فضيلة الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي.. حفظه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
نشير بالتقدير والاعتزاز إلى ندوة: (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية) التي عقدت في رحاب المجمع، في الفترة من 15- 1425/3/17هـ، وتمخضت عن توصيات غاية في الأهمية, والملاحظ أن كثيراً من الندوات والملتقيات تختتم بتوصيات تتراوح بين الجيدة والمهمة، ولكنها سرعان ما يطويها النسيان، ويلفها التجاهل والاهمال.
ولأن هذه الندوة تختلف عن غيرها من ندوات ومؤتمرات، لارتباطها بميراث سيد البشر صلى الله عليه وسلم، الذي تشتد الحاجة إلى خدمته، ونشر علومه، وتنقيته من كل ما ألصقه به المغرضون أو الجاهلون مما يؤكد أهمية تفعيل تلك التوصيات، وتحويلها إلى برامج عمل، ووضع آليات لمتابعة تنفيذ تلك التوصيات، وإيجاد قنوات اتصال بين الأمانة العامة للمجمع - بحكم أمانتها وتبنيها للندوة - وبين الباحثين كأفراد، ومراكز البحوث العلمية الأهلية والحكومية كهيئات، للتواصل العلمي، يتعرف على جديدهم، وتنشر بحوثهم الخاصة بالسنة والسيرة النبوية ككتب، وكمقالات علمية في المجلات الإسلامية المحكمة, وغيرها بل وفي الصحف السيارة، وأن تتابع الجهات التي لها علاقة بتوصيات الندوة لحفزها على اتخاذ خطوات عملية نحو تنفيذها، وتذليل كافة المعوقات التي تعترض ذلك، والتوصيات التي لا توجد جهة قائمة تختص بها ينظر في أقرب الجهات لها، فتضم إليها، أو يقترح انشاء جهة خاصة بها.
ونحسب أن القيام بهذا الأمر يعين على بقاء الندوة حية، حاضرة في الذاكرة، فلا يطويها النسيان، فكم من ندوات ومؤتمرات وملتقيات كانت ثم نامت ثم نسيت، وهذه الندوات لا ينبغي ان تكون مجرد ترف فكري لا حظ له من الواقع، فنتمنى أن نسمع ونرى آثار تلك الندوة، ومظاهرها ماثلة للعيان، تتحرك في برامج عمل تسير بها إلى غاياتها المحمودة، وهذا ممكن جداً، ولا يحتاج إلى المبادرة والمثابرة، وعدم التوقف، وأنتم - ان شاء الله- قادرون على تحقيق ما عجز عنه الآخرون، فليكن لكم حق الريادة والأسبقية، يكن لم أجر من سار على الخطى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ابن الوطن |