* جازان - حسين الشبيلي - إبراهيم بكري:
رأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان مساء أمس الأول حلقة النقاش المقامة على هامش مؤتمر الاستثمار الصناعي وتفاعل دور الجمعيات التعاونية في الاستثمار الزراعي بالمنطقة الذي يقوم حالياً بمنطقة جازان بحضور رؤساء الصحف المحلية ومديري الإدارات الحكومية وذلك بمقر الإمارة.وقد استهل سمو امير منطقة جازان حلقة النقاش بكلمة رحب في مستهلها برؤساء تحرير الصحف المحلية والحضور.
وأعرب سموه عن أمله في تضافر الجهود بين الإدارات الحكومية والوسائل الإعلامية لنقل الصورة الحقيقية والواضحة عن المنطقة والمقومات والإمكانيات والمواقع السياحية والاستثمارية في جميع محافظاتها ومراكزها وقراها الجبلية والساحلية والجزر.
وتطرق سموه إلى أهمية ميناء جازان في خدمة الاستثمار بالمنطقة والتصدير من خلال التصدير والاستيراد من الدول المجاورة وضرورة استغلاله الاستغلال الأمثل إضافة للعديد من الجوانب والمواقع الاستثمارية والسياحية والأثرية التي تزخر بها. وأوصى سمو أمير منطقة جازان رجال الإعلام ومراسلي الصحف المحلية بنقل الصورة الحقيقية الواضحة عن المنطقة وتوضيح كل ما يخدم الصالح العام.
عقب ذلك قدم أمين عام جائزة الإعلام المتميز الدكتور فائز بن عبدالله الشهري ورقة عمل بعنوان (الإعلام وأولويات التنمية) تحدث خلالها عن دور الإعلام في التنمية.كما ناقش فيها العديد من المواضيع ذات الشأن.
من جهة أخرى، ونيابة عن رؤساء تحرير الصحف المحلية ألقى رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) الأستاذ خالد المالك كلمة قال فيها:
في البداية نقدر دعوة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان لرؤساء التحرير ورجال الإعلام مؤكداً بأن سموه الكريم جهوده ملموسة بمنطقة جازان وان كافة المؤشرات الحالية تبشر بمستقبل المنطقة الزاهر.
وأثنى المالك على ورقة العمل المقدمة من الدكتور الشهري من خلال مساهمتها بتوصيل رؤية واضحة لدور وسائل الإعلام والكثير من الدروس الجيدة.وأضاف المالك: ان الاشكالية التي تواجهنا في الصحافة ان القطاعات الحكومية لا تتحمل النقد وينتظر منا كإعلاميين ان تكون الكلمة خفيفة وناعمة، مؤكداً ان على الصحفي النزيه ان يتوخى في العمل الصحفي المصداقية في كل طرح.
وألمح إلى عدم تقديم أي ضمانات تراعي شعور أو اغضاب أي مسؤول في أي جهاز حكومي.
وعلق المالك حول اتهام ورقة عمل الدكتور فايز الشهري بشأن تكرار الأخطاء في الصحف وعدم رصد التغطيات بمصداقية وصورة موضوعية قائلاً: إنه من الطبيعي ان توجد أخطاء في بعض الصحف أحياناً لأن الصحيفة عمل يومي ومستمر ويحتاج لجهود جبارة خاصة بالفترة الحالية لاعتمادنا على العنصر السعودي الذي مازال يحتاج لمسألة وقت وتدريب مستمر وذلك لا يخفي تميز العناصر السعودية في المجال الإعلامي بشكل كبير ومذهل.
واختتم المالك كلمته بأن زيارته لمنطقة جازان جعلته يشعر بفرق كبير في عمليات التنمية والنماء التي تجسدها جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان.
عقب ذلك غادر سموه الكريم الجلسة ليرأسها خلفاً له سعادة رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) الأستاذ خالد المالك ليتولى إدارة حلقة النقاش للدور التنموي لوسائل الإعلام التي تهدف إلى إبراز الدور التنموي للمؤسسات الإعلامية المختلفة وإبراز أهمية وسائل الإعلام في دعم وتعزيز المفهوم التنموي الشامل والتعريف على معوقات التواصل بين الأجهزة الحكومية والمؤسسات الإعلامية والتعرف على السبل الكفيلة بتحقيق تكامل الجهود بين المؤسسات الإعلامية والأجهزة الحكومية.
