* عمان - واس:
اكد معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أن موجة العنف والاضطرابات الدائرة في العراق وتردي الاوضاع الامنية التي يشهدها تشكل مصدر قلق للمملكة العربية السعودية كما لدول الجوار الشقيقه. وقال في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات رؤساء المجالس البرلمانية في الدول العربية المحيطة بالعراق التي بدأت في عمان أمس ان تجنب المواجهات الدموية في العراق لن يتحقق الا من خلال سرعة نقل السيادة للعراقيين بكل صلاحياتها وتسليمهم السلطة.
وأضاف يقول ان مرور عام على احتلال العراق جسد احداثا متسارعة وتطورات خطيرة ومع كل الجهود المبذولة حيال الموقف في العراق إلا ان الأمن لا يزال يشكل هاجساً كبيراً لدى جميع قطاعات الشعب العراقي ومناطقه مما يؤكد ضرورة اعادة النظر في السياسات التي توضع حيال ذلك سواء من قيادات التحالف او السلطة المدنية لحل المشكلة بشكل جذري.
وأكد الدكتور ابن حميد ضرورة اعادة تكوين قوات الامن العراقية لتتمكن من تسيير دفة الحياة السياسية والاقتصادية والامنية في العراق على يد ابنائه الاكفاء.
وقال: لقد شكلت الحروب والنزاعات المسلحة بحكم طبيعتها فرصا وهيأت ظروفا لارتكاب تجاوزات وتعديات لا يكون ضحيتها العسكريون والمقاتلون وحدهم بل ان السكان المدنيين اصبحوا هم الذين يدفعون على نحو متزايد ثمن الحروب كما اصبحوا هم الضحية المباشرة لكل ما يقع من احداث على أرض الصراع ومن اجل ذلك فإنه يجب على قوات الاحتلال في العراق أن تعمل على مراعاة احكام اتفاقيات جنيف لعام 1949م والبروتوكولات المتعلقة بها من اجل حماية المدنيين والممتلكات والتخفيف من اثار الحروب عليهم ويتأكد هذا الامر بعد الاحداث المؤلمة التي وقعت على مدينة الفلوجة ومناطق أخرى من العراق وما نجم عنها من مقتل المئات من المدنيين العراقيين.
وقد زاد الامر خطورة ما تناقلته وسائل الإعلام من مشاهد فظيعة لانتهاكات حقوق السجناء العراقيين.
واضاف يقول: ان على سلطة الاحتلال مسؤولية عدم التساهل مع هذا الوضع والوقوف ضد هذه الممارسات ومحاسبة المسئولين عنها ومحاكمتهم فهذا الامر يعد انتهاكا صريحا للاعراف الانسانية والاتفاقيات الدولية والتى من اهمها اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحرب، فقد عد القانون الدولي الانساني عمليات التعذيب وكل ما يسبب معاناة بالغة او يلحق اذى بالسلامة البدنية او الجسدية او المعنوية جريمة حرب وانتهاكا جسيما لحقوق الاسرى الاساسية.
وأكد ابن حميد ان تزايد الاوضاع الامنية سوءا في العراق وعدم تسليم السلطة للعراقيين يفقد الثقة ويؤدي الى احباط شديد في نفوس الشعب العراقي ويزيد من خطورة الموقف في العراق والدول المجاورة له فمن حق الشعب العراقي الذي عانى الكثير عبر العقود الماضية ان يتمتع بالاستقرار والحرية والازدهار وان تحقيق هذه المتطلبات لن يتم الا من خلال نظام سياسي تمثيلي واسع يستند على الوحدة الوطنية.
واوضح ان الخشية من استمرار الوضع الراهن في العراق على ما هو عليه دون ان يكون للأمم المتحدة دور محوري ومباشر في استتباب الامن والعمل على نقل السلطة تكمن في امكانية حدوث ما لا تحمد عقباه من افرازات خطيرة وازدياد للعنف داخل العراق ومزيد من اراقة الدماء والدمار الى جانب مضاعفات خطيرة على الدول المجاورة خاصة وعلى دول العالم عامة كما ان هذا قد يؤدي الى تكوين بيئة خصبة تنمي الارهاب في المنطقة بدلا من قمعه.
واكد معالي رئيس مجلس الشورى أهمية دور الامم المتحدة من اجل قيامها بمسؤولياتها المحورية طوال فترة المرحلة الانتقالية في العراق بما في ذلك تهيئة الاوضاع لانسحاب قوات الاحتلال كما نؤكد اهمية تفعيل دور الاتحاد البرلماني الدولي بحيث يقوم بتقديم المشورة والخبرات الفنية في مجال بناء الوضع الدستوري في العراق وبناء المؤسسات الدستورية بما يحقق العدالة للجميع واحترام القانون الدولي الانساني والعمل من خلال جهود موحدة ومدروسة من قبل المجتمع البرلماني الدولي على مساعدة الشعب العراقي لنيل حقوقه في ظل هذه الظروف وكيف يمكنه التعامل معها بما يحفظ له الحد الادنى من الحقوق.
واكد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ صالح بن حميد اهمية اجتماعات رؤساء المجالس البرلمانية في الدول المحيطة بالعراق والتي بدأت في عمان أمس.
وقال في تصريح لوكالة الانباء السعودية ان الاجتماعات تشكل فرصة لرؤساء البرلمانات لبحث الاوضاع المأساوية في العراق والسعي لايجاد افضل السبل لإنهاء الاوضاع المتردية هناك والمساعدة في ايجاد طريقة لاستعادة الامن والاستقرار على اعتبار ان ما يجري في العراق له انعكاساته على دول المنطقه.
واعرب الشيخ ابن حميد عن امله في ان تسفر هذه الاجتماعات عن اصدار توصيات وطروحات تسهم في حل ازمة العراق وانهاء الاوضاع المأساوية فيه. وكان سفير المملكة لدى الاردن عبدالرحمن العوهلي قد اقام امس مأدبة تكريما لرئيس مجلس الشورى والوفد المرافق له وحضرها رئيس مجلس الاعيان الاردني زيد رفاعي ورئيس مجلس النواب عبدالهادي المجالي وسفراء الدول العربية لدى الاردن واعضاء السفارة السعودية في عمان.
كما التقى معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ صالح بن حميد امس رئيس مجلس الشورى الايراني مهدي كروبي على هامش اجتماعات رؤساء المجالس البرلمانية في الدول المحيطة بالعراق المنعقدة حالياً في العاصمة الاردنية عمان. وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات بين البلدين وسبل تدعيمها في المجالات البرلمانية وتعزيز التنسيق في الاجتماعات البرلمانية الدولية بما يخدم القضايا المشتركة.
كما تم خلال اللقاء استعراض الموضوعات المدرجة على جدول اعمال اجتماعات رؤساء المجالس البرلمانية في الدول المحيطة بالعراق.
|