* بال - ناتسوكو واكي - سويسرا - رويترز:
قال نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي إن المملكة العربية السعودية مازالت ترى أن الدولار يتفوق على اليورو كعملة أساسية للاحتياطي.
وفي مقابلة مع رويترز قال محمد الجاسر نائب محافظ المؤسسة وهي البنك المركزي للمملكة إن البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم تريد بيع الذهب بوتيرة أسرع لكنها تخشى أن يؤدي ذلك إلى انهيار أسعاره.
وقال في المقابلة التي أجريت في بال إنه يجب ألا تطالب القوى الأخرى الصين بتهدئة النمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده لأن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وبقية العالم بحاجة للصين للمحافظة على النمو.
واتسمت عمليات قبول البنوك المركزية لليورو كعملة احتياط منذ طرحه في عام 1999 بالبطء رغم أن الحديث يجتاح أسواق العملة بين الحين والحين عن إقبال بنوك مركزية في الشرق الأوسط على شراء العملة الأوروبية الموحدة.
وقال الجاسر (اليورو لم يكتسب بعد وضعاً تنافسياً مقابل الدولار كعملة رئيسية للاحتياطي. ولن يتحول الناس إلى اليورو حتى تصبح الأسواق المالية الأوروبية أكثر قدرة على التنافس وأعمق وأكثر سيولة وتنوعاً).
واشترت البنوك المركزية اليورو لتنويع احتياطياتها من النقد الأجنبي بدلاً من الاعتماد على الدولار الأمريكي لتقليل المخاطر وزيادة العائد. لكن نصيب الدولار من الاحتياطيات الرسمية في عام 2002 بلغ 64.5 في المئة مقابل 18.7 في المئة لليورو.
وقال الجاسر إن الذهب الذي يعتبر عملة احتياط على نطاق واسع حتى الآن من بقايا الماضي بالنسبة للبنوك المركزية.
وأضاف (إنه أصل ميت. فالبنوك المركزية في الدول الصناعية تخشى انهيار قيمة جبل الذهب الذي تملكه. ولولا ذلك لباعت الذهب على نحو أسرع لأنه لا يدر عليها عائداً).
وفي العام الماضي بلغت احتياطيات المملكة من النقد الأجنبي19.6 مليار دولار والاحتياطيات الإجمالية 24.5 مليار دولار وهي مستويات يقول اقتصاديون إنها لم تحدث منذ الطفرة النفطية في أوائل الثمانينات.
والاقتصاد السعودي حساس لتقلبات أسعار النفط ويفيد من ارتفاع الطلب على النفط خاصة في الصين ثاني أكبر مستورد له في العالم.
وقال الجاسر إنه يجب على العالم ألا يطالب الصين بالعمل على تهدئة اقتصادها سريع النمو الآن بعد أن أصبحت أسواق الصين مصدراً رئيسياً للطلب العالمي.
ونما الاقتصاد الصيني سادس أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 9.7 في المئة في الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي مما أثار المخاوف من دخولها مرحلة نمو محموم ودفع البنك المركزي إلى تطبيق اجراءات مختلفة لتهدئة النمو.
كما يفيد الاقتصاد السعودي من ارتفاع أسعار النفط رغم ما لذلك من أثر سلبي على الدول الصناعية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية هذا الشهر إن منطقة اليورو ستعاني أشد من غيرها من القوى الصناعية الكبرى إذا ظلت أسعار النفط على مستوياتها المرتفعة. وارتفعت أسعار النفط في السوق الأمريكية عن مستوى 40 دولاراً ليوم ثالث أمس الخميس.
لكن الجاسر قال (هذا ضرر جلبوه على أنفسهم. فأوروبا تفرض ضرائب باهظة على مستهلكي النفط. والحكومات الأوروبية تحقق ثلاثة أمثال ما يحققه منتجو النفط من الدخل. (فإذا كان ثلاثة أرباع ثمن النفط ضرائب فإن أثر ارتفاع أسعار النفط يجب أن يكون أقل ما يمكن بالمقارنة بالسعر النهائي له. ويوجد قدر كبير من النفاق في أوروبا عندما يتكلمون عن أسعار النفط).
وقال الجاسر إن مساعي السعودية لتنويع مواردها الاقتصادية سيدعم النمو ليصل إلى ما بين ثلاثة أو أربعة في المئة هذا العام. وفي العام الماضي نما الاقتصاد السعودي بنسبة 6.4 في المئة بفضل ارتفاع إيرادات النفط.
وقال الجاسر (الاقتصاد السعودي يتمتع بامكانيات كبيرة مع تزايد زخم برنامجنا الإصلاحي. وهذا سيؤدي إلى مزيد من الوظائف ومزيد من تنويع الاقتصاد والنمو المرتفع).
وتنفذ المملكة مجموعة من الإصلاحات لتحرير أسواق المال فيها. وقال الجاسر إن السعودية لا تنوي إجراء أي تغييرات فيما يتعلق بعملتها التي استقرت على 3.75 ريالات مقابل الدولار منذ عام 1986م.
وقال (لا توجد خطة لتغيير الربط لأنه مازال أكثر النظم منطقية. نحن لا يربطنا صلة عاطفية بالدولار. بل إننا ننتهج مسلكاً عملياً).
وأضاف (أنا لا أستبعد اجراء تغيير في المستقبل. لكن الربط بالدولار يفيدنا وسيظل يفيدنا).
وأوضح الجاسر أنه لا توجد أدلة على هروب رأس المال الأجنبي من السعودية بسبب المخاوف الأمنية بعد تكرار هجمات المتشددين في المملكة وخاصة حادث مقتل خمسة أجانب في ينبع هذا الشهر.
وقال (لا أعتقد أن المستثمرين الأجانب متوترون. لم تظهر أي أدلة على هروب رأس المال بسبب ذلك الحادث. بل إن سوق الأسهم ارتفعت بعد الحادث).
وتابع الجاسر ان من المنتظر أن تحقق السعودية فائضاً مالياً هذا العام بفضل ارتفاع أسعار النفط. وفي العام الماضي حققت السعودية فائضاً في الميزانية بلغ 45 مليار ريال فيما اعتبر ثاني فائض تسجله منذ نحو 20 عاماً.
وارتفع الدولار الى أعلى مستويات أمس الخميس أمام اليورو وصعد أمام الين وعملات رئيسية أخرى بعد أن قال نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي إن السعودية مازالت ترى أن الدولار يتفوق على اليورو كعملة أساسية للاحتياطي.
وهبط اليورو إلى 1.1817 دولار من حوالي 1.1850 دولار بعد تصريحات الجاسر وصعد الدولار إلى أعلى مستويات أمس أمام الفرنك السويسري والجنيه الاسترليني والين.
وقال ستيفن بيرسون كبير محللي العملات في هاليفاكس بنك اوف سكوتلند إن تصريحات المسؤول السعودي (ذات تأثير سلبي بالقطع على اليورو).
كما أدى صعود العملة الأمريكية الى هبوط الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر عند 0.5987 دولار أمريكي.
|