في البداية كانت مداخلة لرئيس بلدية منطقة جازان المهندس عبدالعزيز بن إبراهيم الطوب ذكر من خلالها أهمية علاقة وسائل الإعلام في دعم مسار الجهات الحكومية من خلال النقد الهادف والموضوعي.
مدير عام التعليم بمنطقة جازان الدكتور علي العريشي كانت مداخلته منتقدا الأخبار الصحفية غير الصادقة التي تؤثر على مسيرة التعليم بالمنطقة.
ومن جانبه طالب مدير عام الشؤون الصحية الدكتور علي القحطاني بضرورة عرض الأخبار الصحية المتخصصة في الطب على لجان مكونة من أطباء لأن هناك الكثير من الأخبار تنشر بالصحف غير ملائمة وغير مناسبة من الناحية العلمية المتخصصة.
وكانت مداخلة مدير الدفاع المدني العقيد أحمد الشيعاني حول جهود إدارته في إدارة الأزمات والحوادث مطالباً الصحف بتحري المصداقية وعدم نشرها لأخبار مغلوطة تنسف جهود أجهزة الدولة المكلفة بذلك. مضيفا انه من الخطأ ان تحجب المعلومة عن الصحفي ويجب التعامل مع الإعلامي بكل شفافية ووضوح.
ومن جانبه أكد قائد الدوريات الأمنية العقيد إبراهيم الحمزي ان مفهوم الإعلام الأمني مازال محضر حديث بين عملية النشر على اطلاقه والتحفظ أيضاً ودائما ما نحيل الصحفيين المتعقبين لأي معلومة للعلاقات العامة ولكن نفاجأ أنه سلك مسلكاً آخر وأخذ الرؤى من مصادر أخرى تظهر المعلومة مشوهة وتنشر بشكل غير مكتمل.
وأضاف مدير فرع الزراعة بجازان عبدالله الغامدي ان ظهور مرض حمى الوادي المتصدع للأسف استغلته بعض الصحف بطريقة خاطئة وزرع الخوف والهلع في نفوس الأهالي وذلك ساهم بفعالية في عزوفهم عن أكل اللحوم حتى أصبح أكلهم الوحيد الدجاج علماً بأن آخر حالة ظهرت كانت بتاريخ 28- 1-1422هـ ومازالت بعض الصحف حتى الآن تشير إلى ان هاجس (المتصدع) مازال بجازان، مطالباً الصحف بعدم الاساءة للمنطقة وتحري الدقة في الأخبار.
ومن جانبه أكد مدير شركة جازان للتنمية الزراعية (جازادكوا) سليمان الصراف على تميز المنطقة بمنتوجاتها الزراعية المختلفة والتي أصبحت مشهورة عالمياً وان مستقبل
الزراعة بجازان زاهر ويحتاج لتسويق إعلامي مدروس بطريقة علمية.
ووصف الصراف معاناة الشركات الزراعية على مستوى المملكة من عمليات التسويق الزراعي وسيتم مناقشة ذلك خلال الندوة للتوصل لتوصيات تحقق الأهداف المنشودة.
وعلق الأستاذ المشارك بجامعة الملك خالد ورئيس تحرير مجلة الطالب في بريطانيا سابقا سلطان الحازمي ان بعض مديري الدوائر الحكومية يخشون الصحفيين بصورة غير منطقية وهذا أمر لا يقبل خاصة وان العملية تكاملية لتحقيق الأهداف. وأشار إلى النقلة النوعية التي حققها الإعلام السعودي وتحقيقه نوعاً من الشفافية متمنياً ان يتم تفعيل المشاركة الشعبية من خلال مواقع الإنترنت التي تعتبر صحفاً مخفية يعبر فيها المجتمع عن الآراء والأفكار.أما من الجانب الإعلامي تحدث وكيل وزارة الإعلام سابقاً الدكتور علي النجعي عن المراحل الانتقالية التي شهدتها وسائل الإعلام بمنطقة جازان من تطور في الأداء والإمكانيات.
ومن جانبه عبّر نائب رئيس تحرير جريدة الوطن الدكتور عثمان الصيني عن أهمية استمرار الإعلامي في رصد الحقيقة لأن بذلك تتحقق تطورات ايجابية على مختلف الأصعدة.
وأشار مدير تحرير جريدة الرياض سليمان العصيمي ان المسؤولين في الدوائر يحملون حساسية مفرطة تجاه الصحافة رغم ان الصحفي لا يتعمد الاساءة لأي شخص أو أي جهاز حكومي فالكل يعمل من أجل مصلحة الوطن والمواطن.
