* بانكوك - د ب أ:
تعهد الجيش التايلندي امس الاربعاء بمعاملة حسنة لاربعة صبية يزعم بأنهم شاركوا في تنفيذ سلسلة من الهجمات في الثامن والعشرين من شهر نيسان - أبريل الماضي بعد ان سلموا أنفسهم إلى الجيش، فيما قالت الحكومة انها تدرس اقامة مشاريع في منطقة الاضطرابات بغرض تغيير توجهات اهل المنطقة ومعظمهم من المسلمين عن الانفصال..
وقال قائد الجيش الرابع الجنرال بيسارن واتانونكي ان الشباب الاربعة سلموا أنفسهم لمقر الجيش في إقليم باتاني بجنوب البلاد. وتعرض إقليم باتاني وإقليما يالا وسونجخلا المجاوران له لسلسلة من الهجمات المنظمة من جانب متطرفين لكن مسئولي الجيش قالوا انهم حصلوا على معلومات سرية بشأن تلك الهجمات وهو ما ساعدهم على قتل نحو 107 أشخاص من المتشددين في عملية وصفها مراقبون بالمذبحة حيث وقع جانب منها في مسجد.
وقال بيسارن انه من الواضح ان معظم الشباب الذي حمل أسلحة خفيفة أثناء تنفيذ الهجمات ومنهم الاربعة الذين استسلموا اليوم قد جرى تضليلهم. وأضاف بيسارن في تصريحات للصحفيين (اننا سنتعامل معهم برفق) مشيرا إلى انه علاوة على السجن سيجري أيضا إصلاحهم في الجيش. وكان وزير الدفاع التايلاندي قد صرح يوم الثلاثاء بأن اللغز الذي يحيط بهوية منفذي الهجمات العنيفة التي وقعت ضد الحكومة في جنوب البلاد من المرجح أن يتم حله قريبا باستسلام (اثنين أو ثلاثة من العقول المدبرة). وقال الجنرال شيتا تانجارو للصحفيين في مقر الحكومة (إذا حدث ذلك أعتقد أن الوضع في الجنوب سيتحسن وسيعود السلام).
وأضاف شيتا الذي تولى مهام وزارة الدفاع في حكومة تشكلت أوائل العام الحالي إن ما تسمى (بالعقول المدبرة) التي تقف وراء موجة العنف التي وقعت في المناطق التي تهيمن عليها أغلبية من المسلمين بأقصى جنوب تايلاند على اتصال وثيق بالسلطات العسكرية. وكان أكثر من 90 من رجال الشرطة والجنود والمسئولين الحكوميين قد قتلوا وأحرقت العشرات من المباني الحكومية في هجمات وقعت منذ كانون الثاني - يناير الماضي. وبلغ العنف ذروته في الثامن والعشرين من نيسان - إبريل الماضي عندما قتل 107 أشخاص ممن يشتبه أنهم من الاسلاميين برصاص قوات الجيش والشرطة في مذبحة مريعة.
وعزت الحكومة أعمال العنف إلى النزاعات السياسية المحلية و(العقول المدبرة) التي لم يكشف عن هويتها التي تثير مشاعر انفصالية بين الشبان المسلمين في الجنوب. وتعهد رئيس الوزراء ثاكسين شيناوترا بحل المشكلات الاقتصادية التي اعتبرها الجذور الحقيقية للعنف المضاد للحكومة في أقصى جنوب البلاد.
وقال شيناوترا إنه ينوي طرح خطة تهدف إلى توفير فرص عمل لابناء المقاطعات الجنوبية وتحسين التعليم فيها وهو ما أكد أن من شأنه تقليل أي دعم للانفصاليين هناك. وقال محللون : ان ما زاد الوضع تعقيدا هو ورود تقارير بشأن تورط منظمات أجنبية في الهجمات.
|