* الزلفي - حمد العنقري - داود الجميل:
رعى معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد أمس الأول (الأربعاء) حفل جائزة الفالح للتفوق العلمي في عامها الثالث الذي أقيم على صالة نادي مرخ, رافقه عدد من المسؤولين في الوزارة واستهل معالي الوزير زيارته بلقاء منسوبي ومنسوبات التربية والتعليم في المحافظة بقاعة المحاضرات في إدارة التعليم وعبر الدائرة المغلقة في كلية المعلمات.
وفور وصول معاليه ومرافقيه إلى قاعة المحاضرات بدأ اللقاء بالقرآن الكريم ثم قدم للقاء الطالب عبد الرحمن بن علي العمير رحب فيه بمعالي الوزير وشكره على تفضله بلقاء الأسرة التربوية ثم ألقى الشاعر عبد الرحمن بن عبد الواحد الخميس قصيدة بالمناسبة.
بعد ذلك القى معالي وزير التربية والتعليم د. محمد الرشيد كلمة قال فيها: قبل أن أحدثكم عن هذه الرسالة أود أن أوجز لكم ما سبق أن عرفتموه وفهمتموه وأول ما سأبدأ به هي ابجديات كلكم تعرفونها في مجال التربية والتعليم، فمجال التربية والتعليم في أي بلد في العالم هو أثمن وأهم مؤسسة اجتماعية على الاطلاق، ليس هناك مؤسسة اجتماعية سياسية اقتصادية أو أي نوع أهم من التعليم، هكذا رأيناها في ماضينا وهكذا نراها في حاضرنا وهكذا رأتها أمم الأرض قاطبة لأن المؤسسة التعليمية معنية بأثمن ما يملكه الإنسان وهم الناشئة، تربيتهم، تنشئتهم، في المقام الأول على الفضيلة على الخلق الرفيع على الاستقامة ثم تميكنهم من أجل كونهم رجالاً ونساء، كل منهم يسهم إسهاماً فاعلاً في تنمية بلاده، في ارتقاء بلاده، في رخاء بلاده، لأمن بلاده.
مضيفاً وهناك أبجدية أخرى التي لا بد أن أذكركم بها وأننا نحن منسوبي التربية والتعليم نختلف عمّن عدانا من المسؤولين، فلابد وأن ننظر إلى واقعنا على أننا أصحاب رسالة ولسنا أصحاب وظيفة، وبين صاحب الوظيفة وصاحب الرسالة أن صاحب الرسالة في المقام الأول يشعر بأمانة ثقيلة، وهو يبحث عن الأجر قبل الأجرة في كل ما يقوم به، يستشعر عظمة هذه الرسالة، وأنه مؤتمن على أهم ما تملكه الأمة وهم عماد الأمة من رجال ونساء الذين يعمرون هذه الأرض، ويفخرون بها، وقبل ذلك يعبدون الله على وعي وبصيرة.
ونحرص على تلك الرسالة وفي ظني بل في يقيني أنه لا مقام لأحد منا على الاطلاق أن يعمل في هذه المؤسسة إذا لم يشعر أول شرط لاستمراره ونجاحه أنه صاحب رسالة إذا لم يشعر بأنها رسالة وأمانة ثقيلة فأنا اعتقد أن أول ثماره الإخفاق ليس هناك مجال لا بد أن أنظر إليها انها رسالة مقدسة ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بعثت معلماً). لا شك في ذلك فنحن أصحاب رسالة نبذل الغالي والرخيص في سبيل أدائها على الوجه الذي يرضي ربنا في المقام الأول ويرضي ضمائرنا ويرضي ولاة أمرنا والمجتمع، لكننا في ظل ظروف تختلف على ظروف عرفناها وعشناها تمرون بهذه الظروف لا بد لكل فرد يعيش على أرض بلادنا المملكة أن يتأمل كثيراً في مدى إمكانية ما يقوم به، يدرأ الشر عن وطنه لكن المسؤولية علينا نحن منسوبي التربية والتعليم تفوق بكثير أي فرد آخر، إذا كان رجل الأمن مسؤولاً عن هؤلاء الذين يعيثون في الأرض فساداً ويسعى جاهداً أن يمسك بهم ويدرأ شرهم، فنحن مسؤوليتنا أكبر، نحن مسؤولون مسؤولية تامة أن نتأكد كل التأكد ألا يعيعش في أذهان أبنائنا وبناتنا فكر قد يقود إلى الضلال، فما يحصل من بلاء ومن إرهاب ومن عنف ومن تفجير وقتل وإزهاق للأنفس هو نتيجة وليس مقدمة، نتيجة فكر ضال ومنهج ضال هذا الفكر الذي حملهم إلى ما هو عليه، إذاً ما هي مسؤوليتنا؟ مسؤوليتنا قد لا تصل إلى النتيجة، ولكنها في المقدمة، لا بد أن نتأكد أنه ليس هناك فكر هدّام يعشعش على أذهان أبنائنا.
