ألا تلاحظون أن مرض السرطان انتشر في الآونة الأخيرة؟ ولا يعلم أحد إلى الآن ما هي مسبباته بالضبط. ولا شك أن مجرد ذكر مرض السرطان يرعب الجميع، والذي لا يعلمه كثير من الناس أن ثلث أنواع السرطانات متعلقة بالنظام الغذائي، خاصة ذلك الذي يحتوي على كميات كبيرة من الأطعمة المصنعة والدسمة، كما أنهم بإمكانهم الوقاية من السرطان بتغيير العادات الغذائية.
وهناك دراسات علمية في الطب البديل تثبت أنه يمكن تجنب العديد من الأمراض عن طريق العلاج بالغذاء، وذلك بوسائل عدة من بينها تقوية الجهاز المناعي غذائياً وتكون آثاره ضد الميكروبات وضد الخلايا السرطانية. كما أن زيادة الألياف تساعد على تخليص الجسم من السموم والرواسب.
عناصر غذائية معززة لجهاز المناعة:
تؤدي العناصر الغذائية التالية دوراً أساسياً في تعزيز وظيفة جهاز المناعة.
فيتامين ج (C):
يؤدي فيتامين ج أكثر من اثني عشر دوراَ أساسياً في تعزيز جهاز المناعة، ومنها القدرة على زيادة إنتاج مضادات الأجسام وتسريع معدل نضوج خلايا المناعة. يوجد فيتامين C بتركيز كبير في الجوافة والموز والفاكهة الحمضية والكيوي والخضار الخضراء.
الزنك:
الزنك أساسي لإنتاج خلايا المناعة وعملها وقد أثبتت الدراسات أن مستويات الزنك المنخفضة في الجسم قد تؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة. يوجد الزنك بكثرة في المأكولات البحرية والحبوب الكاملة.
بيتا- كاورتين:
يتحول البيتا - كاروتين إلى فيتامين A في الجسم. إنه يساعد في حماية جهاز المناعة. ومن الأطعمة الغنية بالبيتا - كاروتين الفاكهة والخضار بالذات ذات اللون الأصفر.
دور المواد المقاومة للتأكسد في السرطان :
إن المواد المقاومة للتأكسد مثل الفيتامينات E,C,A والسيلنيوم المعدني تحمي الإنسان من السرطان لأنها تتداخل في العمليات المحفزة للسرطان، وكلما ازدادت كمية المواد المقاومة للتأكسد في الجسم تضاءلت فرص الإصابة بالسرطان.
عوامل مرتبطة بالغذاء ومسببة للسرطان :
دهن الغذاء والسرطان
يرتبط مقدار الدهن في الغذاء بازدياد خطر الإصابة بالسرطان ولا سيما سرطان الثدي والرئة والقولون والمستقيم والمبيض و البروستات.
السرطان والأطعمة المدخنة أو المعالجة أو المخللة بالملح
تم ربط تناول كميات كبيرة من الأطعمة المعالجة أو المخللة بالملح والأطعمة المدخنة بسرطان المريء. فالدخان الناجم عن المعالجة يبدو أنه يولد مواد مسببه للسرطان في الطعام، فيما تحتوي الأطعمة المعالجة أو المخللة بالملح على مواد كيمائية يمكن تحولها إلى مواد سرطانية في الطعام أو في المعدة.
الطعام المشوي على النار
إن شيّ الطعام يمكن أن يولد أيضاً مواد سرطانية على سطح الأطعمة خصوصاً إذا كان الطعام مفحماً ودهنياً. غير أن تناول وجبة مشوية على الفحم من حين إلى آخر لن يسبب حتماً مرض السرطان لكن إذا شكلت اللحوم المشوية على النار جزءاً دورياً من غذائك ، يجب التخفيض من تناول هذه الأطعمة.
الخضراوات والفواكه وقاية من كثير من السرطانات
أنواع السرطان التي تصيب المعدة ( وهو النوع الأكثر انتشاراً في العالم ) ، أو المريء، أو تجويف الفم أو البلعوم، والرئة والبنكرياس: أظهرت جميع الدراسات أن استهلاك الخضراوات الطازجة ومنها الطماطم والخضراوات الورقية والفواكه الحمضية بشكل متكرر يرتبط مباشرة بمنع الإصابة بتلك السرطانات.
ولعل أهم الأسباب التي توضح هذه العلاقة أن المدخنين في الغالب ( وهم يشكلون غالبية المصابين بسرطان الرئة ) هم أقل استهلاكا لهذه الأصناف من الأغذية من سواهم، وذلك بسبب ضعف شهيتهم وقلة إقبالهم على تناول الطعام، وقد يُعزى السبب كذلك إلى أن التدخين له دور في تنشيط أو إبطاء مفعول العوامل المانعة للسرطان والتي تتوافر في مثل هذه الأغذية.
