عُرفت منطقة حائل بجبلي (أجا وسلمى)، كما عُرف فهد العلي العريفي - رحمه الله - بحائل، التي سكنت قلبه فصارت همه، وملكت قلمه فكانت محور كتاباته، والحبل العالي من صوته حتى غدت أنشودته بين المسؤولين وحديثه العابر في مقاطع أحاديث كبار الدولة، فلم يكن عبثا أن يكون (الجيل الثالث) لحائل كما وصفه الكاتب فهد السلمان.
اليوم مات (الجبل الثالث) ولكنه مات واقفاً، بعد أن تجذر حبه في أعماق القلوب عند من رافقه أو عمل معه، وامتد ذكره في مساحات النفوس لمن عرفه أو جلس إليه يسمع حديثه، فمحبوه تجاوزوا حدود منطقته السعودية إلى البلاد العربية، وجلساؤه اليوم هم أحق الناس بعزائه، ناهيك عن أسرته التي فقدت نورها بغيابه الأبدي.
اليوم مات فهد العلي العريفي - تغمده الله بواسع رحمته - بعد مسيرة خالدة في الوطنية الفذة التي أدرك معناها فالتزمها وصاغ خيوطها واقعا يتحرك بشخصه، لأنها لم تتجزأ وفق المصالح الشخصية، وطنية امتزجت فيها القيم النبيلة بالأعمال الجليلة.
مات بعد تاريخ حافل بالعطاء الإنساني الذي بناه على جسور المحبة مع الآخرين، سواء كانوا ممن يعرفهم في سجلات ذاكرته الموصولة بقلبه الكبير، أو كانوا عابري خطى في مكتبه أو منزله، سمعوا عنه فلم يخيب ظنهم.
رحمك الله.. أيها الجبل الذي علمنا شموخه أن الحياة في العطاء للآخرين، وان الصدق طريق الفضائل، وان النزاهة هي الكنز الحقيقي.
محمد بن عيسى الكنعان / إعلامي سعودي |