وأكد د. الرشيد أن الشباب مستهدف حالياً وهم هؤلاء الناشئة حتى سن الثانية والعشرين تقريباً، هؤلاء هدف لعدو خارجي أو لإنسان ركب موجة لا يعرف مداها.
وكلنا في سفينة واحدة كبيرة باخرة عملاقة اسمها المملكة العربية السعودية حتى وإن كانت الغالبية العظمى منهم في السفينة العملاقة لو أن واحداً منهم خرق هذه السفينة فقد تغرق لا قدر الله.
والأمن مقدم على ما عداه، ونحن باستطاعتنا وبتوجيهنا أن نجعل شبابنا وشاباتنا في رضى وفي سعادة وفي تطلع للحياة، وأن يكون الإنسان في عمل منتج بدلاً من أن يكون - لا قدر الله - يسهم في دمار البلاد وإزهاق الأرواح.
ونحن كلنا مسؤولون امام الله وأمام ولاة أمرنا ثم أمام مواطنينا، فلا بد أن نكون على مستوى المسؤولية ومستوى الأمانة، ولن نسمح لعدونا أن ينتصر علينا، لا نخشى من عدو خارجي ونحن ولله الحمد صامدون أمام أعتى الدول، متمسكون بعقيدتنا وحبنا لوطننا ووحدة وطننا التي بناها آباؤنا وأجدادنا وبالتالي لن نسمح لأي شخص أن يزرع هذه الفتن أو لا قدر الله يجعل الأمن الذي هو محل فخرنا واعتزازنا أن يمس بأذى.
وأضاف: وهذه رسالة جاءت من وزارتكم وقبلها من القيادة: لا بد أن نعي الواجب والله - سبحانه وتعالى - أرادنا عندما أرسل لنا محمداً - صلى الله عليه وسلم - أرسله لأن يكون مبشراً وهكذا نحن أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - يجب أن نكون مبشرين لا منفرين.
بعدها أجاب معاليه على أسئلة المعلمين والمعلمات، وفي اجابة على سؤال عن ميثاق وأخلاقيات مهنة رسالة التربية والتعليم قال: فيما يخص المعلمين والمعلمات نحن نمثل الشريحة الكبرى من منسوبي وزارة الخدمة المدنية عددنا تجاوز أربعمائة ألف معلم ومعلمة، ومنسوبي الوزارة أكثر من نصف مليون شخص وبذلك يكون جهاز الوزارة يمثل ما يقرب من 70% من موظفي الخدمة المدنية.
ونحن في الوزارة لدينا ثلاثة مشاريع أحدها في يدنا وبدأنا بتطبيقه وسنستمر فيه، فينبغي ألا ينتمي لها إلا من هو أهل لها وكفء ومحل للأمانة في خلقه الرفيع وعقله وعمله وحكمته ولذلك بعد جهد طويل ودراسات وضعنا اختبارات كفايات المعلمين.
الآن لا ينتمي ولا يوظف في مهنتنا إلا من اجتاز هذه الاختبار المقنن الذي تأكدنا من صحة مخرجاته وأقول لكم بكل صراحة: إننا ننوي تطبيقه حتى على من هو على رأس العمل، ومن اكتشفنا عنده نقصاً في الإعداد أو الطرائق نضع له برنامجاً لرفع كفاءته.
نحن حريصون أن يجتاز كل معلمينا اختبار الكفاية، وهذا يطبق على السعوديين وعلى غيرهم الذين نسعد بهم بيننا وقد طبق هذا الاختبار عليهم فلا يتم التعاقد مع أي معلم إلا بعد اجتياز هذا الاختبار، ونحن ماضون في ذلك.
