* غزة - القدس المحتلة -بلال أبو دقة - الوكالات:
أعلنت مصادر طبية فلسطينية ان 12 فلسطينياً استشهدوا وجرح 18 آخرون على الاقل امس الخميس في غارتين اسرائيليتين على مخيم رفح للاجئين في جنوب قطاع غزة حيث تقوم القوات الاسرائيلية بعملية توغل.
وقال شهود عيان ان (مروحيات الأباتشي أطلقت ثلاثة صواريخ على تجمع للمواطنين مما أدى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى، مشيرة الى ان بين القتلى فتى يبلغ من العمر 16 عاماً.
وقال أطباء في مستشفى برفح إن خمسة من المصابين في حالة خطيرة.
وهذا ثالث هجوم صاروخي يستهدف البلدة في القتال العنيف المستمر منذ الليلة قبل الماضية وحتى صباح أمس الخميس بين القوات الاسرائيلية في المنطقة والمسلحين الفلسطينيين.
واندلع القتال بعد مقتل خمسة جنود إسرائيليين مساء الاربعاء عندما فجّر نشطاء من حركة الجهاد الاسلامي ناقلة الجنود المدرعة التي كانت تقلهم.
وأكد مصدر أمني فلسطيني لوكالة فرانس برس ان خمسة منازل على الأقل دُمرت كلياً في عملية التوغل الاسرائيلية المتواصلة صباح أمس الخميس في منطقة يبنا في مخيم رفح.
واضاف ان عددا آخر من المنازل الحقت بها أضرار أو دمرت جزئيا، بينما تواصل الجرافات العسكرية التي تحميها عشرات الدبابات بمساندة مروحيات، عمليات التدمير والتجريف.
وأعلن مصدر أمني ان عشرات الدبابات توغلت فجر أمس الخميس في منطقتي يبنا وبلوك وفي رفح حيث تحدث شهود عيان عن اشتباكات مسلحة وقعت بين مقاتلين فلسطينيين من فصائل مختلفة والقوات الاسرائيلية.
الى ذلك أصدر الجيش الاسرائيلي أوامره باخلاء المدرعات حاملة الأفراد من المواد المتفجرة فوراً وذلك فى أعقاب مقتل أحد عشر جنديا اسرائيليا أثناء انتقالهم فى مدرعات محملة بمواد متفجرة يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين.
وذكر راديو اسرائيل فى تقرير له أمس الخميس ان هذه المواد المتفجرة تستخدم فى هدم ورش صنع الذخيرة الفلسطينية المشتبه فيها والانفاق الموجودة على الحدود، غير ان الواقع يقول انها تستخدم بكثافة في تدمير المنازل.
وأدت المواجهات الجديدة الى احتدام الجدل بين مؤيدي ومعارضي خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون للانسحاب من قطاع غزة من جانب واحد والتي تعثرت الآن بسبب متشددين يمينيين داخل حزب ليكود.
وانسحبت القوات الاسرائيلية من حي الزيتون في ساعة مبكرة أمس الخميس فيما قالت مصادر فلسطينية انه اتفاق توسطت فيه مصر سلّم النشطاء بموجبه رفات الجنود القتلى.
وقال مسؤول أمني فلسطيني ان الرفات سلمت الى الاسرائيليين في وقت مبكر أمس الخميس.
وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود اولمرت فيما قارن معلقون الموقف في غزة بالهجمات اليومية على القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان التي أدت الى انسحابها في عام 2000 (توجد حرب ضد الارهاب وفي تلك الحرب توجد أيام سيئة) على حد قوله.
وتظهر استطلاعات الرأي ان الاسرائيليين يرون غزة على انها عبء يجب التخلي عنه، وتعهد شارون بالمضي قدما في خطته رغم هزيمته في الاستفتاء الذي أجراه في الثاني من مايو أيار داخل حزب ليكود مما يعكس أيضا مخاوف اسرائيلية بعد سيادة قناعة ان الانسحاب من جانب اسرائيل يمثل انتصارا للمقاومة.
وفي حي الزيتون هرع آلاف الفلسطينيين الى الشوارع بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي لتفقد آثار الخراب وعشرات المنازل والمباني التي نسفتها القوات الاسرائيلية والطرق التي خربتها المدرعات الثقيلة.
وقال قائد الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون في تصريحات أذيعت ان الجنود (استكملوا نسف المنازل والورش التي عثرنا فيها على مدافع مورتر ومواد لصنع صواريخ القسام ومتفجرات).
وأعلنت حركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن مكمن رفح.
وقال مقاتلون من حركة الجهاد شاركوا في الهجومين في اتصال هاتفي من رفح إنهم استخدموا صاروخا مضادا للدبابات وقنبلة كبيرة وضعت في طريق المركبة لتدميرها، وقال متحدث باسم الجيش ان المركبة كانت جزءا من مهمة (لتعطيل) أنفاق تستخدم في تهريب أسلحة الى غزة عبر الحدود من مصر وانها كانت تفرغ بعض حمولتها من المتفجرات حينما ضربت.
وقالت حركة الجهاد ان الكمين يأتي انتقاما لقتل اسرائيل لعدد من قادتها وكذلك للشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وعن الهجومين اللذين يذكّران بتكتيكات مقاتلي حزب الله اللبناني التي أدت في نهاية الأمر الى انتهاء احتلال اسرائيل لجنوب لبنان في عام 2000 قال أحد نشطاء الجهاد (ماذا أقول.. نحن سعداء جدا.. كما لم نسعد من قبل).
وكان هجوما النشطاء معا أشد ضربة لجيش اسرائيل منذ أبريل نيسان عام 2002 حينما قتل 13 جنديا في مكمن نصب أثناء هجوم على مخيم للاجئين في مدينة جنين بالضفة الغربية.
|