سرطان القولون: أظهرت معظم الدراسات أن الخضراوات بشكل عام (الطازجة وغير الطازجة والورقية) تساعد على منع إصابة الإنسان بسرطان القولون، ذلك أنها تزيد من سرعة مرور فضلات الأغذية المهضومة من خلال الأمعاء وتقلل من الضغط الذي تولده هذه الفضلات على جدار الأمعاء الغليظة. وتعد نباتات الفصيلة الصليبية مثل: الملفوف واللفت والفجل والخردل من أهم الخضراوات التي تقي من الإصابة بهذه الأنواع من السرطان كما تساهم الفواكه الحمضية والجزر في التقليل من مرض الإصابة به.
سرطان الثدي:
يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند النساء، وتشير الدراسات إلى أن هناك علاقة عكسية واضحة ما بين استهلاك الخضراوات الورقية والفواكه والإصابة بهذا النوع من السرطان.
توصيات للحد من خطر الإصابة بالسرطان:
1- الحفاظ على الوزن الطبيعي خلال سنوات الحياة فيما بعد البلوغ وتجنب زيادة الوزن أكثر من 5 كيلو غرامات عن الطبيعي.
2- ممارسة نشاط رياضي منتظم بمعدل 60 دقيقة من الرياضة المتوسطة الشدة للوقاية من زيادة الوزن أو بمعدل أكبر للوقاية من السرطان.
3- عدم تناول المشروبات الكحولية.
4- التقليل من تناول الأطعمة المحفوظة بالملح.
5- تناول 400 غرام من الفواكه والخضراوات على الأقل يومياً.
6- التوسط في تناول اللحم المحفوظ أمثال السجق أو السلامي وما على شاكلتهما.
7- عدم تناول أطعمة ومشروبات شديدة الحرارة.
الأعراض الجانبية الغذائية الناجمة عن علاج مختلف أنواع مرض السرطان:
* عند تشخيص الإصابة بمرض السرطان يقوم الطبيب بشرح خطة علاج المرض المنتظرة، فلربما تتضمن الخطة علاجاً جراحياً أو علاجاً بالأشعة أو بالأدوية الكيماوية أو الهرمونات أو العلاج البيولوجي عن طريق التعامل مع جهاز المناعة.
* إن جميع الطرق العلاجية السابقة الذكر تشترك في خاصية قتل الخلايا السرطانية، ولكن بجانب ذلك يتم قتل وتدمير خلايا سليمة أيضاً، وهذا الذي يؤدي إلى الأعراض الجانبية لمرض السرطان.
أما الأعراض الجانبية التي تؤثر على تناول الطعام فهي كما يلي:
- فقدان الشهية - التغير بالوزن زيادة أو نقصانا - تقرحات بالفم أو الحلق - جفاف بالفم - مشاكل باللثة والأسنان - تغير بعملية الإحساس بالذوق أو الشم - غثيان أو تقيؤ - الإسهال - عدم تحمل اللاكتوز - الإمساك - التعب أو الإحباط.
التغذية المقترحة لمرضى السرطان:
يجب أن يتضمن أي فريق طبي لمعالجة السرطان أخصائي تغذية علاجية مؤهل؛ لأن علاج المريض يستلزم الحصول على تغذية جيدة ليتماثل للشفاء وتزاد أهمية التغذية السليمة بعد الجراحة والمعالجة الكيماوية.
يجب أن تتناسب الإرشادات الغذائية التي تعطى لمريض السرطان مع نوع الورم والمرحلة التي وصل إليها.
وفي معظم حالات السرطان المتمركز أو الذي ما يزال في مراحله الأولى ينصح المرضى بشكل عام باتباع نظام غذائي قليل الدهون وغني بمنتجات القمح الكامل والنشويات الأخرى والفاكهة والخضراوات والابتعاد عن الدهون خاصة الحيوانية منها، حيث يعتقد أنها تساعد على نمو الورم، وعلى العكس تحتوي الفواكه والخضراوات على مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية النباتية الطبيعية التي يعتقد بأنها تعوق نمو الورم وانتشاره.
وان البروتين والزنك ضروريان لالتئام الجروح ولذلك على المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية أن يتناولوا حصتين أو أكثر يومياً من لحم الهبر والحليب القليل الدسم والبيض والسمك والصدفيات المائية.
ابتهاج بنت سعود العريني
إخصائية التغذية العلاجية:
مستشفى القوات المسلحة بالرياض |