أما المشروع الآخر فقد رفعنا إلى المقام السامي نطلب أن يكون لنا هيئة تسمى هيئة المعلمين أسوة بالهيئات الأخرى كهيئة المحاسبين والمهندسين وآخرها هيئة الصحفيين، نريد أن تكون لنا هيئة للمعلمين هذه الهيئة منا نحن منسوبي التربية والتعليم ليس للحكومة دخل فيها, هذه الهيئة تكون هي العين الرقيبة على المعلمين حارسة لبيت اسمه بيت التربية والتعليم لا يدخل فيه إلا من هو كفء لذلك ولا ينتمي لهيئتنا إلا من هو أهل لها.
وأخلاقيات مهنة التعليم تعدت مراحل لم يبق عليها سوى مرحلة أو مرحلتين حتى تقر - والنية أن تكون أخلاقية التعليم - التي راجعها علماء أفاضل - مثالية بإذن الله وسنضطر في يوم من الأيام أن نقسم قسماً على أن نتخلق بهذه الأخلاق ومن لم يتخلق بها يخرج منها.
بعد ذلك ألقى الشاعر عبد الله بن سعود الدويش قصيدة بهذه المناسبة.
وفي ختام اللقاء قدّم مدير التربية والتعليم هدية خاصة لمعالي الوزير من قبل الأسرة التربوية بالزلفي ثم سلّم معالي الوزير درعاً خاصاً لكل من الأستاذ خالد بن عبد المحسن الطريقي والأستاذ أحمد بن عبد الرحمن الجاسر وذلك لقيامهما بتصميم مشروع الحوسبة العربية للرموز الرياضية.
بعد ذلك توجه معالي الوزير ومرافقوه إلى محافظة الزلفي حيث استقبلهم المحافظ زيد بن محمد آل حسين بحضور عدد من مديري الإدارات الحكومية وأعيان المحافظة وبعد استراحة قصيرة توجه معاليه للمطل الغربي (منتزه السحاب) وشاهد معالم التطور الذي تعيشه وتناول معالي الوزير ومرافقوه بحضور محافظ الزلفي وعدد من المسؤولين المرطبات والقهوة والشاي بهذه المناسبة التي أقامها منسوبو التربية والتعليم وبعد صلاة المغرب شرّف معالي الوزير ومحافظ الزلفي جائزة الفالح للتفوق العلمي بصالة نادي مرخ الذي حضره معالي أمين مجلس الشورى الدكتور حمود البدر ووكيل محافظ المجموعة عبد الله الربيعة وعدد كبير من المسؤولين والمواطنين، ثم بدأ الحفل الخطابي بهذه المناسبة بالقرآن الكريم بعده ألقى مدير التربية والتعليم بنين وأمين الجائزة حمد بن صالح الجاسر كلمة أعرب فيها عن شكره وتقديره لمعالي الوزير الدكتور محمد الرشيد على رعايته لحفل الجائزة وحرصه على تكريم أبنائه ورعاية تفوقهم ومشاركتهم أفراحهم كما شكر أصحاب الجائزة على بادرتهم الطيبة التي ستثري التفوق العلمي في محافظتهم. وأكد الجاسر في كلمته أن جميع منسوبي التربية والتعليم في هذه المحافظة يثمنون التوجيهات القيمة من قبل معالي الوزير مؤكداً أن الجميع سيسعون بكل جهودهم لتحقيق تطلعاته التي تنبثق من توجيهات قيادتنا الرشيدة في اخراج جيل متعلم متسلح بالثقافة ومتمسك بعقيدته وانتمائه لوطنه وإخلاصه لحكومته.
ثم ألقى الطالب المتفوق محمد بن عبد الله المسعود كلمة زملائه المتفوقين بهذه المناسبة قال فيها: إن مجرد التعلم تستوي فيه جميع الأمم ولكنها تتميز بالتفوق ونحن في أمة مجّدت العلم وأهله ورفعت منزلة العالم.
بعد ذلك قدم طلاب متوسطة الملك فيصل نشيد الجائزة الذي كتب كلماته عبد العزيز بن عبد الرحمن الزنيدي ثم قصيدة شعرية للشاعر عبد الرحمن بن صالح الحمادي. بعد ذلك ألقى معالي الوزير الدكتور محمد الرشيد كلمته بهذه المناسبة أعرب فيها عن سروره بهذا اللقاء لتكريم المتفوقين من أبنائه وبناته.
