كثيراً ما كنا نوجه العتب واللوم لبعض وسائل الإعلام العربية التي تتجاهل الدوري السعودي من خلال عرض نتائج مبارياته وبطولاته، وهذا العتب مرده شعورنا أن مكانة الكرة السعودية عربيا وعالميا وقوة الدوري الموصوف بأقوى دوري عربي تجعلنا نتألم من ذلك التجاهل.. رغم أن مباريات ومنافسات تلك البلدان تُغطى إعلاميا عندنا..!!
تذكرت هذا العتب وأنا أطالع تجاهلا كبيرا من قِبل إعلامنا المحلي مقروءا ومرئيا لبعض منافسات الدوري في دول الخليج..!! خصوصاً والدوري هناك أثبت قوته وجاذبيته بوجود نخبة متميزة من اللاعبين العالميين، في الإمارات- مثلا- انطلق قبل أسبوع المربع الذهبي هناك، والذي بدأ بمواجهة عاصفة وقوية بين العين والأهلي ورغم ماحفلت به تلك المباراة من أحداث دراماتيكية ومنافسة رائعة وتفوق تحكيمي نادر.. إلا أن جريدة واحدة محليا لم تتعرض لها ولو لمجرد الذكر..!!
في تلك المباراة التي سررت بمتابعتها على فضائية دبي الرياضية، انتهت بعشرة أهداف، ستة أهداف منها للعين وأربعة للأهلي، وليس هذا سر متعتها، بل تفوق وروعة حكمها الشجاع الذي احتسب ست ركلات جزاء موزعة بين الفريقين في حادثة أراها للمرة الأولى وربما هي بالفعل الأبرز عالميا أن يحتسب حكم ست ركلات جزاء في مباراة واحدة.. سجل منها العين ثلاثة أهداف والأهلي هدفين وأضاع الثالثة، وبعد تلك المباراة كنت أنتظر أخبارا عنها وهو ما لم يتحقق..!! فأمّلت بكتّاب الزوايا بأن يتحدثوا على الأقل عن شجاعة الحكم النادرة، خاصة والمنافسات المحلية عندنا كثيرا ما شهدت تغاضيا عن ضربات جزاء صحيحة.. ليس آخرها مباراة الأهلي والنصر..!! بيد أن أي إشارة ولو صغيرة لم أقرأها في كتابات كتّاب الزوايا.. رغم توفر الفضائيات وسهولة متابعة الدوري هناك، أيضا الحال نفسه يُقال عن وضع الدوري القطري الذي يشهد منافسة حامية في ظل تخمة النجوم العالميين الذين يتصدرهم الأرجنتيني باتستوتا، لم نقرأ أو نطالع تحليلات أو رؤى تبين اهتمامنا بمنافسات الآخرين التي تستحق المتابعة لقوتها وتميّزها..!!
هو عتب موجه بكل محبة لصحافتنا الرياضية وكتّابنا الرياضيين بأن يمنحوا الآخرين حقهم في الثناء والتميّز، وأن يؤدوا رسالتهم الإعلامية على أكمل وجهها إنصافا وتقديرا للقارئ، خاصة والصفحات الرياضية في كل الصحف تمثل أكبر عدد من الصفحات في المجالات المختلفة.
أحمد منصور التركي |