وأكد رئيس تحرير جريدة عكاظ الدكتور هاشم عبده هاشم ان كل ما تحدث عنه الزملاء الإعلاميون يعكس وجهة نظر عكاظ التي تمثل هذه المنطقة وبقية مناطق المملكة واعتز كل الاعتزاز بانتمائي إلى منطقة جازان ونحن جاهزون أنا وزملائي رؤساء التحرير لتقديم المزيد من المؤازرة لكل مسؤول بمنطقة جازان وما نتمناه ان تتسع صدوركم وان نتفق جميعاً على ان كل ما يكتب في أي صحيفة يخدم هذه المنطقة عبر سلسلة من المتابعات التي تتناول الجوانب الإيجابية والموضوعية.
وفي ختام حلقة النقاش للدور التنموي لوسائل الإعلام قرأ وكيل إمارة منطقة جازان المكلف الأستاذ المشارك مفرج الحقباني محضر التوصيات:
أولاً: توجيه الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان على حسن الاستضافة واشراك قيادات العمل الإعلامي في برامج التنمية في المنطقة.
ثانياً: تعزيز دور وسائل الإعلام وخاصة الصحف المحلية في اسناد المشاريع وابراز الايجابيات للمشاريع التنموية عبر سلسلة الأخبار والمعلومات الأخرى.
ثالثاً: أهمية تسهيل مهمة الإعلامي والصحفيين في الإدارات الحكومية لإبراز أعمالهم وتقديم الرسالة الإعلامية الموضوعية.
رابعاً: تفهم القيادات الإعلامية لظروف التنمية في منطقة جازان والمعوقات التي تحول دون تنفيذ برامج التنمية.
خامساً: تأكيد أهمية صحة المعلومات وتأخذ المعلومة من مصدرها مع أهمية تعاون المسؤول في توثيق هذه المعلومة.
سادساً: الخصوصية تتناسب مع أهمية تكامل الجهود وتهيئة البيئة الملائمة لجذب الاستثمارات لتنشيط القطاع السياحي.
سابعاً: دعوة الغرفة التجارية الصناعية بجازان إلى تمويل بحوث إعلامية في مجال التنمية بالتعاون مع الجمعية السعودية للإعلام والاتصال.
ثامناً: وضع الاحتياجات الإعلامية التنموية ضمن اولويات برامج مراكز جازان للدراسات التنموية.
تاسعاً: تكليف الدكتور علي النجعي لتنمية وتطوير العمل الإعلامي والتواصل العملي لمنطقة جازان.
*****
الدور التنموي للمؤسسات الإعلامية
ربما يحسن الإقرار ابتداءً أن من غير المجدي مطالبة وسائل الإعلام بدور تنموي، أو تكليفها بمهمات قيادة الرأي العام وتشكيل الاهتمامات العامة في ظل غياب الرؤية الشاملة للتنمية، أو إخفاء خطط التنمية في أدراج مكاتب المسؤولين.
ويتضح من أدبيات المؤسسات الدولية المعنية بالتنمية أن مفهوم التنمية لم يعد قاصراً على محاولة اللحاق اقتصادياً بالدول الأكثر تقدماً بقدر ما يهتم بالكشف عن قدرات الشعوب (النامية)، وإمكان استغلال هذه القدرات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، مما يعني ضرورة التعرف على الإمكانات المحلية ودراستها دراسة عميقة لفهمها والاسترشاد بها، وتعزيز مكامن القوة فيها. ومن المهم في هذا المجال:
- إشراك مؤسسات المجتمع، وفي مقدمتها مؤسسات الإعلام، عند صياغة خطط التنمية.
- تقييم الوضع العام للمجتمع المستهدف، وفق مؤشرات كمية يمكن قياسها، وتعميم هذه المؤشرات على وسائل الإعلام.
- تحديد الأدوار والمسؤوليات لكل مؤسسة والمأمول من وسائل الإعلام.
- جدولة زمنية للمراحل التنموية يراقبها الجميع وينتظر نتائجها عبر وسائل الإعلام.
كيف يمكن أن تحقق وسائل الإعلام دورها التنموي؟
قبل كل شيء من المهم التأكد من جاهزية مؤسسات الإعلام من حيث المستوى الفني، والتأهيل الكافي للقوى العاملة، شاملاً الوعي بمتطلبات المرحلة التنموية، فإذا تحقق ذلك فإنه يمكن للإعلام أن يقوم بالعديد من الأدوار في مجال التنمية ومساندة المشاريع التنموية القائمة.
