Friday 14th May,200411551العددالجمعة 25 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في استطلاع شمل عدداً من مديري تعليم البنين والبنات في استطلاع شمل عدداً من مديري تعليم البنين والبنات
خريجو جمعيات التحفيظ في مقدمة صفوف مواجهة الغلو والتطرف

* الرياض - الجزيرة:
تزايدت في الآونة الأخيرة حدة الاتهامات ضد حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، بدعوى مسؤوليتها عن تفريخ الارهاب، وترسيخ التطرف الديني وتخريج الغلاة الذين يحملون أفكاراً منحرفة، وانساق بعض المحسوبين على الإسلام وراء هذه الدعاوى المغرضة وراحوا يروجون لها في الكثير من وسائل الإعلام.. فكيف يمكن مواجهة هذه الاتهامات وإزالة ما قد يعلق بجمعيات ومدارس التحفيظ من شبهات باطلة، طرحنا هذه التساؤلات على عدد من مديري تعليم البنين والبنات بمناطق المملكة فكان هذا التحقيق:
الأقلام النشاز
بداية يقول د. صالح بن جاسم الدوسري مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية (بنين): حملت مدارس تحفيظ القرآن الكريم في بلادنا على عاتقها منذ عشرات السنين.
ومع هذا كله إلا أننا نجد بعض أصحاب الأقلام الشاذة النشاز الذين الصقوا التهم بمدارس وحلق تحفيظ القرآن الكريم ووصفوها بما لا يليق بها من الارهاب وأنها تخرج أصحاب فكر منحرف ولهؤلاء أقول: كيف لها ان تخرج أصحاب فكر منحرف، وكيف لها أن تكون مصدراً للارهاب، وأهل هذه المدارس والحق هم حملة كتاب الله العزيز الذي فيه سعادة الدارين والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
كيف لها ذلك وهذه المدارس هي التي تخرج الطبيب والمهندس، والقاضي والشيخ والمفكر والمعلم، وحماة الوطن.
ويضيف د. الدوسري: إن المرجو والمأمول من حملة هذه الأقلام الشاذة أن يتقوا الله فيما يكتبون لأنهم عن ذلك أمام الله مسؤولون وعما كتبوا محاسبون، وليتحروا الدقة والصواب وليكونوا للواقع أقرب وللحق أصوب.
وأبشر الجميع أنه ورغم هذه الحملة الشرسة على مدارس وحلق التحفيظ إلا أن الإقبال عليها في تزايد مستمر وما هذا إلا أبلغ رد على أمثال هؤلاء ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
منابر نور
من جانبه يقول د. عمر بن عبدالله العمر المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة القصيم (بنات): لا شك ان اتهام حلق ومدارس القرآن الكريم بالمملكة بأنها تفرخ الارهاب اتهام باطل ومردود على أصحابه الذين اطلقوا هذه الأفكار الباطلة والتي تنم عن حقد دفين للقرآن وأهله، فهذه الحلق والمدارس تعتبر منابر نور ومشعل هداية وفيها الخير كل الخير وأثرها في إصلاح المجتمع واضح للعيان ولا ينكر ذلك إلا جاحد ومكابر.
بل إن هذه الحلق والمدارس تقف ضد هذه الأفكار الضالة المنحرفة (الارهاب) فنقول لمن يروج لهذا الاتهام المغرض ان الشمس لا تحجب بغربال والحق أبلج واضح وضوح الشمس في رابعة النهار والحقيقة واضحة للعيان ولكل ذي لب.
فلماذا هذا التجني ضد القرآن وأهله؟ لا شك ان هذه التهم الباطلة يروج ويذكي نارها أعداء الإسلام من الكفرة والملحدين الذين ما فتئوا يفبركون لحرب الإسلام وأهله بشتى الطرق والوسائل.
