عن المواقف المخزية.. وعن قلة الذوق والأدب معاً(؟!).
* كذلك فإن من أكثر أنواع السقوط المعيب وقاحة هو ممارسة التحقير والتعالي على عباد الله لمجرد الشعور ببعض التورمات الذاتية في وقت تنعدم فيه أدنى درجات التأهيل التربوي والأدبي وحتى الاجتماعي والاخلاقي في سلوكيات وأدبيات ذلك الصنف المتعالي من البشر؟!..ومنها على سبيل المثال أيضاً (معايرة) الناس لمجرد المعايرة واستعراض الثقافات.. كأن يقول أحد أكثر الناس جهلاً لأحد الشباب المتعلم المتنور ((يا خايب..؟!)).
* أما أكثرها وقاحة على الاطلاق فلعلها تتجسد في اتهام الناس بالباطل.. وفي رمي الفشل المتكرر وتبعاته على اكتاف الآخرين.. ومن تلك العينة من يضع فشله وعيوبه ونقائصه وواجباته المفترضة جانباً ويتفرغ لملاحقة الآخرين والتجسس والتعسس على حركاتهم وسكناتهم بقصد الشوشرة وإشباع الرغبات.. مع صرف أنظار أنصار انديتهم عن الأسباب الحقيقية وراء تدهورها.. في حين ان الشمس لا تحجب بغربال؟!!.
* وأضحك حد الحزن من كون ملايين القلوب ومعها ملايين العقول كلها تخفق وتغني وترقص طرباً على انغام الفشل.. فقط لأن المتحكم بالريموت يجد لذته وانشكاحيته في مثل ذلك النوع من النظم أو اللطم وهذا هو المهم؟!!
مستصغر الشرر!!
* لم نستطع التخلص بعد من ظاهرة القزع المتنامية حتى داهمتنا ظاهرة جديدة بدأت تغزو مدرجات ملاعبنا بشكل لافت.. هذه الظاهرة أحسب ان أضرارها لا تقتصر على كونها دخيلة على مجتمعنا الرياضي فحسب بقدر ما أخشى من ان تتعداها إلى ماهو أكثر ضرراً وفداحة.
* تلك الظاهرة تتمثل في حمل مجسمات لبعض الحيوانات مثل الأسود والنمور والتماسيح وغيرها، واستخدامها كرموز للفرق والأشخاص.. ومن يدري فقد تشمل الكلاب والخنازير مستقبلاً(؟!!).
* الخطورة الكامنة في مثل هذه الممارسات في تقديري تتمثل في كون من يقومون بها هم في معظمهم من الشباب الغض ومن محدودي الثقافة والتعليم والتجربة.. أي ممن تعوزهم الحصانة.
* من هنا تأتي خطورة احتمالية تطور المسألة من كونها بريئة وعبثية في بادئ الأمر إلى ان تتحول لأشياء أخرى أكثر عمقاً.. لاسيما وان التنافسات والتنازعات بين الجماهير الرياضية تتسم دائماً بالتشدد والمبالغة في التمسك بالقناعات والممارسات حتى وان كانت خاطئة (100%).
* لذلك أرى ان السكوت على هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الشاذة.. وعدم ايقافها عند هذه الحدود ربما يؤدي إلى عدم القدرة على ايقافها عند استفحالها مستقبلاً.. كما هو حاصل الآن من ظاهرة القزع التي تتزايد وتتنامى يوما بعد آخر.
* وقديماً قالت العرب (معظم النار من مستصغر الشرر).. ولكن يظل الأمل في قيادتنا الرياضية بعد الله لوضع حد لهذه البدعة قبل فوات الأوان.. فالمسألة ماهي ناقصة بدع وخرافات وبلاوي.
واجب
معاً ضد الإرهاب


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved