* جدة - محمد الجابري:
دقائق عصيبة ومرة تلك التي قضاها الحاضرون في أستاد الأمير عبد الله الفيصل بجدة لحظة وقوع لاعب الاتحاد أحمد خريش مغشياً عليه في أرض الملعب وسط بكاء وانهيار نفسي كامل للاعبي الاتحاد والأهلي.
ولم تكن المدرجات بمن فيها من أعضاء شرف لنادي الاتحاد والأهلي ولجماهيرها بحالة تسر، فالجميع كان في قلق شديد وخوف من أن تكون الحالة التي وصل لها أحمد خريش لا تبشِّر بخير وذلك بسبب ما كان يوحي ويشير له المشهد البكائي الأليم الذي كان واضحاً على محيَّا لاعبي الفريقين.
ورغم مرارة وعلقمية المناظر السابقة التي لا نتمنى أن نراها مرة أخرى، إلا أنها أفرزت لنا مناظر ومشاهد جميلة من توحّد القلوب بمختلف ميولها والتي تجاوزت إشكالية فوز الأهلي أو الاتحاد وكانت بكل دعواتها وأمنياتها في رغبة واحدة أن يجود الله بلطفه وينقذ فاقد الوعي (خريش) ويرفع عنه ويبعده عن المكروه.
اللاعبون الذين كانوا في أعلى درجات التنافس والحماس والقوة في المباراة رقت مشاعرهم وانهمرت دموعهم واستقلوا باصاً واحداً أهلاويين واتحاديين واتجهوا مسرعين بملابس لم تبدل إلى المستشفى الذي يرقد فيه زميلهم خريش للاطمئمان عليه ولم يغادروا إلا بعد أن تأكدوا أنه تجاوز مرحلة الخطر.
حتى الجماهير قدمت مشهداً آخر رائعاً.. فقد قامت رابطة مشجعي الأهلي بزيارة إلى خريش والاطمئنان على وضعه الصحي.
وفي الساحات المحيطة بالملعب كانت هناك صور عديدة جميلة حين توجَّه عدد كبير من جماهير الأهلي صوب المركز الإعلامي لمعرفة آخر المستجدات عن حالة خريش الصحية والاطمئنان عليه، فيما كانت هناك مواساة كبيرة وعناق حار وتكرر بين مجموعة من جماهير الأهلي والاتحاد والتأكيد على أن مصابهم واحد والألم يعتصر الجميع.
كل هذه الصور السابقة التي جاءت بعد حادثة خريش تؤكِّد أن بذور الخير فينا أصيلة ومتغلغلة في الأعماق ونحتاج أن نحافظ عليها وننميها بإذكاء معاني التنافس الشريف في الرياضة والإيمان بأنها باب كبير للتعارف والمحبة والمتعة والترفيه ونجنب عنها التجريح القاسي والإساءة الشخصية والتعصب المقيت ونمتطيها لتقودنا للمبادئ والقيم الراقية.
|