* القاهرة -مكتب الجزيرة - عتمان انور:
تل العمارنة.. المنطقة الاثرية الواقعه على شرق النيل بمحافظة المنيا بمصر والمعروفة بأنها ابرز ارشيفات العالم الكاشف لاسرار عديدة ومنها معلومات حول وضعية اليهود في مصر اثير حولها الجدل مجددا على اثر اعلان بروتوكول تعاون اثري بين قطر ومصر في منطقة تل العمارنة حيث شككت مجلة روز اليوسف الاسبوعية في عددها الصادر مؤخرا في هذا البروتوكول ووصفته بالغموض وان وراءه دورا اسرائيليا مشبوها.
وربطت المجلة بين قيام الدكتور زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للاثار بالتوقيع على البروتوكول في الدوحة يوم 17 ديسمبر الماضي وبين زيارة العالم البريطاني الشهير باري كيمب الى الدوحة قبل ذلك بثلاثة ايام ومشاركته في الموسم الثقافي للمجلس الوطني للثقافة والفنون وقد القى محاضرة عن تل العمارنة وكذلك حديث زاهي حواس عن تدريب اثريين قطريين وخضوعهم لاشراف كيمب في تل العمارنة.
وتساءلت المجلة كيف يمكن تجاهل ان لدى قطر علاقات واضحة مع اسرائيل؟ وأضافت هل هذه اتفاقية تعاون اثري بين دولتين بشكل شامل ام انها اتفاقية خاصة بتل العمارنة وحده؟
وعن نص البروتوكول نفسه قالت المجلة انه يتسم بالتواء الصياغة حيث ذكر البروتوكول: اتفق الطرفان على تشكيل فريق قطري للتنقيب عن الاثار في جمهورية مصر العربية بعدة مواقع ولا يحدد الاتفاق منها بالاسم سوى تل العمارنة باعتبارها من اهمها وكذا يتحدث عن المناطق الاثرية بدولة قطر دون ان يحددها كما ان المادة الثالثة من البروتوكول لا تتحدث عن تنقيب مصري في قطر وانما عن ترشيح خبراء ليقوموا بالتدريب هناك. نفس المادة تعطي الجانب القطري الحق في الاستعانة بفريق من الخبراء الاجانب للمساعدة في التنقيب عن الاثار وهي صياغة اعتبرتها المجلة مائعة لا تحدد مكان التنقيب وهل هو في مصر ام قطر؟ واذا كان في مصر لماذا يأتي الاجانب من خلال قطر واذا كان في قطر فما حاجتهم لخبراء مصريين اذا كانوا سيأتون بخبراء اجانب. البروتوكول في نقطة اخرى يحدد تل العمارنة كهدف للتعاون حيث يتحدث عن ان قطر سوف تقوم بتمويل مشروع ترجمة مائة كتاب على الاقل في الحضارة المصرية القديمة من اللغات الاجنبية المختلفة الى العربية على ان يكون معظم تلك الكتب مرتبطة بفترة العمارنة وتاريخها واثارها ويحصل الجانب القطري على%50 من النسخ المترجمة وتختتم المجلة تشككها بقولها انه قد لا يكون كل تلك التساؤلات محلا من الاعراب وربما تعود في نهايتها الى اسباب تتعلق بالغموض الذي احاط بالبروتوكول.
يذكر ان منطقة تل العمارنة تقع على الضفة الشرقية للنيل في محافظة المنيا وتحتل اهمية علمية وتاريخية مميزة حيث شهدت تشابك علاقات اخناتون مع نبي الله موسى وهي المرحلة التاريخية التي كان اول من اسس لها علميا العالم اليهودي سيحموند رويد كما تعد المنطقة من ابرز ارشيفات العالم الكاشف لاسرار عديدة ومن اهم ما تحتويه من معلومات حول وضعية اليهود في مصر كما توجد بها اقدم مكاتبات دبلوماسية في التاريخ وكتبت باللغة المسمارية والعديد من هذه المكاتبات يدل على عروبة القدس.
|