أقوال الناعقين
ويؤكد د. إبراهيم بن محمد آل عبدالله مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة الرياض أنه من المؤسف حقاً ما يظهر في الآونة الأخيرة من قول بعض الناعقين ومن في قلوبهم مرض إن مدارس تحفيظ القرآن الكريم وحلقات التحفيظ في بيوت الله تفرخ الارهاب والفكر المنحرف ونقول لهؤلاء ان كتاب الله ينهي عن الإفساد في الأرض قال تعالى:{وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} وينهى أيضاً عن ترويع الآمنين ويحفظ للمعاهد حقه من الأمان وفاء بالعهد الذي دخل به الى دين الإسلام وقال تعالى:{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ} وطلاب التحفيظ يعون ذلك ويطبقونه.
ومدارس التحفيظ التي افتتحت منذ ما يقارب الاربعين عاماً وحلق التحفيظ المتواجدة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا، خرجت الكثير من العلماء والقضاة وأئمة الحرمين والمساجد ولم يسمع أو يعلم عنهم أنهم تلقوا فيها فكراً منحرفاً أو دخيلاً بل إن حلق التحفيظ حفظت أوقات الشباب بما ينفعهم فأبعدتهم ولله الحمد عن الضياع والفساد والبطالة.
آليات للرد
ويلخص د. رشيد بن فهد العمرو مدير عام التربية والتعليم بمنطقة حائل خطة وآليات الرد على هذه الدعاوى البطالة في عدة نقاط منها:
1- إبراز أهداف جمعيات ومدارس التحفيظ والفئة المستفيدة منها ومدى فاعليتها في المجتمع.
2- تشكيل لجنة تحوي عدداً من المفكرين والعلماء تقوم عليها وزارة الشؤون الإسلامية تعمل على تصحيح المفاهيم وإزالة ما علق في أذهان هؤلاء من شبهات باطلة.
3- عرض التقارير الختامية والاحصائية ومدى أثر هذه الجمعيات في المجتمع بشكل إعلامي كبير.
4- بيان أن كل الدراسات السابقة التي اعتنت بمثل هذه الأمور تؤكد حاجة المجتمع لنشر مثل هذه المدارس والجمعيات التي تعنى بالقرآن ومدى أثرها المباشر مما أدى الى تعميمها على مستوى المملكة.
الهجمة الشرسة
ويقول د. عبدالعزيز بن علي العقلا مدير عام التربية والتعليم للبنات بمكة المكرمة إن واجب العلماء والدعاة والأئمة والخطباء والمعلمين والمعلمات والآباء والأمهات ووسائل الإعلام بكافة قنواتها التصدي لكل فكر ضال بذكر مناقب هذا الدين وبيان أن الإسلام دين سلام وأنه دين الوسطية وأن القرآن الكريم حبل الله المتين يخرج الناس من ظلمات الشرك والجهل الى نور التوحيد والعلم والهدى.
ويضيف د. العقلا: لذا لا بد أن تتضافر الجهود للتصدي لهذه الهجمة الشرسة وإزالة ما يعلق بالأذهان من تهم باطلة ضد حلق القرآن الكريم بما يعمق فهم الإسلام فهماً صحيحاً عقيدة وعبادة وسلوكاً ومعاملات لا يمكن أن يصدر عنه ما يسمى بالإرهاب، أما أن ينسب لأهل الإسلام كلهم اخطاء فئة لم تفهم دينها فهماً صحيحاً وسقطت فريسة لأفكار خبيثة تدرب الشر للإسلام وأهله ولهذا البلد المبارك (المملكة العربية السعودية) بلد التوحيد والحرمين فهذا ليس من الحق في شيء أبداً.
معاقل الإرهاب
ويقول الأستاذ أحمد بن سليمان الطيار مدير التربية والتعليم بمحافظة الغاط: إن من المحزن حقاً أن نسمع ونرى في وسائل الإعلام من بعض الكتاب والمفكرين المحسوبين على الإسلام هذا التهجم الواضح على حلق ومدارس تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مدن ومحافظات وقرى المملكة.. ووصفهم لها بأنها معقل من معاقل الارهاب وأنها تخرج فئة ذات أفكار ضالة منحرفة، ومثل هذا العمل المخزي والمحزن موجود منذ قديم الزمان، فالمنافقون في عهد الصحابة ومن بعدهم قاموا بمثل هذه الافتراءات والدسائس ومازال هذا ديدنهم الى عصرنا الحديث.
