إن الثورة العالمية والتكنولوجية وسيل المعلومات الهائل ووجود شبكات هائلة من وسائل الاتصال والإعلام والآثار التي تتركها في حياة الأفراد والمجتمع، بالإضافة إلى العديد من التيارات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية قد عدلت كثيراً من صيغ ونظم التربية التقليدية التي تميزت في الماضي. وتتميز تربية اليوم بسيطرة فكرتين أساسيتين على الفعاليات التربوية والتعليمية في مجال النشاط الفردي والاجتماعي وهما فكرة:
1) التربية على مدى الحياة.
2) فكرة المجتمع المستمر في التعليم.
وفيما يلي السمات البارزة لتربية اليوم والغد:
1) إن التربية بأشكالها ومضامينها المختلفة تستمر وتدوم مع دورة الحياة الإنسانية، وهدفها الأساسي تحسين نوعية الحياة الفردية والاجتماعية.
2) تتجه التربية إلى الفرد كشخصية كلية متكاملة النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والروحية وتهتم أساليبها ومواردها بتكامل هذه الشخصية وضمان وحدتها.
3) التربية عملية فاعلة ذاتية المنبع تبدأ من المتعلم ذاته وتنتشر إلى ما حوله أي أنها تعتمد على نشاط الفرد وإيجابيته وليس على تلقيه السلبي لقوت الحياة.
4) التربية عملية ينتج منها دائماً تغير أو تطور أو تعديل في سلوك الفرد أو تكوينه النفسي والاجتماعي بما يحقق نمط نموه الخاص وينتج عنها كذلك تغير وتحديد في البيئة التي يتعامل معها.
5) تبنى العملية التربوية وتؤسس فعالياتها وممارساتها على الأسس والقواعد والمبادئ العلمية والمنطقية التي توصل إليها علم النمو الإنساني من حيث خصائص وأنماط النمو الفردي والاجتماعي في مختلف مراحل الحياة الإنسانية.
6) تتركز النشاطات التربوية والتعليمية حول حاجات وميول واهتمامات ودوافع الأفراد والجماعات وتكيف برامجها حسب مقدرتهم وطاقاتهم ومصادر سلوكهم ونشاطهم.
7) تأخذ التربية اليوم على محمل الجد والوعي الكامل قضية وجود فروق فردية بين الأفراد في قدراتهم العقلية وأنماط نموهم الخاصة وخصائص تكوينهم النفسي والاجتماعي وتعمل بإدراك وتبصر على تلبية الحاجات والمتطلبات المتغيرة لهؤلاء الأفراد.
إن العلاقات بين المتعلم والمعلم تنمو ايجابياً في مسارات سليمة بالنسبة لكليهما وللبيئة الاجتماعية المحيطة بها هي محور النشاط الإنساني في التربية وإن العمل على تنمية وترقية هذه العلاقات الإنسانية عن طريق النمو والتعلم واكتساب الخبرات المشتركة هو أحد الأهداف العليا للتربية.
|