Thursday 13th May,200411550العددالخميس 24 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في حديث خاص لـ ( الجزيرة ).. المطلق يروي قصة اللحظات المفزعة في حادثة الاتحادي أحمد خريش: في حديث خاص لـ ( الجزيرة ).. المطلق يروي قصة اللحظات المفزعة في حادثة الاتحادي أحمد خريش:
بصعوبة حبست دموعي ومنظر (التشنج) لن أنساه أبداً

* كتب - سلطان المهوس:
كان منظر الدموع وهي تسيل بغزارة شديدة من أعين لاعبي فريق الاتحاد إثر سقوط زميلهم المدافع (أحمد خريش) بعد ارتطامه بزميله سعود كريري وفقدانه الوعي والحركة والتنفس، كان ذلك المنظر كافياً ليقنع المشاهدين خلف الشاشة مع الجماهير الحاضرة بحدوث أمر خطير ومحزن حيث استدارت عقول المشاهدين لتتخيل نهاية مؤلمة لحياة لاعب اتحادي خلوق..
دموع وإسعافات وتجمهر ورفض اللعب وهستيريا وأعصاب متوترة وقلوب متأثرة لموقف عصيب ومثير.
الحكم الدولي علي المطلق -حكم لقاء الأهلي والاتحاد- يروي في حديث خاص للجزيرة التفاصيل المثيرة لحادثة خريش حيث كان معايشاً للحدث لحظة بلحظة.
سقوط ومفاجأة
يقول المطلق إن لاعب نادي الاتحاد أحمد خريش تصادم بشكل عفوي مع زميله لاعب الوسط سعود كريري في لقطة معتادة وطبيعية تحصل في كل الملاعب حتى بعد سقوط خريش على الأرض كنت أعتقد أن الأمر لا يتعدى كونه إصابة طفيفة، أوقفت اللعب وسارعت إلى اللاعب وكانت المفاجأة بانتظاري.. تشنج قوي واضح على وجه اللاعب وحركة نفاضة سريعة غير طبيعية ولذلك حرصت على الإيعاز للجهاز الطبي بنادي الاتحاد بالدخول بسرعة وهو ما حصل ولدى وصول الطبيب الاتحادي اتضح أن خريش يعاني من انسداد مجرى التنفس بسبب (بلع) اللسان وزاد الأمر صعوبة، انطباق اسنان اللاعب وعدم استجابتها لمحاولات الفتح تمهيداً لإخراج اللسان من الحلق.
توتر وقلق
أثناء محاولة إسعاف اللاعب تجمهر لاعبو الاتحاد ولدى مشاهدتهم لخريش بهذا الوضع المأساوي دون تنفس ظنوا انه فارق الحياة فاصابت الأكثرية منهم حالات بكاء حادة ونحيب واضح حتى أن بعضاً عجز أن يقف على قدميه من هول الصدمة!!
ويتابع المطلق: منظر بكاء اللاعبين أعطى الانطباع المحزن لدى الجماهير الحاضرة والمشاهدين خلف الشاشة بأن خريش فارق الحياة وهذا خلاف الواقع ولكن وبصراحة منظر اللاعب في وضع التشنج كان مؤثراً جداً جداً.
دكتور الأهلي أنقذ الموقف
تجمهر اللاعبون والإداريون حول اللاعب وهذا خطأ كبير جداً حيث ان اللاعب يحتاج إلى الهواء وزادت محاولات الكادر الطبي الاتحادي لإخراج لسان اللاعب ولم يكتب لتلك المحاولات أي نجاح وفي هذه اللحظة تدخل طبيب النادي الأهلي واستطاع بخبرته أن ينجح في فتح فم اللاعب واخراج لسانه وما زال اللاعب فاقداً للوعي ولكن بدأ في التحسن نوعاً ما..
خريش نطق الشهادة
بعد عملية إخراج اللسان هرع المسعفون وبالمناسبة فرجال الهلال الأحمر يستحقون الشكر والتقدير لدورهم الكبير في إنقاذ حياة اللاعب وحملوه إلى الإسعاف وفي تلك اللحظة المثيرة شاهدت خريش وهو يشير بإصبعه إلى السماء للشهادة وعودة الاحساس إليه ومع أن ذلك جاء على شكل إشارات إلا انه يجسد الجانب الخلقي والديني الذي يشكل شخصية اللاعب أحمد خريش.
بصعوبة قاومت الدموع
أعترف بأن منظر البكاء والدموع أثر علي باعتبار الإنسانية والأخوة والانتماء للكيان الإسلامي والسعودي والرياضي وأعترف أنني قاومت كثيراً لكي لا أترك المجال لدموعي لتنحدر من العين فالمنظر والبكاء وحالات الهيستيريا لبعض اللاعبين وصمت الجماهير كان كافياً للتعاطف والتأثر ولكن ولقربي من الحادثة أدركت أن اللاعب لم يفارق الحياة وكما قلت لك شاهدته وهو يتشهد وأحسست براحة نفسية ساعدتني على ضبط زمام المباراة من جديد وإنهائها قانونياً.
قانون
من الناحية القانونية كان يجب أن أستكمل المباراة حتى انتهاء وقتها الأصلي خمسة واربعون دقيقة، ومن حسن الحظ أن الوقت المتبقي كان بسيطاً وأقنعت اللاعبين بالاستمرارية وكلّمتهم أن خريش بخير وعليهم اكمال المباراة وهذا لا يعني عدم تأثري بل إن كل من شاهد الحادثة كان متأثراً وأنا طبقت قانون اللعبة لمعرفتي أن اللاعب بخير من الناحية الإنسانية ولعدم مخالفة القانون الرياضي في مثل تلك الحالات، وبالمناسبة - والكلام للمطلق- الكثير من الحوادث المشابهة حدثت واستؤنف اللعب بعدها وهذا ما نصت عليه اللوائح.
مطالبات
كان لاعبو الاتحاد يطالبونني بإنهاء المباراة وقد ألح علي خميس الزهراني كثيراً لإنهاء المباراة كما أن لاعبي الأهلي وعلى رأسهم المشعل طالبوني بإنهاء المباراة وكنت أفتخر بالروح الرياضية بين اللاعبين وذلك التماسك الكبير الذي يدل على أخلاقيات وسلوكيات اللاعب السعودي المميزة.
من حقهم
كان من حق لاعبي الفريقين بعد أن استؤنف اللعب ترك الكرة في الملعب وهي في حالة لعب وعدم تحريكها وهذا ما فعله لاعبو الفريقين وكان الوقت المحتسب في هذه الحالة قانونياً أطلقت بعدها الصافرة وأعترف أن قلبي كان مشغولاً بحالة اللاعب.
الخبر المفرح
في الطائرة التي أقلتني للرياض كنت قلقاً وحالتي الذهنية ليست على ما يرام بالرغم من احساسي الأكيد أن اللاعب خرج من الملعب وهو على قيد الحياة ولدى وصولي للرياض كثفت الاتصالات بالأخوة الزملاء في جدة حتى طمأنوني أن اللاعب بخير ويتحسن بصورة تصاعدية عندها حمدت الله واستطعت الاستسلام للنوم وأنا مرتاح.
أول حالة
هذه أول حالة تمر علي في الملاعب طوال مشواري التحكيمي والحقيقة يجب أن نتعلم الكثير من درس حادثة خريش فالتجمهر حول اللاعب المصاب أمر سيئ وسلبي على اللاعب وربما يعيق عملية إسعافه كما حصل لخريش أضف إلى ذلك أن حالات البكاء والهلع الزائد يجب أن تتوقف لأن ذلك ينعكس على أسرة اللاعب التي تشاهد المباراة، فلاعبو الاتحاد أوضحوا بحركاتهم أن خريش مات ونسوا أن هناك أسرة تنتظره وتشاهده عبر الشاشة فما سيكون موقفهم لو تعرض أحد أفراد اسرة خريش لأزمة عصبية نفسية بسبب تلك الحركات؟!! يجب أن نتمالك اعصابنا فنحن رجال ومسلمون ونؤمن بالقدر خيره وشره.
اما الدرس الكبير من هذه الحادثة فيتمثل بإلزام الأندية جميعاً بإيجاد كوادر طبية قادرة على التعامل مع جميع الحالات الإسعافية وأن لا يقتصر دورها على معالجة اصابات الأرجل والعضلات كما أن الإداريين يجب أن يكونوا قدوة لغيرهم في تهدئة الجميع.
تشنج
الموقف الذي هزني كثيراً ولم يفارق خيالي طوال الوقت هو رؤية اللاعب خريش في وضع التشنج فقد كان المنظر مفزعاً جداً ومحزناً في نفس الوقت.
شكر
شكر خاص لزملائي الحكام خليل جلال ومحمد سعد ولإداريي الفريقين والمسؤولين في الملعب ومسؤولي الاسعاف ولكل من رفع يده للسماء ودعا للاعب.
لقطات
* استغرب المطلق من تصرف كابتن الاتحاد باسم اليامي الذي طالب لاعبي الاتحاد بالخروج وعدم إكمال المباراة وإصراره على ذلك لأنه كابتن ويجب أن يكون الاقوى والاشجع في مثل تلك المواقف.
* أثنى على أخلاق اللاعب أحمد خريش وسلوكه الطيب في الملعب.
* قال بأنه طبق قانون اللعبة بكل حذافيره حسب اللوائح والأنظمة المعمول بها بالاتحاد الدولي لكرة القدم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved