يبدو أن الفئة الباغية، المنحرفة عن جادة الحق والصواب أرادوا أن يدخلوا في مواجهة مع الكل وبلا استثناء ، ولا أدل على ذلك مما قامت به مؤخراً من إزهاق أرواح مواطنين آمنين.
من يصدق أن أمة الإسلام في هذا البلد الطاهر تنجب مثل هؤلاء، يأكلون معنا ويشربون, يتكلمون بنفس لغتنا، يضمرون لنا الشر، ويتربصون بنا آناء الليل وأطراف النهار.
هل أسعدهم بكاء أم ثكلى أو أب محزون ؟
ثم هل هم ترعرعوا على القيم المعهودة عند أبناء الجزيرة ناهيك عن تعاليم ديننا القويم؟
لقد بعث الله نبينا محمد خير البرية كلها وقدوتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، متمسكاً بمبادئ العروبة المثلى قبل أن يتنزل عليه الوحي فهو الصادق الأمين الذي قال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
هل وعى أمثال هؤلاء القوم الضالين ما يمثله الدين الحنيف والقيم السامية الزاخرة بكل معاني الوفاء والصدق والمروءة والشهامة؟ ثم هل كانت حظوظهم في تلقي العلم متدنية إلى الدرجة التي لا يفرقون بها ما بين الحق والباطل؟
هل قتل الأبرياء من أبناء هذا البلد الآمن بكل هذا الغدر والدناءة يعتبر نصرا مبينا؟ وهم يقحمون اسم الحرمين الشريفين بغيا وعدواناً، عنواناً لجرمهم الآثم.
لا أعتقد أن هناك من يتعاطف مع هؤلاء القوم، إلا من هو منهم من الأفاكين والمنافقين الذين لن يكون لهم حظ في العيش بيننا بعد اليوم.
اخرجوا من جزيرة العرب أيها المأجورون إلى مَنْ علمكم الفجر والفسوق، ودعونا ننعم بديننا الخالد وتقاليدنا السامية. لقد عاش أجدادنا الأوائل وآباؤنا على هذه الأرض التي تلفظ كل قبيح، وسنحيا نحن وأحفادنا - إن شاء الله - وليس بيننا أفاك مستأجر شرير، وستنعم أجيال قادمة بإذن الله في العيش على هذه الأرض الطاهرة دون كدر أو وجل لأن الأرض لله يرثها من يشاء من عباده المتقين.
بقي أن نقول لكم، احتفلوا في مغاراتكم وكهوفكم بقتلكم الأبرياء وأكثروا من رقصات الموت التي تجيدونها لأنني على يقين بأنها آخر الرقصات ونهاية الاحتفالات ، فبعدها لن تجدوا سوى طعم الموت الأحمر يا من لا تؤمنون إلا به.
|