Friday 14th May,200411551العددالجمعة 25 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فهد العريفي قلم الصدق.. الذي فقدناه فهد العريفي قلم الصدق.. الذي فقدناه
عبدالعزيز العبدالله التويجري

اشهد أن لا إله الإ الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الموت حق، والجنة حق، والنار حق، آمنت بالله وملائكته، وكتبه ورسله، وبالقضاء والقدر.. خيره وشره .. حلوه، ومره.. وآمنت بأن لكل أجل كتاباً، وأن سنة الله نافذة على كل إنسان، وان البقاء لله وحده.. لا شريك له.
بهذه المنطلقات الإيمانية.. استقبلت نبأ وفاة، أخي ،وحبيبي ،وصديقي وأستاذي، وزميلي.. محبوب الملايين من المواطنين، ومعشوق الملايين من القراء والمعجبين، الكاتب الأديب، المفكر الوطني الغيور، الأستاذ فهد العلي العريفي (أبو عبدالعزيز).. استقبلت نبأ وفاته صبيحة يوم الأربعاء 23-3-1425هـ بصدمة عنيفة، وحزن شديد، لما في نفسي من محبة وتقدير وإجلال.. لصديق فقدته.. بحجم معالم مسقط رأسه (حائل).. وبشموخ ومتانة جبليها (أجا وسلمى) هذا الرجل الذي خدم وطنه، وأمنه، وبلاده بكل إخلاص، وبكل براءة ونزاهة وشرف.. في كثيرٍ من دروب الحياة المتعرجة.. ومسالكها الوعرة.. خدم الوطن موظفاً نزيهاً، وخدم الوطن إعلامياً صادقاً.. وخدم الوطن كاتباً مخلصاً.. وخدم الوطن مفكراً حراً.. وخدم الوطن عملاً إنسانياً.. بشراً، وشجراً، وحجراً.. سال لعاب قلمه بنور فكره حتى جف مداده، ونضب معينه.. وتوقف النبض في قلبه.. وتجمد الدم في عروقه. ومات رحمه الله بعد معاناة طويلة مع المرض.. صابراً ،شاكراً، حامداً.. وهو يحمل قلم الصدق.ويعبِّر برؤية الحقيقة.. مدافعاً. مناضلاً، حراً، شريفاً، عفيفاً، لا يريد غير وجه الله وخدمة الإنسانية في وطنه، وعلى تراب أرضه فلم أزره يوماً إلا ووجدت زواره أكثر وما رأيته يوماً إلا باسماً متفائلا، وما دخلت عليه في مجلسه إلا وقلمه وأوراقه بجانبه.. يكتب تارة للوطن.. وتارة أخرى لإنسان هذا الوطن.. هذا مقال يحرره، وتلك توصية لمحتاج أومريض يدبجها.. وبتوقيعه المميز يختمها.. وفاتورة هاتفه تأتيه في كل دورة مُثقلة بالأرقام المالية.. من أجل الضعفاء والفقراء، والمساكين.. ومن أجل المتابعة والملاحقة الهاتفية لخدمة عمرو وزيد من المواطنين،وسلمى وليلى من المواطنات، كان همه الأول والأخير الوطن، والأمة كان شغله الشاغل البحث عن حلول لحزم ورزم من الأفكار البناءة المشتعلة في ذاكرته، وفي فكره.. كان يسرع الخطو ويجد في المسير لقضائها قبل أن يأتي أجله مع ما يعانيه من الآم المرض. ولكن كتابه.. الذي أرجو الله أن يأخذه بيمينه قد انتهى.. وقضي أجله قبل أن يكمل المسيرة في إنسانياته ورؤاه الوطنية.. أسبغ الله عليه شآبيب رحمته ومغفرته ورضوانه. وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه.. زوجة، وبنين وبنات، وأقرباء وقريبات وجميع قرائه وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved