* فلسطين المحتلة / بلال أبو دقة:
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون أن اسرائيل ستحتفظ بصمتها فيما يتعلق بقدراتها النووية رغم النداءات الدولية لإخضاعها للتفتيش..
وقال شارون في حديث لراديو الجيش الإسرائيلي (غالي تساهال)، رصدته الجزيرة: إن سياسة (التعتيم النووي) التي نتبعها أثبتت نفسها وستستمر!!
ويأتي تصريح شارون هذا اثر نشر تكهنات في اسرائيل حول هدف الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية، محمد البرادعي في تموز المقبل، حسبما أعلنته (جابريئيلا جافني)، ممثلة اسرائيل الدائمة لدى وكالة الطاقة..
وحسبما قالته مصادر مطلعة فإن زيارة البرادعي، وهو أحد الذين يطالبون اسرائيل بالتوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية، ستكون جولة روتينية في المنشآت الاسرائيلية، لكنها لن تشمل المفاعل النووي في ديمونا، الذي يقول محللون إن اسرائيل أنتجت فيه ما يصل إلى 200 رأس نووي حربي..
وقد حرصت دولة الاحتلال الإسرائيلي على إبعاد مفاعلها عن عمليات التفتيش الدولية بعدم توقيعها على معاهدة منع الانتشار النووي..وتدعم الولايات المتحدة الحليف الأم للدولة العبرية رفضها التوقيع على معاهدة منع الانتشار النووي بموجب اتفاق سري ابرم في العام 1963!!
وفي هذا السياق، أشار شارون بشكل غير مباشر، إلى أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد خلال اللقاء الأخير في واشنطن، مجددا دعمه لإسرائيل في الدفاع عن نفسها بامتلاكها قوة نووية، لكي تكون مستعدة بشكل ملائم للدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجية.
وفيما ترفض اسرائيل تعريض منشآتها النووية إلى التفتيش تواصل، بدعم من واشنطن، توجيه التهديدات والاتهامات إلى دول عربية واسلامية مجاورة، بزعم أنها تصنع أسلحة نووية تهدد أمن اسرائيل..
ووصف شارون جهودا تبذلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها جزء من الجهود الرامية إلى ملاحقة البرنامج النووي الإيراني الذي ترى فيه الدولة العبرية تهديدا لها.. قائلا: بالتأكيد نحن على اتصال بالبرادعي ونراقب بقلق جهود إيران للحصول على أسلحة نووية.. وكانت إسرائيل، قدمت مؤخرا، مذكرة احتجاج رسمية للأمم المتحدة، ضد تصريحات موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، الأخضر الإبراهيمي،الذي وصف إسرائيل بأنها السم في الشرق الأوسط.
وقد وصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة (داني غيلرمان) تصريحات الأخضر الإبراهيمي بأنها (لاسعة وضارة)، معربا عن قلقه من عدم موضوعية الأمم المتحدة في تعاملها مع النزاع الإسرائيلي الفلسطيني..
يشار إلى أن الكشف عن القوة النووية للدولة العبرية برز بشكل كبير، للمرة الأولى، عام 1986 حين أجرت (صحيفة الصانداي تايمز) البريطانية حوارا مع خبير الذرة الإسرائيلي السابق، (مردخاي فعنونو) الذي كان يعمل في مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي، والذي سجن في اسرائيل 18 عاما لإفشائه أسرار اسرائيل النووية..وقد أفرج عنه الأربعاء، الموافق 21 - 4 - 2004 من سجن شكما اليهودي، وسط تغطية إعلامية دولية ومحلية واسعة.. وقد تعهد خبير الذرة الإسرائيلي المحرر من السر، والممنوع من الحركة والسفر بمواصلة حملته الداعية إلى إخضاع الترسانة النووية الاسرائيلية إلى التفتيش الدولي.. موجها نداءه إلى محمد البرادعي كي يحضر إلى الدولة العبرية ويباشر برفقة المفتشين الدوليين التفتيش على أسلحة اسرائيل النووية..
وكان خبير الذرة الإسرائيلي (فعنونو)، كشف في الخامس من أكتوبر-تشرين الأول 1986، في تقرير نشرته (صحيفة الصانداي تايمز) البريطانية عن أسرار الترسانة النووية الإسرائيلية..
وضم التقرير الذي نشره الصحفي البريطاني (بيتر هونام) معلومات لم يكن العالم كله يعرفها بهذه الدقة والوضوح عن القدرة النووية لإسرائيل.. وقد دهش الخبراء النوويون من الأدلة الأكيدة التي قدمها خبير الذرة الإسرائيلي فعنونو.. والذي أكد في معلوماته أن إسرائيل لا تملك القنبلة الذرية فقط، حيث كان العالم كله يشك بطبيعة الحال في امتلاكها لهذه القنبلة، ولكن ما قاله فعنونو يؤكد أن إسرائيل أصبحت القوة النووية السادسة في العالم، وأكد التقرير الذي هز العالم أن مفاعل ديمونا انتج حتى عام 1986 ما بين 100 و200 سلاح نووي وبقوى تدميرية مختلفة؛ وأخطر ما جاء في المعلومات التي أدلى بها فعنونو للصحيفة الشهيرة في بريطانيا هي استخلاص البلوتونيوم لفترة طويلة وبشكل سري في مكان مجهول تحت الأرض بعيدا عن أي رقابة، حتى ولو كانت الأقمار الصناعية المتقدمة أو حتى تلك التي تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية في التجسس على سكان الأرض.
|