وبدايةً يراعى في التركيز على العنصر الإنساني أن تشتمل على كل ما من شأنه:
- حفز الهمم واستنهاض الطاقات الكامنة.
- التركيز على برامج الإعلام التنموي في المجتمع المستهدف، والتقليل من البرامج الترفيهية طالما كانت التنمية أولوية.
- رفع مستوى الوعي الصحي والثقافي.
- إعلام القيم الحضارية وتعزيز روح الولاء للمكان.
- تسليط الضوء على مكامن القوة في الثقافة المحلية، ومن ذلك اللهجات والفنون المحلية.
- بناء الشخصية الفردية والاجتماعية التي تعتز بتاريخها وانتمائها.
- رفع مستوى الطموحات والتطلعات الفردية والجماعية مع برامج مواكبة للتنفيذ.
- العمل على تعديل الجوانب السلبية وتعزيز ما من شأنه تكوين الصور الذهنية الإيجابية.
- التركيز على الناجحين وقصص النجاح واستنهاض المبدعين للعمل والإنجاز.
كما تحدث عن دور مؤسسات الإعلام في دعم وتعزيز المفهوم التنموي الشامل قائلاً: عند وضع الخطط ينبغي على المخطط مراعاة أن تكون أولويات التنمية على رأس الأجندة الإعلامية، بل إن التخطيط السليم يتطلب مراعاة أن تشمل خطط التطوير مؤسسات الإعلام المحلي، وإشراكها في المسؤولية التنموية تعليماً وتوعية ورقابة على الأداء.
ويمكن اعتبار النقاط الآتية مرتكزات عامة في سبيل دمج وسائل الإعلام في الجهد التنموي الشامل:
- الطلب من مؤسسات الإعلام والإعلاميين البارزين أن يسهموا في رصد واقتراح أبرز النقاط التي يرون أهمية تضمينها في خطط التنمية القصيرة والمتوسطة وطويلة الأجل.
- إشراك القيادات الإعلامية في المجالس التنموية ولجان العمل العام في مختلف المراحل، وألا يقتصر ذلك على الجوانب الإعلامية (الدعائية)؛ حتى يستشعر الإعلامي دوره الاجتماعي وأهمية مساهمته في دفع عجلة التنمية.
- الطلب من وسائل الإعلام تخصيص أوقات ومساحات وجهود خبراء للمجهود التنموي وفق خطة إعلامية ممنهجة تضمن تحقيق أهداف الرسائل.
- (شركاء لكم لا متربصون بكم لنتصيد أخطاءكم) هذا الشعار وما يوحي بمثله من مفاهيم ربما يكون من أهم القناعات التي يتوجب على قيادات العمل التنموي العمل على تعزيزها في العقلية الإعلامية، خاصة في مراحل التنمية المبكرة في المجتمعات الريفية.
- إن مؤسسات الإعلام هي مؤسسات اجتماعية في المقام الأول، وهي ذات وظائف وأدوار اجتماعية مهمة تكمل الصورة التنموية المأمولة للمجتمع المستهدف.
- تطور وسائل الإعلام وتحديثها يشكل جزءاً مهماً ومؤشراً قوياً على نجاح خطط التنمية الاقتصادية والثقافية في المجتمع المستهدف.
- تتأكد أهمية وسائل الإعلام في المجتمعات المتحولة في مجالات التوعية العامة والتعليم.
- التركيز على احتياجات المجتمع في الرسائل الإعلامية لا على أهداف المؤسسة الإعلامية أو هوى القائم بالاتصال.
- تفعيل مخرجات رجع الصدى للرسائل الإعلامية، ونقل طموحات الناس وتذكير المخططين باحتياجاتهم.
- التأكيد على أهمية تعزيز وظائف الإعلام بروح من الشفافية المسؤولة، والابتعاد عن النمط الإعلامي الذي يكرس مفاهيم بيروقراطية تنفر الناس وتعطل الإحساس بالمشاركة.
وعن معوقات التواصل بين الأجهزة الحكومية والمؤسسات الإعلامية يقول د. الشهري: لا بد من الاعتراف بأنه من الصعوبة بمكان عمل قياس علمي منضبط للمعوقات المفترضة، والتي يمكن أن تسهم في تعقيد العلاقة والتواصل بين الأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام.
|