يعتبر فهد العريفي من أعلام أدبنا السعودي، الرجل الذي يكتب بصمت دون أن يضع حوله هالة إعلامية.
كتاباته القيمة التي كنت أتابعها عبر مجلة اليمامة كانت من الكتابات القيمة التي يحرص القارئ على متابعتها، وقد تلحظ هذا من خلال المتابعات والردود التي كانت تنشر صدى لكتابات الشيخ فهد العريفي.
وقد تشرفت بلقائه أثناء إحدى الندوات الكبرى التي كانت تقيمها مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية بالجوف وتقام بدار الجوف للعلوم قبل أكثر من عشر سنين تقريبا حينما كان العريفي أحد أهم الأدباء والمفكرين المدعوين لحضور فعاليات تلك المناقشات الأدبية القيمة. وكانت آراؤه نيرة، وتطلعاته أكثر نضجاً، وأسلوبه في إدارة الحوار مقنعا.
ولن أنسى كلماته لي حينما عرفته على نفسي وتوجيهاته التي لا زلت أحتفظ بها في طرق الكتابة في البحوث الشعبية التي كنت أنشرها بصفحة الأدب الشعبي في مجلة اليمامة خلال تلك الفترة، فتشجيعه للمواهب أمر معروف لدى كثير من الكتاب الذين استفادوا من تجربة العريفي وآرائه وتوجيهاته.
حينما يناقشك عن كتاباتك يشعرك بكل تواضع بأشياء محببة ترأب من الأخطاء بطريقة سلسلة ويضع بين يديك التجربة والخبرة، وبطريقة مثلى يضرب لك الأمثال التي تنقلك إلى آفاق رحبة إلى السير في الاتجاه الصحيح دون أن يشعرك بنقد الكاتب بكلمة لاذعة تحد من طموحك أو تحبط موهبتك، بل إن للشيخ فهد العريفي أسلوباً رائعاً ومميزاً في التوجيه، وقد تحدث عنه كثير ممن التقوه وأشادوا بطريقته في استقبال ضيوفه في منزله العامر بلقاءات الأدباء ومحبي العلم والأدب والثقافة، وليس مستغرباً فهو من بيت علم وأدب.
الحديث عن الشيخ فهد العريفي لا يمل، ومهما كتبت عنه فلن أوفي شعوري بشرف لقائه في الجوف مع عدد من الأدباء والعلماء والمفكرين، وقد استفدت كثيرا من لقائي معه، وكانت فرصة عظيمة لن أنساها شدني بعدها لكل ما كتب عنه أو يكتبه الشيخ فهد العريفي رحمه الله.
سليمان الأفنس الشراري(*)
(*)طبرجل - عضو مؤسس نادي منطقة الجوف الأدبي |