* أبلغ من العمر 37 عاماً شككت في سرعة نبضي وسرعة الرجفان فذهبت إلى إخصائي الباطنة فحولني بدوره إلى (استشاري القلب) فتبيّن بعد الكشف والأشعة وجود مرض لدي في (القلب) فسألني عن أي دواء أستعمله الآن فأفدته أنني استعمل (الفياجرا) فسكت.
* فهل لمرض القلب أثر على الحالة النفسية؟ وهل للفياجرا مضار صحية؟
م. م. أ الرياض - العليا
ج- لعل كثيراً من الناس اليوم لا يكادون يذهبون إلى المستشفى وإجراء الفحوصات إلا بعد تفاقم.. المرض.. وهذا يعود إلى الجهل بخطورة تسويف أو ترك الكشف الدوري بل لعل البعض لا يذهب إلى الطبيب حتى مع ظهور المرض مادام المرض بعد لم يطرحه أرضاً.
وهذه حسب علمي للآثار الصحيحة جناية على النفس لأن من ضرورة كمال التوحيد الأخذ بأسباب الصحة حساً ومعنى وعدم ترك مؤشرات أي مرض تأخذ مسراها بل يبادر المسلم إلى بذل السبب للعلاج من أي عارض (مرضي) بدنياً أو نفسياً حتى يعينه هذا على أداء حق الله سبحانه وتعالى عليه، وحق نفسه وحق أمته.
وقد وجدت إحدى الصحف كُتب فيها موضوع طبي جيد حول ما تسأل عنه، أنقل منه ما يقتضيه المقام جاء فيها:
تلعب أربعة عوامل نفسية على درجة عالية من الأهمية دوراً سلبياً على كفاءة مريض القلب في ممارسة حياته العاطفية بشكل مقبول وهي:
1- القلق والخوف.
2- الاكتئاب.
3- فقدان الرغبة الجنسية.
4- الضعف العام.
والأمر المهم في النظر إلى هذه العوامل انها عوامل نتجت عن سبب واضح ألا وهو الإصابة بمرض القلب، وهنا تشترك أربعة عناصر في المساهمة في التغلب على العوامل النفسية:
* أولاً- طبيب القلب.
لا ينشد مريض القلب غالباً الطبيب الماهر في التعامل مع المرض الجسدي فحسب بل ينشد أيضاً الجانب الإنساني الذي يتعامل به الطبيب بمهارة مع المريض نفسياً وجسدياً. فالمريض قد لا يستوعب التفاصيل العلمية لنوع مرضه ودرجة تأثيره على باقي أعضاء الجسم، وقد لا يدرك أهمية كثير من العلاجات التي ينصح باستعمالها فهو ليس طبيبا ممارسا يتوقع المرء منه ادراك ذلك ادراكا تلقائيا فالمرضى منهم المتعلم بدرجات عالية، المتقن لعدة لغات والحاصل على أنواع شتى من الشهادات ومنهم غير ذلك، لكن كل المرضى على اختلاف مراتبهم وتعليمهم واعمارهم يحتاجون إلى ادراك أمرين أساسيين حول مرض القلب لديهم وذلك من اطبائهم مباشرة:
الأول ما مدى خطورة المرض الذي أصيبوا به على حياتهم والثاني ما هو مستوى الاعاقة البدنية لديهم نتيجة لذلك والاعاقة البدنية لديهم نتيجة لذلك والاعاقة هنا بمعناها الواسع المرادفة للضعف أو عدم القدرة البدنية.
فهذان الأمران ذوا أهمية عالية بالنسبة إلى المريض من ناحية ادراكهما.
فبمقدار وضوح هذين الأمرين تكون درجة تأثير العوامل النفسية على المريض، فالمريض أولاً وآخراً مؤمن بالله وانها أقدار الله، لكن عدم الوضوح هنا يدخله في دوامة من التساؤلات والقلق والخوف والاكتئاب وبالتالي فقدان الرغبة في الاستمتاع بالحياة وعيشها بطريقة طبيعية.
من هنا كان دور طبيب القلب في ايضاح هذه الأمور وهو الوحيد القادر على كسب ثقة المريض في هذا الجانب وهو الشخص الوحيد الذي يصدقه المريض في هذا المجال. فكثيرا ما يشكو مرضى القلب من اختلاف اجابات الأطباء حول تساؤلاتهم مما ينشئ لديهم عادة التنقل بين الأطباء وطرح نفس الأسئلة والمراجعة لدى أكثر من مستشفى وذلك لعدة عوامل لعل أهمها عدم حصولهم على اجابات واضحة وحاسمة حيال تساؤلاتهم عن مرضهم منذ البداية.