وقال: هذه النخبة من طلابنا الذين أنشدونا وشدوا مسامعنا بحب الوطن وحب العلم. وأريد أن أقول أيها الأصدقاء أيها الأبناء إننا في أمس الحاجة لمثل هذه المناسبات الغالية، والتي تشرح الصدر والتي تجعلنا أمة واحدة متحابين متآخين كل منا يأخذ بيد الآخر إلى الخير والفلاح والصلاح نشد على يد المتفوقين والمبدعين والموهوبين نأخذهم إلى الأمام ونربي ملكاتهم لتكون عامل خير و نماء في بلدنا، كما نحن بأمس الحاجة إلى مثل هذه المناسبة في ظل ظروف غريبة علينا جداً، نفر منا قليل استحوذ الشيطان على قلبه.
أيها الأخوة أيها الأبناء أحملها إليكم من ولي الأمر لا بد أن نتعاون جميعاً لنبذ الإرهاب والسعي للوقوف عليه والتخلص منه والوقاية منه قبل أن يقع، ثم بعد هذا أريد أن أهنئ آل فالح من أعماق قلبي على أعمالهم الخيرية وما هذه الجائزة إلا عمل نبيل شريف واعتقد جازماً كما تعتقدون أن مثل العمل هو الباقي وهو الأمثل والذي سيكافؤهم الله سبحانه وتعالى على ما قدموه في سبيل تشجيع العلم وتشجيع المتفوقين والموهوبين والمبدعين - جزاهم الله أحسن الجزاء وأريد أن أشكر آل فالح من أعماق قلبي وأخص أخي محمد بأن تفضل فدعاني لأن أكون مع هذه الجمع الكريم، فشكراً لكم يا آل فالح جميعاً على أن أكرمتموني بأن أكون معكم في هذه المناسبة السعيدة وأشكر كل فرد قابلته في هذه البلدة الجميلة. هيئوا أنفسكم لتستمر النهضة وليستمر النماء ولتحتل بلادنا المملكة العربية السعودية أعلى المراتب إن شاء الله بين الدول قاطبة لنكون على مستوى المسؤولية.
ولا أريد أن أطيل عليكم لكن فرحتي اليوم لا يعدلها فرحة أن أكون بين هذا الجمع الكريم، وأنا عاجز مرة أخرى عن الشكر والتقدير لآل فالح ولمن كان عاملاً رئيسياً وسبباً مباشراً لأن أتشرف أنا وزملائي أن نكون بينكم في هذه الأمسية الطيبة.
وفي ختام الحفل قام معالي الوزير الدكتور محمد الرشيد والشيخ محمد بن ناصر الفالح بتسليم الجوائز على الفائزين من الطلبة وأولياء أمور الطالبات والمعلم والمعلمة المتميزين الذين شملتهم الجائزة هذا العام، ثم سلّم الشيخ محمد بن ناصر الفالح هدية خاصة لمعالي الوزير بهذه المناسبة بعد ذلك التقطت الصور التذكارية للمكرمين ولجنة الجائزة مع معالي الوزير، ثم شرّف معالي الوزير ومحافظ الزلفي حفل العشاء الكبير الذي أقامه السادة الفالح في مجمعهم السكني بهذه المناسبة وكان معاليه قد لبّى دعوة كل من أبناء المرحوم عبد المحسن المسعر والوجيهان تركي وعبد الرحمن الطوالة بزيارتهم في منازلهم لتناول المرطبات.
وقد رافق معالي الوزير بزيارته لمحافظة الزلفي ورعايته حفل تكريم المتفوقين بالجائزة عدد من وكلاء الوزارة رالمدراء العامين.
لقطات
- حقق حفل الجائزة هذا العام نجاحاً كبيراً بعد توفيق الله ثم بجهود العاملين في إدارتي التربية والتعليم ولجنة الجائزة والقائمين عليها.
- قدمت إدارة نادي مرخ كافة التسهيلات للمنظمين مما ساهم في نجاح التنظيم.
- ساهمت بلدية الزلفي في خدمة المناسبة وتقديم جميع امكاناتها لنجاحها.
- الحضور كان مميزاً إلى حد كبير في اللقاء التربوي وفي حفل الجائزة هذا العام.
|