رحم الله فهد العريفي رحمة واسعة، فقد كان من أنبل الناس الذين عرفتهم.. وكان من التواضع لدرجة أن الإنسان يخجل منه ومن تواضعه.. كان إنساناً.. وكان خلوقاً.. وكان متواضعاً.. وكان كل الصفات التي يمكن ان تطلق على شخص محبوب.. كل الناس الذين عرفوه احبوه.. كل من عرفه احترمه.. كان ذا فكر نير.. وذا حب لوطنه ومواطنيه لدرجة أن المخلص منا يحتقر حبه لوطنه بجانب حب فهد العريفي لوطنه.
كان كبيراً في أخلاقه.. وفي قلبه.. وفي فكره.. وفي تعامله.. وحتى في مرضه كان كبيراً رحمه الله رحمة واسعة..
أول مرة أصافح فيها الشيخ فهد العريفي رحمه الله كان عام 1402هـ مددت له يدي مصافحاً وكان بإمكانه مصافحتي وهو يجلس على كرسيه في مكتب الزميل محمد الوعيل فأصر ان لا يصافحني قبل وقوفه.. وعلى الرغم من ضغطي على يديه بالبقاء جالساً إلا أنه أصر إلا أن يقف.. قلت له احتراماً لك وتقديراً لم أرد منك الوقوف.. فضحك وهو يقول: ألا تريدني أن ابادلك الاحترام.. وعندما اثنيت عليه مادحاً وهو يستحق تبسم كعادته واسترسل يتحدث بأجمل اللغات المحلية من اللهجة الحائلية.. وعندما زرته في مركز الأمير سلطان عندما أجرى عملية القلب -رحمه الله- وجدته رغم المرض والتعب.. هو.. هو.. لم يتغير.. لا أسلوباً.. ولا أخلاقاً.. ولم يؤثر المرض فيه رغم وطأته.. وقد قابلته بين هذين التاريخين آلاف المرات.. ومع هذا بقي فهد العلي العريفي هو.. هو.. كبيراً في كل شيء.. في سنه.. وحبه.. ومجمعه.. وفكره.. وثقافته.. وحتى مكانته الاجتماعية ويتوج هذا كله بحبه لوطنه الذي يفتقر لمثل حبه له أناس كثيرون..
فهد العريفي -رحمه الله- كان حالة مختلفة.. أراه كذلك ومثلي كثيرون.. وهو حالة مختلفة محبوبة من كل من عرفه.. هذا الإنسان العريفي لا يمكن ان يتكرر.. لقد عرفت أناساً كثيرين.. أصدقاء.. وزملاء.. واساتذة.. ورجال أعمال.. ومسؤولين.. لكن مثل فهد العريفي لا اعتقد أنني قابلت.. كل الصفات الحميدة التي يمكن لنا أن نسبغها على من نعرف.. لا يمكنها أن تكتمل إلا لشخص مثل فهد العريفي رحمه الله رحمة واسعة..
فهد العريفي كان من انقى الناس الذين عرفتهم ومررت بهم.. كان أصدق من عرفت وأطيب.. وأوفى.. وأكبر.. فهد العريفي -رحمه الله- كان نموذجاً فريداً في كل شيء.. والنموذج قد يتكرر.. ولكن بصورة مختلفة.. وهذا هو الاختلاف بين الجميع وبين فهد العريفي.. رحم الله فهد العريفي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب وعوضه في دنياه الجنة وعوض أهله فيه الصبر..
|