* ثانياً- المريض نفسه.
* ثالثاً- شريك الحياة وأفراد الأسرة المحيطون به.
ان استيعاب المريض وهو شريك الحياة بالإضافة إلى أفراد الأسرة المحيطين به في المنزل لكلام الطبيب حول مريضهم واجابته على استفساراته يؤدي إذا ما تم بشكل سليم ومنطقي إلى حسن تعاملهم مع الحالة التي يمر بها مريضهم بما يبدد القلق والخوف غير المبرر ويحول دون استفحاله بدرجة مؤثرة إلى حياة المريض، وبما يزيل دواعي الاكتئاب ومساعدته في بث روح الرغبة في الحياة لديه والاستمتاع بمناهجها وبما يعينه على المشاركة في برامج التأهيل البدني كل هذا يخفف من أثر الضعف البدني على حياته وأنشطتها المختلفة.
وإذا ما عجزت هذه الوسائل في مساعدة المريض فإن العنصر الرابع ألا وهو العلاج النفسي ربما كان من المفيد اللجوء إليه، وهذا الجانب نترك الحديث حوله للأطباء النفسيين.
الأداء العاطفي يحتاج إلى تهيئة
تنقص الكثير منا جوانب مهمة في تكوين نمط حياة صحية وفهم عاطفي سليم بما يؤثر على ممارسة الحياة العائلية اليومية بشكل مريح، وربما كان في بعض النصائح التي أشارت إليها العديد من الهيئات الطبية فائدة في توجيه مريض القلب إلى الطريق السليم في ممارسة الحياة العاطفية بطريقة صحية، وهي ملخصة من نصائح جمعية القلب البريطانية ومعهد (سانت ليوك) وجامعة (متشيغن) وسنعرض بعضها:
1- لتكن لديك حياة يومية متوازنة في انتظام وتنوع وجبات الغذاء، والبعد عن الارهاق البدني والنفسي أثناء العمل، وتجنب الكسل وذلك بالتنقل والنشاط، وتناول الأدوية اللازمة إذا ما نصح بها الطبيب في مواعيدها، والمتابعة الصحية لدى الطبيب حسب ارشاداته.
2- تضيف ممارسة المجهود البدني المتزن كالسباحة والمشي والهرولة احساساً بالصحة والثقة في النفس، وتجعل الجسم مهيأ بدرجة أكبر لحالات المجهود البدني الطارئة والجماع احداها او لدى ممارسة الأنشطة الاجتماعية الأخرى كاللقاءات العائلية أو الرحلات البرية أو قضاء الإجازات السنوية.
3- البعد عن السهر بلا طائل واضاعة الوقت في الوحدة والتفكير في المشاكل العائلية والتأثير بمجرياتها وخاصة لدى النساء.
4- التحلي بالصبر وتفهم المشاعر العاطفية داخل النفس وتبني الواقعية وخاصة بعد الإصابة بانتكاسات في مرض القلب، فنزلة البرد على سبيل المثال تؤثر على الإنسان أياماً عدة فما بالك بأمراض القلب.
5- اتزان نظرة كل من الزوجين لما يتوقعه كل منهما من الآخر وخاصة من ناحية المشاعر العاطفية والأداء الجنسي، فواقع عمر الإنسان ووجود أمراض عدة والأعراض المختلفة التي قد يشكو منها المريض وخوفه وقلقه كلها جوانب تجب مراعاتها، لكن واقعية النظرة واتزانها لا يعنيان أبداً اقفال باب الاستمتاع بالحياة وخاصة مع شريك العمر بل تعني توجيهها وعيشها بأفضل ما يمكن.
6- تجنب الاندفاع إلى ممارسة الجنس بشكل متسرع في محاولة لاثبات الفحولة وعودة الأمور إلى سابق عهدها، بل يجب التريث باتباع ارشادات طبيب القلب وان يختبر المرء نفسه بتقييم قدرته البدنية كصعود الدرج لطابقين أو المشي ثلاثمائة متر أو أكثر.
