في زمن تتلون فيه معاني المصطلحات بغير ألوانها الأصلية وتلوى فيه عنق الحقائق حتى تصبح بلا رقبة وتشوه مثل جثث الشهداء الذين تقصفهم طائرات الأباتشي نسمع في وسائل الإعلام العربية أنواعاً جديدة من المصطلحات وخاصة فيما يجري الآن في العراق، فالقنوات العربية حتى الآن لم تتفق على صيغة واحدة للوجود الأمريكي والبريطاني وغيرهم من جيوش (كمالة العدد) فمنهم من يقول (احتلال) ويعلن ذلك صراحة، ومنهم من يقول (تحالف) أو (ائتلاف) وهي الصيغة التي يفضلها الأمريكيون لنفي صفة المحتلين عنهم فهم كما يعلنون قد جاءوا مصدرين للديمقراطية والرخاء وبناء واعمار العراق!. بعض المسئولين العرب أيضاً لا يسمي الوجود الأمريكي باحتلال ولا ائتلاف بل يضفي عليه شيئاً من الضرورة ويعلل ذلك بأن الوجود الأمريكي في العراق هام جداً لوحدة العراق وأمنه ومستقبله!!
بعض القنوات تؤكد على أنه احتلال ومنها الجزيرة والعربية فلم تسلمان من لسان رامسفيلد الذي قال إنهما بما يعرضان من صور وأخبار (كاذبة) يشجعان على الإرهاب!.
في العراق.. من يقاوم المحتل يصبح إرهابياً، وفي فلسطين من يقاوم المحتل الغاصب يصبح إرهابياً أيضاً.. قنوات تلفزيونية أخرى لا تقول (احتلال) ولا (ائتلاف) بل تسمي الجيوش حسب جنسيتها أي ان تلك القنوات تنأى بنفسها عن ذكر أي مصطلح!.
في هذا العالم الحر والديموقراطي لا وجود للمقاومين والمدافعين عن حرياتهم فالحرية فقط للقوي ان يفعل ما يريد.. لكن فبركة المسميات وابتكار مسميات جديدة وترويجها عبر وسائل الإعلام لن يغير من الواقع شيئاً فالاحتلال ببشاعته وفظاعته سيبقى احتلالاً وحتماً سيزول.. هكذا يحدثنا التاريخ!!
|