ويضيف الطيار: والواقع ولله الحمد والمنة يخالف هذه النظرة المشؤومة لحلق ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، فالخريجون من حفظة كتاب الله هم أول من تصدى لمحاربة الفتن والضلالات التي تبثها بعض وسائل الإعلام المنحرفة، وأيضاً هم الذين قاموا بإمامة المساجد وهز أعواد المنابر، يصدعون بكلمة الحق ويحذرون من الشر وأهلهن ويدعون إلى جمع الكلمة والالتفاف حول ولاة الأمر خاصة عند الفتن.
منهج الحياة
من جانبه يؤكد الأستاذ سعود بن خلف الدوسري مدير التربية والتعليم بمحافظة وادي الدواسر ان ما تردده هذه الأقلام الشاذة والمنحطة حول حلق القرآن الكريم كلام مردود عليهم أولاً وأخيراً فالقرآن الكريم هو دستور الإسلام والإسلام ينبذ العنف والارهاب وقتل النفس بغير حق ويدعو الى الألفة والمحبة والتسامح والعفو والصفح وما أبناؤنا الذين يدرسون في حلقات العلم ومعلموهم الذين يقومون على تعليمهم إلا نموذج واضح للإسلام الحقيقي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ونقول لمن شاب فكره شيء من هذه الأفكار أن يتحقق ويقف على حلق القرآن ومدارس تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في المملكة العربية السعودية وان يعرف ما هي مناهجها وما هي مخرجاتها فالدولة حماها الله ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ووزارة التربية والتعليم حريصة كل الحرص على تعليم الأبناء والبنات القرآن الكريم وليس حفظاً أو تلاوة فقط بل منهج حياة يطبقه الابناء في حياتهم اليومية ودين معاملة يتعاملون به مع الآخرين يدعو الى الفضيلة وينبذ الرذيلة فأين هذا من الإرهاب الذي يدعون ؟ هل أصبحت الدعوة إلى الله إرهاباً؟ هل أصبحت الدعوة الى مكارم الأخلاق ارهاباً؟ لا والله وصدق الله العظيم في قوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}.
الصراع بين الحق والباطل
أما الأستاذ إبراهيم بن سليمان القاضي مدير التربية والتعليم بمحافظة العلا فيقول: إن الصراع بين الحق والباطل أنزل منذ أن خلق الله الخليقة ولكن إيمان الإنسان بمبادئه وعقيدته الصحيحة التي ورثها عن الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم والسلف الصالح لهو خير عون بعد الله سبحانه في ثبات الإنسان ورسوخ عقيدته، وما الموجة التي يواجهها المجتمع الحالي إلا مرحلة من تلك المراحل التي قد تمر بالأمة ولكن ثبات الإنسان على عقيدته ووضوح الهدف أمامه ورغبته فيما عند الله ودراسته لسنة الله في الكون وسيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم والمرسلين من قبله وسلامة المنهج الذي يسير عليه والحوار الهادئ الهادف والدعوة بالكلمة الطيبة وبالتي هي أحسن وحسن تطبيق المنهج كما جاء به الشرع الحنيف كل ذلك أسباب تدعو الى توضيح الحق وبيانه وتزيل اللبس الذي قد يعلق في بعض الأذهان نتيجة الضعف أو الأفكار المنحرفة والله الهادي الى سواء السبيل إنه نعم مسؤول.
الإرهاب المزعوم
ويقول الأستاذ حسن أحمد القربي المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة نجران: إن ما قد نسمعه من كلام واتهامات لأهل القرآن ولرواد المساجد وحلق الذكر سواء كانت تلك اتهامات من القريب أو البعيد ليجعلنا نقول: إن الإرهاب المزعوم لا يمكن أبداً أن يكون مصاحباً لمن يحفظ كتاب الله تعالى ويتلوه صباح مساء لأننا نحسبه محفوظاً بحفظ من حفظ هذا الكتاب، وإنما يكون الزيغ والضلال والانحراف ملازماً لمن ابتعد عن القرآن وهجره واستقى أفكاره من شواذ القوم ودعاة الضلالة والزيغ وأنصاف المتعلمين. قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }.