7- ممارسة الجنس بعد أخذ قسط من الراحة كأن يكون بعد نوم عميق في الليل أو بعد ثلاث ساعات من تناول وجبة الطعام، وتجنب الأماكن المزعجة واختيار الأوقات التي يكون فيها الذهن مشغولا بالتزامات أخرى وغيرها من العوامل التي يدركها كل إنسان مما يسهم في جعل الحياة العاطفية بكل جوانبها وسيلة إلى الاستمتاع لا انها اداء واجب.
والمتأمل في هذه الأمور يجد ان الادراك السليم لحالة مريض القلب من قبله هو نفسه ومن قبل شريكة حياته ومن قبل أفراد أسرته يفتح آفاقاً واسعة في اظهار الحب والحنان والرغبة في الآخر اكثر من انها نهاية الحياة الزوجية السعيدة.
العلاج الدوائي للضعف الجنسي
إن أهم ثلاث وسائل متاحة لعلاج ضعف الانتصاب عموماً هي:
1- مجموعة مثبطات (PDE) والتي تشمل السلدانفيل أو ما يعرف بالفياغرا، التادالفيل أو ما يعرف بالسيالس أو السنافي، والفيتارا. وتعمل على توسعة الشرايين بشكل عام.
2- اليوبريما وغيرها من التي تعمل على مستوى الجهاز العصبي.
3- حقن الذكر على أنواعها المختلفة كالبابافيرين وغيرها ذات التأثير الموضعي.
وسيتركز حديثنا حول الفياغرا ومثيلاتها لعدة اعتبارات أهمها أن النوعين الآخرين أحدهما وهو اليوبريما لا تأثير له على القلب في الغالب ولا يتعارض تناوله مع ادوية القلب المهمة، والثاني وهي حقن الذكر تتم عادة عبر العيادات الخاصة، لكن حبوب الفياغرا أو مثيلاتها تتم عادة تناولها مباشرة من المريض بما يملي ايضاح علاقتها بالقلب للقارئ الكريم بشكل عام ولمتناولها بشكل خاص.
1- السلدانفيل (الفياغرا)
وهو أول دواء من مجموعة مثبطات (PDE) ظهوراً في أسواق الدواء على مستوى العالم وذلك في أواخر التسعينات بعد أن سمحت باستعماله إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية في الولايات المتحدة وغيرها من الهيئات الطبية في أوروبا وكافة أنحاء العالم.
تتوفر حبوب الفياغرا بجرعات 25 ملغ، 50 ملغ، و100 ملغ.
ويتم تناولها عبر الفم وتمتص سريعا عبر الجهاز الهضمي لتصل إلى أعلى نسبة في الدم بعد حوالي الساعة، ويتم التخلص منها في الجسم عبر الكبد خلال أربع إلى ثماني ساعات. وينصح باستعمالها مرة واحدة في اليوم عند الحاجة إليها.
تعمل الفياغرا على تثبيط عمل انزيم (PDE) في كافة أنحاء الجسم فتؤدي إلى توسع في الشرايين فيها.
ونستعرض تأثير الفياغرا على أعضاء الجسم المهمة:
أ- العضو الذكر: ان تأثير الفياغرا على الشرايين والأوردة هنا يؤدي إلى زيادة استيعابها للدم واحتباسه في عضو الذكر بما يؤدي إلى الانتصاب وذلك لدى من يشكون من ضعف الانتصاب، إما لأسباب ناجمة عن مرض السكري او اصابات الحبل الشوكي داخل سلسلة فقرات الظهر أو لأسباب نفسية (غير عضوية) أو أمراض تصلب الشرايين بشكل عام.
ب- القلب والأوعية الدموية: لا يوجد تأثير سلبي لها على قوة انقباض القلب حسبما هو متوفر من الدراسات، بيد أن تأثيرها الواضح هو على ضغط الدم، فتناول حبوب الفياغرا يؤدي إلى انخفاض متوسط في ضغط الدم لا يتجاوز 10% في الحالات الطبيعية وأقصى ما يكون هذا الانخفاض بعد ساعة من تناولها ولا علاقة لهذا الانخفاض بعمر الإنسان، فهو يحصل بنفس النسبة لدى من هم فوق الخامسة والستين ومن هم دونها، كما وانه لا علاقة له بمقدار الجرعة سواء 25 ملغرام أو 50 ملغرام أو حتى 100 ملغرام. ونادراً ما يشكو متناولها من دوخة نتيجة لانخفاض ضغط الدم هذا. كما انها لا تؤثر على وظائف صفائح الدم أو تخثر الدم حتى لدى من يتناولون الاسبرين أو الوارفرين، بيد انه لا يعرف علاقته بمركبات أخرى تعطى للمرضى بعد اجراء توسيع شرايين القلب عبر القسطرة مثل التكليد أو بلافكس.
