في مثل هذا اليوم 13مايو من عام 1968 انضم العمال الفرنسيون إلى احتجاجات الطلاب في باريس لأول مرة في إضراب عام استمر لمدة يوم واحد.
سار زهاء 800000 طالب ومدرس وعامل في جميع أنحاء العاصمة الفرنسية باريس مطالبين بإسقاط حكومة ديجول واحتجاجاً على وحشية الشرطة أثناء أعمال الشغب التي وقعت منذ بضعة أيام قلائل مضت.
وفي هذه المرة احتفظت الحكومة برباطة جأشها طوال اليوم لكنها قامت بعد ذلك بإغلاق الكباري عبر نهر السين لإبقاء المتظاهرين على الضفة الشمالية وهو مكان وقوع المعارك بين الطلاب وشرطة مكافحة الشغب على مدار العشرة أيام الماضية.
وسارت جمهرة المحتجين لمدة أربع ساعات وبدأت من القصر الجمهوري على الضفة الغربية من نهر السين.. وتزايد عدد المتظاهرين أثناء عبورهم للنهر إلى حي الطلاب على الضفة الشمالية وحتى بولفارد سان ميشيل.
وحمل المتظاهرون الأعلام والرايات وأخذ الطلاب والمدرسون والعمال يرددون عبارة (ديجول السفاح) وأخذوا يعقدون مقارنة بين شرطة مكافحة الشغب خاصتهم وشرطة مكافحة الشغب النازية.
وطالب المتظاهرون بالعديد من المطالب.. وأراد الطلاب إصلاح نظام الجامعة البرجوازية ووضع نهاية ل(دولة الشرطة) متأثرين بالمظاهرات المشابه التي حدثت في الولايات المتحدة وأعمال الشغب الموالية للديمقراطية التي وقعت في فصل الربيع في براغ.
كما طالب المتظاهرون بإطلاق سراح قادتهم الذين قد أُلقي القبض على معظمهم بعد ليلة أعمال الشغب منذ ثلاثة أيام مضت عندما قام الطلاب بجمع الحصى من الشوارع لإقامة المتاريس.. وكان المتظاهرون لديهم العديد من الشكاوى من بينها الرواتب الحكومية الضعيفة والمركزية والتمييز.
هذا وقد أثر الإضراب الذي استمر لمدة يوم واحد على جميع جوانب الحياة اليومية في العاصمة وانتشر في باقي البلد.. كما توقفت الحياة في المواصلات العامة وخطوط الطيران وإمدادات الطاقة والخدمات البريدية والمصانع.
|