في عام 1415هـ توجهت لمقر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في مدينة الرياض والتقيت بمدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات سابقاً اللواء سلطان بن عايض الحارثي وكان بشوشاً في لقائه معي ويرافقني في هذه المقابلة أخي المرشد يوسف الصالح والأخ ابراهيم الجميعة وكنا متخوفين في البداية ولكن سمعته الطيبة كانت سبباً للقاء به، وأوضحنا له بأننا أشخاص ابتلينا بداء تعاطي المخدرات ونحتاج لوقفته معنا بعد الله سبحانه وتعالى، وفعلاً تحدث معنا بكل لباقة واهتمام وكان يتابعنا أولاً بأول، وفي أحد الأيام اتصل بنا وقال إن لكم دورة دراسية في الولايات المتحدة على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - وفعلاً تلقينا دروة تدريبية في الولايات المتحدة لمدة عام ونصف في الإرشاد ضد الإدمان ولاهتمامه بهذا الجانب الإنساني فقد وقف معنا طيلة تلك الأعوام، وبفضل من الله ثم ولاة الأمر فقد حقق هذا البرنامج نجاحاً مميزاً حتى وصل إلى أعداد كثيرة وحققنا فيه نجاحاً في مدينة الرياض وجدة والقصيم وتبوك وينبع والطائف ، وبتوجيه منه ومساعدة من مستشفى الأمل بالدمام فقد قمنا بافتتحاح مقر لبرنامج الدعم الذاتي الذي يهتم برعاية وتأهيل المتعافين من الإدمان، وأشارك وزملائي في البرامج التي تنظمها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في العمليات التوعوية في المدارس والقطاعات العسكرية والأندية الرياضية.
وإنني أكتب هذا المقال بعد صدور أمر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظه الله - بنقل اللواء سلطان الحارثي للعمل مستشاراً بوزارة الداخلية.. ويشرفني أن أشير إلى إنجازات اللواء سلطان الحارثي، حيث حازت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على أربع جوائز دولية في مجال مكافحة المخدرات واعتماد برنامج الدعم الذاتي الذي يعنى برعاية التائبين من إدمان المخدرات، وإيصال الرسالة الوطنية في توعية أفراد المجتمع بأخطار آفة المخدرات ووقايتهم منها.. وكذا صدور مجلة (المكافحة) في وقته.. لقد كان للواء لمسات تطويرية واضحة في مجال مكافحة المخدرات وله كلمات إنسانية رائعة من أب حنون لن أنساها غيرت مجرى حياتي وحياة الكثير من زملائي وأصبحنا رجالاً فاعلين مع أجهزة مكافحة المخدرات لصالح الوطن والمواطن.
يوسف بن عبدالواحد |