نصائح مهمة لمرضى القلب
1- يمنع منعاً باتاً مرضى القلب الذين يتناولون حبوب النترات كالحبة الوردية تحت اللسان أو كبسولات الايزوماك وغيرها من تناول الفياغرا أو السيالس نظراً لاحتمال حصول هبوط شديد في الضغط الدموي مسؤول عن وفاة كثير من مرضى القلب الذين تناولوا الفياغرا.
2- مرضى شرايين القلب الذين لا يحتاجون إلى تناول حبوب النترات والمتطلعون إلى تناول الفياغرا فإنه يجب على طبيب القلب إجراء اختبار للجهد لديهم فإذا ما تجاوزت قدراتهم 6 (متسات) بلا أي أعراض (كما سبق ايضاحه) فإنه ربما يكون استعمال الفياغرا مأموناً حينها مع اعطاء النصح بدوام عدم اجهاد المرء نفسه ممارسة العملية الجنسية قدر الإمكان.
3- مرضى ضعف القلب ذوو المستويات المتدنية في ضغط الدم أو مرضى ضغط الدم الذين يتناولون أكثر من نوع من الأدوية ربما كان مناسباً إجراء فحص لضغط الدم لديهم بعد تناول الفياغرا لقياس مقدار انخفاض ضغط الدم لديهم قبل السماح لهم بتناولها بشكل روتيني.
4- تظل هناك مجموعات من مرضى القلب لم يتم حسم أمان استعمالهم للفياغرا لدى الباحثين كمن هم بعد جلطة القلب في خلال الستة أشهر الأولى، أو ذوي الارتفاع العالي لضغط الدم أو المصابين بضيق شديد أو متوسط في صمامات القلب. كل هؤلاء يحتاجون إلى تقويم دقيق من قبل طبيب القلب قبل ابداء النصح حول استعمال الفياغرا.
2- التادافيل (السيالس أو السنافي)
يعتبر السيالس من نفس مجموعة الفياغرا له ما له وعليه ما عليه، والفارق بينهما هو في مدة عمله، فالسيالس يمتد تأثيره في الحالات الطبيعية إلى أكثر من ست وثلاثين ساعة.
وهنا قد تصعب النصيحة حول أفضل هذه الأدوية لمريض القلب غير اننا ننبه على ثلاثة أمور:
1- قد لا يكون طول مفعول حبة الدواء ذا أهمية بالغة وخاصة لدى مريض القلب الذي يجب عليه ألا يجهد نفسه في تكرار ممارسة العملية الجنسية.
2- كلما كان مفعول الدواء أقصر كان أفضل لمريض القلب ذلك انه لو حدثت لا سمح الله اصابة في القلب كالجلطة وآلام الذبحة الصدرية فإنه يتعذر اعطاء دواء النترات الضروري في هذه الحالة.
3- ان الدراسات تناولت الفياغرا بشكل واسع ومنذ سنوات عديدة مقارنة بغيرها وأصدرت بعض الهيئات الطبية العالمية ارشادات واضحة حول استعمالها.
وأبين هنا كذلك مضيفاً إلى هذا الطرح الطبي: إن الرقية الشرعية بتوفر شروطها ذات جدوى كبيرة على مرض القلب وقد جرب فأفاد، ما لم يكن مرض القلب بسبب ذنب عاجل، أو دعوة مظلوم ظُلم في عرضه، أو حياته الدنيوية من وظيفة أو حق مالي أو أسري وقد ثبت لدي من خلال نظر ما بين يدي ان الجلطة والضغط وامراض القلب وتعكر صفو الحياة والخوف انما سببه الظلم من قوة قادر على ضعيف غافل أو ضعيف ليس بيده حيلة فيسكت إذ ليس أمامه إلا الفزع إلى الله بالدعاء وشدة التضرع إلى الله على ظلم من دينه أو أسرته أو وظيفته أو حقه المعنوي.
والفطن الحر من الناس هو من يتدارك ذلك ولا يحيل كل مرض إلى سبب أو أسباب ليس من (بينها) دعوة سرت عن فم مضيوم مظلوم.
|