ترويج الاتهامات
ويتفق الأستاذ سعيد بن محمد الزهراني مدير التربية والتعليم والمشرف على تعليم البنات بالمخواة مع الرأي السابق ويضيف: ان الصراع بين الحق والباطل سنة جارية الى قيام الساعة والمنافقون والمرجفون وأصحاب الأقلام الشاذة هم الذين يدعمون هذا التوجه الخبيث لضعف فيهم ونقص أو لخبث الطوية.
ويقول الزهراني: لا يجوز الحكم على الشيء إلا بعد تصوره فالحكم على الشيء فرع عن تصوره فهؤلاء الذين يروجون الاتهامات لحلقات ومدارس هل مارسوا وعملوا واطلعوا وكان لهم دور بارز في هذا المجال حتى يتم الحكم على ذلك؟ بالطبع لا ولكنهم يدسون السم في العسل، ولو نظرنا وأخذنا رأي المجتمع في ذلك لانقلبت الموازين ولسمعنا الثناء والاشادة ولا أحد ينكر ذلك فعلى هؤلاء النزول الى الميدان وسؤال المجتمع والتعرف على هذه المجالات عن قرب ليعرفوا الحقيقة ان كانوا يبحثون عن الحقيقة وان كان غير ذلك فالله المستعان وعلى مدارس التحفيظ وكذلك جمعيات التحفيظ مواكبة العصر والتطوير في الأنشطة وإبراز الناحية الإعلامية والاهتمام بذلك، وأورد هنا اقتراحاً فيما يتعلق بهؤلاء الذين يكتبون ويشوهون الصورة الناصعة أن يكون لهم استضافة من قبل تلك المدارس والجمعيات وتزويدهم بالنشرات التعريفية وكل جديد علهم أن يرجعوا عن ذلك وكذلك لابد من وجود من يتولى الرد والدفاع عن جمعيات التحفيظ حتى يتم توضيح الصورة.
تفريخ الإرهاب
أما الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله الشهيل مدير إدارة التربية والتعليم بمحافظة حفر الباطن (بنات) فيقول: كما أن لهذا الدين الخالد والقرآن العظيم مناصرين ومستمسكين بهديه وتوجهاته وصفاء معتقده إلا انه يوجد البعض ممن التبست عليهم الأمور وسوء الفهم بانسياقهم لمهاجمة حلق تحفيظ القرآن باتهامها بتفريخ الارهاب وتخريج طلاب ذوي أفكار منحرفة ولهؤلاء ومن سار على نهجهم ماذا يمكننا ان نقول عن أول مدرسة للقرآن وماذا نقول عن أول معلم للقرآن؟
ويضيف الشهيل أن المتتبع المنصف ليعلم علم اليقين أن وطننا العزيز بمقوماته ومناهجه وتعليمه بريء من الارهاب براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وكل ما ذكر عن هذه البلاد وأهلها من الاتهامات الباطلة من أجل فك اللحمة بين الراعي والرعية وتنافر المجتمع بشتى طبقاته والنيل من أمنه ولن يصلوا الى ما أرادوا بإذن الله وحوله وقوته وفضله ثم بوعي وإدراك ولاة الأمر والتفافهم وتماسك الرعية حولهم.
الأقلام الموتورة
من جانبه يؤكد الأستاذ عبدالرحمن بن أحمد الروساء مدير عام التربية التعليم بمنطقة الحدود الشمالية (بنين) أن الأقلام الموتورة التي انساقت للتشكيك في شرفية وسمو أخلاقية أهداف مدارس تحفيظ القرآن الكريم وحلقات الذكر أقلام ينقصها الفهم العميق لرسالة هذه المدارس أيضاً هي بحاجة ماسة الى الادراك الحقيقي لثقافة الإسلام ومنهجه المعتدل والخير في سبيل إصلاح أحوال الإنسان وجعله مخلوقاً كريماً كما أراد الله له أن يكون ولا يكون ذلك إلا عندما يفهم بعمق منهج الإيمان الرباني الذي دعا اليه القرآن الكريم هذا الكتاب المقدس الذي أنزل الله سبحانه وتعالى ليزرع الخير والفلاح في النفوس وليس كما يدعي أمثال هؤلاء أنه يفرخ الارهاب.
