إن الأمن ركيزة من ركائز الحياة المستقرة، وأساس لحياة الشعوب والأمم، فلا استقرار للإنسان بلا أمن وطمأنينة، بل لا تتصور الحياة بدون الأمن، فالإنسان إذا أمن من الخوف استطاع أن يعمل ويكدح، واستطاع أيضاً أن يعبد الله ويطلب العلم، ويفعل الخير، ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.
فبالأمن يستشعر طعم الحياة، ويرى الإنسان الحياة على حقيقتها، وإنه لا طيب للعيش إذا ما خالجه شيء من الخوف، فالإنسان في خوفه يكون في النهار قلقا مفجوعا، وفي الليل خائفا سهران، يترقب غارة من هنا وهناك، لا يطيب له نوم ولا أكل، بل لا يطمئن في عبادة ولا راحة، ولذلك كان الأمن والأمان عماد كل جهد تنموي، وهدفا مرتقبا لكل المجتمعات على اختلاف مشاربها، بل هو مطلب الشعوب كافة بلا استثناء وخصوصاً الشعوب المسلمة التي أخذت على عاتقها نشر النور والخير في كل مكان؛ حيث لا استقرار للدعوة ولا انتشارا إلا مع الأمن والأمان، وبلادنا - ولله الحمد - تعتبر مهبط الرسالة، وقبلة المسلمين، وقاعدة الإسلام، وحصن الإيمان، ومعقل الدعوة، فكان لزاما على كل فرد فيها أن يكون رجل أمن يذبّ عنها كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، وليس حفظ الأمن مقصورا على أناس معينين، بل لابد أن يشارك بحفظ الأمن كل مواطن ومقيم على أرض هذه البلاد الطاهرة، فالمحافظة على الممتلكات والمكتسبات في هذا الوطن الغالي لا تخص رجال الأمن وحدهم، بل هي مسؤولية الجميع، فالمجتمع المسلم مجتمع متماسك مترابط، يقول الحق تبارك وتعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} . ومن التعاون على البر والتقوى التناصح في الخير، والإبلاغ عن كل من تسول له نفسه العبث بأمن بلاد المسلمين أو الاعتداء على دماء المسلمين أو أموالهم أو أعراضهم.
نسأل الله عز وجل أن يحمي وطننا وأهلنا من كل سوء، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، والإسلام والسلام، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والحمد لله رب العالمين.
|