ويضيف ان الطالب الذي يتخرج من هذه المدارس الخيرة يحمل النموذج الحق للطالب الذي تتصف نفسه بالقيم والمثل العليا والتي يتمناها كل مجتمع في العالم أن يكون طلابه وابناؤه بهذه النموذجية الخيرية التي احتضنتا مدارس تحفيظ القرآن الكريم وحلق الذكر.
بث السموم
ويستشهد الأستاذ سعيد بن عبدالله القرني مدير التربية والتعليم بمحافظة الطائف بقول الخالق جل وعلا {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} ويتساءل فهل نتوقع بعد ذلك سوى الافتراء والكذب من هؤلاء وأذنابهم على الإسلام والقرآن، لكن المؤسف - حقاً - أنه قد نبتت نابتة سوء من أبناء جلدتنا وممن يتكلمون بلغتنا تلقفت تلك الشبه ثم بدأت تبث سمومها عبر وسائل الإعلام المختلفة، فتراهم ينطقون بألسنة حداد أشحة على الخير.
إن ما اتهموا به حلقات ومدارس تحفيظ القرآن بأنها تفرخ الارهاب بالمعنى الذي يريده أعداء الإسلام إنما هي تهمة باطلة يكذبها الواقع، فالواقع يشهد أن جمعيات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم تحظى بإشراف مباشر من وزارتي الشؤون الإسلامية والتربية والتعليم، وهذا الإشراف يتضمن وضع الخطط والمناهج والآليات المبنية على الاعتدال والتوسط، والمتابعة المستمرة، كما أن الاحصائيات تثبت ان حفظة كتاب الله يمثلون 80% من المتفوقين في مدارسهم علمياً. إضافة الى ان لطلاب حلقات ومدارس التحفيظ تميزاً واضحاً على غيرهم في الخلق والسلوك، فهم أكثر انضباطاً وهدوءاً وأكثر ايجابية في مدارسهم حتى أن لهم تأثيراً كبيراً على بقية زملائهم وكل هذا مرده الى اثر القرآن الكريم، لذا نقول لكم: من يتهجم على هذه المنجزات المباركة لبلادنا اتقوا الله وتذكروا قوله تعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة ق.
الأفكار المنكوسة
من جانبه يقول الاستاذ حمد بن صالح الجاسر مدير التربية والتعليم بمحافظة الزلفي (بنين): عندما يتجرد الإنسان من الأهواء والرغبات وينظر الى الأمور بعقلية متوازنة منصفة فإنه حتماً سيصل الى أحكام واقعية غير مشوشة او مغلوطة، ولذلك فإن من سارع الى اتهام حلق ومدارس تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مدن وقرى المملكة باتهامات باطلة وملفقة تصم هذه الحلق بأنها تفرخ الارهابيين وتخرج طلاباً ذوي أفكار منحرفة، ومن ركب في فلكهم وسار على نهجهم من أصحاب الأقلام المغرضة والأفكار المنكوسة، هم يتهمون المجتمع بأسره ويضعونه في دائرة الشك والريبة، لأنهم نتاج هذه المدارس - مهما اختلفت أساليبها وتنوعت - تلك التي يحاول السفهاء عبثاً تشويه صورتها والنيل منها!
ضحالة المعرفة
ويرى الأستاذ نافل بن جربوع الرويلي مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الحدود الشمالية (بنات) أن تهجم بعض أصحاب الأقلام الشاذة والمنحرفة على حلق مدارس تحفيظ القرآن الكريم مرده أن هؤلاء بعيدون كل البعد عن معرفة الحقيقة وجانبوا الصواب لجهلهم المقنع بأهداف هذه الحلق وضحالة معرفتهم بالدين الحنيف الذي يدعو الى السلام وحب الخير للبشرية جميعاً، وان هذه الحلقات امتداد لمدرسة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم رسول هذه الأمة وهذه المدرسة التي تخرج منها الخلفاء الراشدون والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين الذين أناروا الأرض بنور الإسلام الحنيف وكانوا القدوة الصالحة للبشرية كلها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved